أحلام الشباب تتحطم على صخرة المهور ..المغالاة بالمهور تزيد ظاهرتي العنوسة والعزوبية بين الشباب

> استطلاع / وليد الحيمدي:

>
باتت ظاهرتا العزوبية والعنوسة في أوساط الشباب (ذكورا وإناثا) من المشاكل المعقدة في المجتمع اليمني نتيجة للمغالاة بالمهور والتفاخر بها من قبل بعض الأفراد أو الأسر لأمر أو لآخر، فضلاً عن تكاليف الأعراس، الأمر الذي زاد من ارتفاع نسبتها في المجتمع اليمني بشكل كبير.
ووفقاً لدراسة أجريت في الوطن العربي أوضحت أن نسبة العنوسة قد بلغت 30 %، وبحسب دراسة حديثة، فإن أكثر من نصف مليون امرأة في اليمن تجاوزن سن الثلاثين ولم يتزوجن بعد، نتيجة لغلاء المهور ونظرة المجتع الدونية للمرأة العاملة، والمحصلة انتشار الرذيلة واقتراف المحرمات في أوساط الشباب.
إمام مسجد العسقلاني محمد عمر المحضار تطرق إلى ظاهرة غلاء المهور من منظور ديني وكيف دعانا ديننا الحنيف إلى تسهيل أمور الزواج والمساعدة فيه بالقول: “لقد رغّب الإسام في الزواج وحض الشباب عليه لما فيه من حفظ النفس وسكونها وتحصينها عن الحرام، وكذا في تكوين الأسرة، وهذا ما يشير إليه النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - بقوله في حديث شريف: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضى للبصر وأحصن للفرج”.
ويوضح المحضار في حديثه عن هذه الظاهرة بالقول: “نحن نعيش في زمن تصعبت فيه أمور الزواج على الشباب، وذلك لأسباب عدة منها غلاء المهور من قبل بعض الآباء والأسر وتكاليف الزواج على أهل الزوجين، وغيرها من الأمور مما يؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة والعزوبية، وحرمان الشباب من الزواج والذي يؤدي في نهاية المطاف للاتجاه إلى سلوكيات محرمة ومنافية للتعاليم الإسلامية. ويضيف: “المؤسف أننا نجد الكثير ممن يتفاخرون بارتفاع المهر المدفوع وغير ذلك من تكاليف الزواج”.
** مهور خيالية **
أما ناظم ناصر أحمد وهو رجل أمن فيقول: “كثير من أولياء الأمور لا يفكرون بمصير بناتهم واختيار الزوج المناسب لهن بقدر اهتمامهم بمهورهن، وعادة ما يتجاوزون فيها حد المعقول والممكن، الذي يتجاوز في بعض الأحيان المليون في وقت لا يملك الشاب حتى جزءاً من هذا المبلغ”.
ويضيف: “لست أدري لماذا هذا الاستغلال من قبل أهل العروس؟ أهي فرصة من أجل المال أم ماذا؟، ولهذا أرى أنه من الصواب على أولياء الأمور أن يتقوا الله في أولادهم بتيسير المهر والتكاليف على المتقدم للزواج، واجتناب المفاخرة التي باتت متبعة ليلة الزواج من حجز قاعات فارهة، والمبالغة الزائدة في طقوسها، وغيرها من الأمور التي تكلف العريس فوق طاقته”.
** خيرالشباب **
بدورها أرجعت الطالبة ابتسام محمد الكُهالي انتشار ظاهرة غلاء المهور في المجتمع اليمني إلى “العادات والتقاليد والأعراف القبلية المتبعة في البلد، والتي تفرض على كثير من الآباء المبالغة في المهر بما يفوق القدرات المالية للشاب المتقدم”.
وتضيف: “هذه المشكلة لن تحل إلا متى ما حُكم العقل، وتم العمل بتعاليم ديننا الإسلامي وسنة نبينا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - القائل “أعظم النساء بركة أيسرهنّ صداقاً”، ولهذا فإن خير الشباب هم الصالحون والقادرون على تحمل تكاليف الحياة وتدبير الأمور بكل حكمة و صواب”.
** غلاء المهور السبب الرئيس **
إمام وخطيب مسجد القادرية (الثوار) بالمعلا شوقي محمد مكاوي، أوضح بأن “ظاهرة العنوسة والعزوبية تُعد إحدى الظواهر السلبية التي يعاني منها الشباب في جميع المحافظات”. يقول مكاوي: “إن أسباب انتشار هذه الظاهرة كثيرة جداً، في مقدمتها الابتعاد عن تعاليم ديننا الداعية إلى التسهيل في الزواج والذي من شأنه تمكين الشباب من الزواج تحصيناً للفرج وعصمة من الوقوع في المحرمات”.
ويضيف: “ديننا الإسلامي أرشدنا إلى الزواج والإكثار في التناسل”. واعتبر مكاوي “أن أكثر المشكلات في الزواج تكون لأسباب عدة أبرزها إخضاع الخطبة للمساومة، والتعامل معها وكأنها صفقة تجارية رائجة، أو الامتناع عن تزويج البنات إلا وفق اشتراطات عدة أبرزها الغنى وغيره، في مخالفة واضحة لقوله تعالى: “إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “أقلهن مهراً أكثرهن بركة””.
ويتابع حديثه بالقول: “لو كان في غلاء المهر كرامة أو خير لكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بذلك، فإن زواجه أو زواج بناته، كما روي عن عمر رضي الله عنه، كان أقل مهراً ولا يبالغ فيه البتة، ولهذا فإننا عندما ابتعدنا عن هذه التعاليم النبوية الواضحة تحولت الفتاة إلى أشبه ما يكون بالسلعة، نتيجة للجشع والطمع الزائد من قبل بعض أولياء الأمور، والنتيجة زيادة العنوسة والعزوبية بين الفتيات والشباب، وانتشار الرذيلة وارتكاب المحرمات عند ضعيفي الإيمان”.
** الزواج بات حلماً **
بدوره أوضح الصحفي والباحث عيسى بن هود سالم أن “الغلاء في المهور أصبح من أهم المعضلات التي تواجه الشباب في المجتمع اليمني الذي أضحى مليئا بالمعاناة والمشكلات لقلة فرص العمل، وقلة الدخل والحرمان من التوظيف، كل هذه الأمور جعلت الشاب يقف عاجزاً أمام بناء مستقبله، وتكوين أسرة”.
وطالب سالم آباء الفتيات بأن “يتقوا الله في بناتهم وأبنائهم ووضع حد مقبول للمهر يمكّن الشباب من الزواج، لا المغالاة في المهور، والتعامل مع بناتهم كسلع للبيع، ليكون الضحية في الأخير هو ابنه أو بنته، وكذا مراعاة الأوضاع المادية في هذا البلد الذي يعاني غالبية سكانه من الفقر المدقع، ولا يقوى على توفير تكاليف الزواج الباهظة”.
ويضيف: “كنا في السابق نسمع عن الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الجمعيات والمنظمات الخيرية بإقامة الزواج الجماعي للشباب، الأمر الذي لم يعد كما عهدناه سابقا”.
ويختتم بالقول: “إن الزواج بات لدى الكثير من الشباب أشبه بالمستحيل، لما للزواج من تكاليف باهظة، فضلاً عما يتطلبه الاستقرار الزوجي من منزل وآثاث ومتطلبات الحياة في ظل انعدام الوظيفة العامة، وقلة الدخل”.
** لابد من إيجاد حلول **
رجل الأعمال نبيل سعيد غانم أعاد السبب الرئيس في انتشار العنوسة والعزوبية إلى “الغلاء الذي بات منتشراً مؤخراً في أوساط المجتمع في مخالفة واضحة لتعاليم ديننا الإسامي، الذي يرشدنا إلى عدم المغالاة في المهور”.
ويوضح: “يجب على المجتمع أن يتبع ارشادات النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - القائل: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...”، ولهذا فغلاء المهور بات يشكل أزمة بحد ذاتها لما ينتجه من آثار سلبية كبيرة على الشباب والمجتمع ككل”.
وتمنى غانم في نهاية حديثه على منظمات المجتمع المدني وأولياء الأمور العمل على حل هذه المشكلة التي باتت تؤرق الشباب وتحرمهم من الزواج في ظل الغلاء المعيشي المرتفع وقلة الدخل.
** غلاء المهور شجع على الرذيلة **
الخضر أحمد منصور دنّة أرجع السبب في انتشار ظاهرتي العنوسة والعزوبية بين صفوف الشباب إلى “غاء المهور وتفي الفساد وجهل كثير من أولياء الأمور لمصالح أبنائهم وبناتهم، الأمر الذي شجع على انتشار الرذيلة لدى الكثيرين في سبيل إشباع رغباتهم الجنسية”.
وطالب دنّة في ختام حديثه الدولة بـ“تحديد أسعار المهور وإلزام الجميع بها، مع وضع عقوبات للمخالفين”.
استطلاع / وليد الحيمدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى