وزارة الشباب والعبث بمخصصات الأندية

> سعيد باشعيب

> لا يخفى على أحد الحالة المادية المأساوية التي تعيشها أنديتنا، فلا يخلو نادٍ من تراكم المديونيات، وقد تكون القشة التي قصمت ظهر العديد من إدارات الأندية وحملتها على تقدم استقالاتها .. في ظل المستوى الرياضي المتدني في بلدنا تضعف مداخيل الأندية المالية، فلا موارد من دخل الملاعب أو التسويق الإعلامي، وتبقى المخصصات التي تصرفها الوزارة عبر صندوق النشء المورد الوحيد والثابت .. أما اجتهاد إدارات الأندية في مد يدها هنا وهناك لجهات رسمية وشعبية فهو غير ثابت ويتفاوت من نادٍ لآخر، وهو مثل الفصول الأربعة يتأرجح بحسب ظروف البلد.
فالمخصصات التي تصرفها الوزارة هي الرئة التي تتنفس بها الأندية و لن تستطيع تحمل أي مرض أو خلل في هذا الاتجاه .. الوزير راوح أحسن صنعا بإنشاء صندوق النشء الذي مثل فتحة النور تضيء للأندية، من بعده صاحب الصندوق عبث غير عادي ولا يزال مثار علامات استفهام كبيرة.. في الوقت الذي تنتظر الأندية وعود الوزير الإرياني بزيادة المخصصات وإضافته موردا جديدا للصندوق من ضريبة عائدات الاتصالات تصدم بتشوهات جسيمة في مخصصاتها لحظة استلامها لتتبخر الوعود الإريانية وتدرج في إطار البهرجة الإعلامية، فلم تكتف الوزارة بحرمان الأندية من مخصصات النصف الثاني لعام 2012 وكذا النصف الثاني لعام 2013م وتحل الصاعقة بخصم النصف من مخصصات الفصل الثاني لعام 2014م وبدون أي بيانات كالسابق توضح تفاصيل المخصص حسب الألعاب التي تزاولها والدرجة التي تحتلها إلا توضيح واحد فقط وهو على هذا النحو سيكون مخصص الفصل الثالث والرابع .. لا ندري أين تلاشت النشوة المعمرية بالترويج لرفع المخصصات؟ مستغربين لهذه التقلبات، فهل غلب الفساد النزاهة أيها الوزير الشاب أم كبحت الظروف أحلامك ووعودك ؟؟
لا أستطيع التعليق على هذه المهزلة أو كيف أصفها .. وأنا واحد من الذين صفقوا للوزير بحرارة، وقفنا بأقلامنا ومنشوراتنا ضد كل من حاول التشكيك في قدراتكم أو من أثار موظفي الوزارة لمواجهتكم أو من قلل بأهمية مؤتمر الرياضة وانتخابات الأندية والاتحادات ومعي الكثير والكثير ممن يرون تلك الأفعال تصب في خانة تصفية حسابات سياسية أو من باب المكايدة الشخصية، ولا زلنا نحسن الظن في قيادتكم فأنت الوحيد الذي تمثل شريحة الشباب في مجلس الوزراء، ودعك من أي تمثيل آخر .. ليكن حملك لراية الشباب هو الأهم لتعكس الروح الوطنية والغيرة على هذا البلد التي تتقد في نفوس الشباب ولترفض الانجرار وراء مسلسل التخريب ونهش الجسد الوطني عبر ممارسات ممقوتة سئمت هي من طول مدتها في بلدنا، ولكن معتنقوها يزدادون شراهة.
أنقل إليك رأي النخب الرياضية الضائقة ذرعا بهكذا تصرفات، أما رأي العامة فمن الصعب نقله لما يحمله من سوء القول وفحشه، وهم على حق فصدمتهم أفقدتهم الصواب، فبارقة الأمل التي يؤملون عليها تتلاشى والأفق الواسع يضيق والوجع بلغ مداه .. ندرك حجم المصائب التي تتنزل على بلدنا وأن الامتحان صعب والنتائج حتما ستكون تاريخية و الناس على فسطاطين الوطن والحق، ولو على أنفسهم أو الفساد والعبث وحرق مكتسبات الوطن وكلا الأمرين تضعك على رؤوس الأشهاد و شتان ما بين الموقف و الموقف.
كتب / سعيد باشعيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى