ترام (عدن)

> محمد نجيب أحمد

> اليوم تحوم وتجول في شوارع عدن وسائل وآليات نقل عام، خاصة حافلات (الهيس) والتي هي في أغلبها (90 - 95 %) قديمة طرازاً وغير كفؤة ميكانيكاً وفاقدة لمتطلبات السلامة لركابها، وتستخدم الديزل أكبر الملوثات النفطية.. ولكم أن تتخيلوا ما لهذا من تأثير خطير على صحة الفرد والبيئة.
ولأن هذه الوسائل قديمة فإنها تتطلب تغيير قطع غيارها المستورد بصورة دائمة لتستمر في الحركة، مما يشكل عبئاً اقتصاديا مستداما على الميزان التجاري.
وقد حُسِمَ أن أغلب حوادث الطريق الخطيرة والإعاقات والمخالفات المرورية تأتي من هذه (الهيسات)، إضافة إلى أن سائقيها من فئة صغيرة السن قليلة الخبرة في مهنة التعامل ونقل البشر.. هذا مقابل عجز الأجهزة الرسمية عن ضبط وتطبيق النظام والقانون في ضوء الوضع الراهن.
عالمياً وفي كل دولة على حدة تختلف وسائل النقل العام داخل المدن بحسب درجة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتكنولوجي.
وتتراوح هذه الوسائل من مركبات تستخدم الوقود الأحفوري (بنزين، ديزل، غاز) كالحافلات بكل أحجامها وسيارات الأجرة، وأخرى تشتغل كهربائياً مثل مترو الأنفاق والمعلق والترام الذي يعد الوسيلة الأقدم والأكثر استخداما وشيوعاً للنقل الجماعي داخل المدن في الدول المتقدمة والنامية، حتى إن بعضا من الدول التي أوقفت تشغيل الترام قامت لاحقاً بإعادة خدماته إلى شوارعها.
ويعود ذلك إلى جدوى استخدام الترام والتي من أهمها الحد الأدنى من رأس المال المستثمر، والمردود المجزي وكفاءة التشغيل وتدني الأعطال، كذلك مرونة بناء وتأسيس البنية التحتية (كخطوط السكة الحديدية ومحطات ركوب/ نزول الركاب وورش الصيانة ومحطة توليد الكهرباء... إلخ) التي لن تستدعي الخوض في منازعات قانونية مثل نزاع الملكيات لتوسيع شوارع مرور السيارات.
كما أن (الترام) أكثر وسائل النقل العام سلامة والأنظف بيئياً والأوفر في المساعدة على تخفيف من البطالة وخلق وظائف مباشرة ومستدامة، وتلك غير المباشرة.
وتختلف مستويات (الترام) من حيث التطور التكنولوجي والفخامة والرفاهية... إلخ من دولة إلى أخرى، ولكن مفهوم (الترام) كوسيلة نقل تبقى عامة.
عدن بطبيعتها المميزة والترابط التلقائي بين مديراتها وأرضها المسطحة تجعل من (الترام) الوسيلة الوحيدة لحل معضلة النقل العام وتوابعه وليس بالضرورة أن يغطي (الترام) كل عدن، ربما ربط مديريتين قريبتين.
علينا التحرك الآن لنخطط ونضيف هيكل بنية (الترام) طالما أن أغلب مساحات عدن المتوفرة مازالت (بقع).
(ترام) عدن سيؤسس لثقافة جديدة.
"محمد نجيب أحمد"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى