أجواء مشحونة بالبارود مع استمرار الاشتباكات بصنعاء

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف

> تعيش العاصمة صنعاء حالة ترقب وأجواء مشحونة بالبارود مع استمرار الاشتباكات بين الجيش ومسلحي جماعة الحوثي
لليوم الثاني عند المدخل الجنوبي حيث نصب الحوثيين مخيم احتجاجي منذ نحو 6 أسابيع ودفعت جبهة جديدة من المواجهات فتحت أمس الأربعاء بين الطرفين عند الجهة الغربية والشمالية الغربية للعاصمة اطلاق جرس انذار بحدوث انفجار للوضع والدخول بحرب طاحنة في شوارع العاصمة صنعاء.
وفيما يبدو انها محاولة عزل العاصمة صنعاء ومطارها بدرجة رئيسية بالجهة الغربية قام المسلحون الحوثيون بعد ظهر امس بإغلاق المنفذ الشمالي الغربي الواقع بمنطقة همدان وهي ارضية جغرافية قبلية يعتقد مسؤولون ومحللون انها هذه منطقة متحالفة مع جماعة الحوثي.
منذ الساعات الاولى امس الأربعاء وحتى ساعة متأخرة ورغم تسود بعض الهدوء النسبي العاصمة صنعاء ألا أن منطقة حزيز على المدخل الجنوبي الأهم للعاصمة صنعاء شهدت اشتباكات عنيفة ومتقطعة بين الجيش ومسلحين تابعين لجماعة الحوثي المعارضة تركزت بعدد من احياء هذه المنطقة الشعبية ذات الاغلبية الموالية للحوثيين بحسب تأكيدات مصادر محلية وسكان.
**وافاد الشهود والمصادر المحلية لـ “الايام” قائلين: “شهدت احياء سكنية بمنطقة حزيز اشتباكات مسلحة بين عدد من نقاط التفتيش التابعة لقوات الاحتياط ومسلحو الحوثي.. مضيفين انها بدأت عند الساعة الثامنة صباحا حينما حاولت مجموعات مسلحة من الحوثيين يستقلون 5 سيارات مكشوفة تجاوز النطاق الامني الذي فرضه الجيش بمنطقة حزيز منذ ليلة الثلاثاء عقب اشتباكات دامية بين الجانبين”.
واستمرت الاشتباكات حتى الظهيرة ثم عادت مرة اخرى خلال فترة العصرية بشكل متقطع.
وقالت المصادر ان قوات الجيش اجبرت المسلحون الحوثيون الذين كانوا يحاولون تجاوزهم للدخول الى وسط العاصمة صنعاء الى العودة الى مخيم الاعتصام في حي الرسول الاعظم بمنطقة حزيز لكن سرعان ما عاد المسلحون على شن هجمات خاطفة على نقاط التفتيش. وسقط 4 جنود مصابين كما جرح ثلاثة مسلحين وفقا للمصادر.
وذكر احد السكان ويدعى هلال الصعفاني لـ«الأيام» ان الاشتباكات تجددت بعد المغرب بين الحوثيين ونقاط تفتيش محيطة بمعسكر قوات الاحتياط في حي السواد مشيرا الى ان اصوات انفجارات وتبادل النيران الرشاشة كانت تسمع بوضوح في احياء متفرقة. وقال: “الاشتباكات استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.. وما علمنا به ان مسلحون حوثيون متمركزون في منازل الاحياء المقابلة للمعسكر كانت تطلق النيران وقوات الجيش ترد”.
وأضاف الصعفاني ان مسلحو الحوثي منذ لليلة الثلاثاء وهم يحفرون خنادق كثيرة بتلك الاحياء واخرون نصبو متارس رملية بعضها فوق اسطح المنازل وفي اركان الاحياء. كما اقاموا نقاط تفتيش داخل الاحياء ومنعوا دخول وخروج السيارات من والى منطقة حزيز من الجهة الشرقية.
وأكد ساكنون اخرون بالمنطقة نفسها كانوا رفقة الصعفاني لـ«الأيام» ان الحوثيون دعوا بمكبرات الصوت مساء امس اهالي وسكان منطقة حزيز الى مغادرة منازلهم لحقن دماء المدنيين كما زعموا.
وقالوا في تصريحاتهم للصحيفة أن الخط العام الرئيس الذي يربط العاصمة صنعاء ببقية محافظات البلاد خاصة تعز وعدن مازال مقطوعا منذ صباح امس الأربعاء ولم يفتح حتى اللحظة مما تعذر على مئات المسافرين المرور منه.
وقطع الطريق من قبل الجيش ومسلحو الحوثي. وواصل اسر وسكان منطقة حزيز عملية النزوح والهروب من منازلهم لليوم الثاني خشية مواجهة مرتقبة بين الجيش والحوثيين.
انتشار المدرعات في محيط معسكرات ومواقع حيوية بصنعاء أمس
انتشار المدرعات في محيط معسكرات ومواقع حيوية بصنعاء أمس

وفي احدث تصعيد بين الجانبين قال سكان بمنطقة همدان القبلية أن مسلحو الحوثي اغلقوا منفذ المنطقة الشمالي الغربي للعاصمة عند منطقة بيت نعم منذ بعد الظهر دون ردة فعل من قوات الجيش المرابطة على مقربة من المنفذ.
وحسب شهود عيان وقعت كذلك اشتباكات متقطعة فجر امس الاربعاء بين قوات الجيش والامن ومسلحين متمركزين بمخيم الصباحة الواقع بالجهة الغربية للعاصمة باتجاه محافظة الحديدة وقطع الخط لعدة ساعات ثم فتح.
وأبلغ «الأيام» مسؤول عسكري كبير بقوات الاحتياط عن اتخاذ سلسلة من الاجراءات والتدابير العسكرية والامنية لحماية قيادة اللواء مؤكدا ان قوات الجيش لن تألوا جهدا في القيام بواجبها بردع المسلحين الحوثيين اذا تطالوا على المعسكر. ويقع المعسكر في محيط دار الرئاسة.
وتأتي هذه التطورات بعد دعوة الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين محمد عبدالسلام في حديثه لقناة(المسيرة) التابعة لانصار الله الحوثيين مساء الثلاثاء بتأكيده على الاستعداد لأي خيارات أخرى موجها كلامه الى الحكومة وقال “لن لنخرج مرة اخرى في مسيرات لنقتل”.
وفي تصريح اخر صادر عنه ليلة الاربعاء أكد عبدالسلام انه بعد” المجزرة المروعة التي ارتكبتها السلطة بحق المتظاهرين أمام مجلس الوزراء تحركت قوة عسكرية عصر أمس الاربعاء باتجاه مخيم الاعتصام بمنطقة حزيز من أجل الاعتداء على المعتصمين وإزالة المخيمات لكنهم فشلوا”.
وتابع: “ولكون السلطة لم تحترم الخيار السلمي بعد عدوانها على المتظاهرين في شارع المطار والعدل وأمام مجلس الوزراء ولكي لا تتكرر المآسي مرة أخرى قامت المجاميع الشعبية المعنية بحراسة المخيم برد تلك الحملة وبعون الله وتوفيقه كانت النتائج : إحراق ثلاث مدرعات وثلاثة أ طقم ورشاش 23 وثلاثة رشاشات 12 وتكبد المعتدون خسائر فادحة”.
وقال الصعفاني ان العشرات من السيارات المحملة بالمسلحين وبعضهم يحمل صواريخ كثف(لو) وار بي جي الى جانب تزويد السيارات بمدافع رشاشة منصوبة بالوسط وكذا بعض المدرعات الحديثة قدمت الى منطقة حزيز من قرى وعزل محيطة بالمنطقة خاصة من سنحان وبلاد الروس.
وذكرت تقارير صحفية نقلا عن شهود عيان انه في شمال صنعاء استقدم الحوثيون ايضا تعزيزات كبيرة الى مخيم الاعتصام بمنطقة همدان ومحيط مطار صنعاء الدولي.
ويستمر الالاف من الحوثيين غالبيتهم مسلحون تصعيد احتجاجهم للمطالبة بإسقاط الحكومة والغاء قرار رفع اسعار الوقود وتنفيذ مخرجات الحوار الذي كانوا شاركوا فيه واستمر حوالي 11 شهرا.
وقال محللون سياسيون ان التحركات التي شهدتها صنعاء خلال يومي الثلاثاء والأربعاء مع الهدوء النسبي يعد مؤشرا على خطورة الوضع واتجاه الى منعطف اخطر.
وقال د. نبيل الشرجبي استاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة في حديث مع قناة(الحدث العربية) العاشرة مساء أمس ان خطوة الحوثيين على اغلاق منافذ العاصمة مؤشرا على توسع المواجهة مع الدولة هذه الوقائع تدل على قرب الانفجار الكلي للوضع مع تلاشي الحل السياسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى