أحــــــــــلام زائـفــــــة

> صفاء سليمان حنش / عدن

> لاأعلم أين ومتى التقينا؟ ربما في أحلامي فأنا اعتدت أن أرى أناسا وأشخاصاً ليس لهم وجود في الحياة، وبعد رسالة فارغة خرجت من جوال لعين بمحض الصدفة.
وبعدها بدأت قصة حبنا البريئة، كان كل شيء جميلاً ووردياً حينذاك، وأظنني كنت واهمة وقتها، وأتذكر حينها أنه قالها (بصوت حنون):
أحبك!
فقلت له بصوت ملأه الأمل والتفاؤل بأن يجمعنا بيتٌ واحد: نعم أحبك.
ولأصل هذا الأمل نسجت الأحلام الكثيرة، والكثيرة جداً في أن أكون معه وبجواره أدعمه في حياته.. واستمرينا بالتواصل فقط عبر الهاتف، وذلك لأنه بعيد عني، ويقطن في محافظة أخرى، وبعد أسبوع تقريباً أو ربما أقل من ذلك أبلغني برسالة نصية بأنه “رجل متزوج ولايفكر في الزواج مرة أخرى، ولديه ولد، واعترف بأنه أحبني كثيراً، ومايزال متمسكاً بي إلى أقصى حد”، ونظراً لكلماته المعسولة التي أغدق علي بها، آثرت البقاء معه وبتحمل ظروفه على أمل أن يتراجع عن قراره، ويطلبني للزواج.
وبعد فترة من الزمن ليست طويلة بدأت الأشياء تبدو على حقيقتها، فالصور الزائفة تكسرت والأحلام الوردية تبددت، وأصبحت سراباً.
إن إخفاءه حقيقة زواجه، وتردده في خطبتي كلها أشياء جعلتني أشك بحبه لي ومدى صدقه.
شعرت لوهلة بأنني التقيت أخيراً بأميري، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور ليحل مكانه شعورٌ واحد، وهو الندم وخيبة الأمل، وهذا ما جعلني أجزم يقيناً بأنه لن يأتي أبداً.. وإنما أراد أن يتسلى ويمضي معي بعض الوقت.
وفجأة استيقظت من منامي مذعورة، وقرصت يدي وخدي أكثر من مرة، حتى تأكدت بأنني كنت أحلم حلما جميلاً، لا لم يكن حلما، بل كان كابوسا، وحمدت الله كثيراً على سلامتي وعودتي إلى أرض الواقع، فالأحلام ماهي إلا خيالات، وربما أمنيات نتمنى الحصول عليها، ولكنها تظل بعيدة المنال ويصعب تحقيقها.
لأننا عندما نحاول امتلاكها نجد أنها تحولت سراباً خداعا، وبعد أن صحوت بشكل كامل، وعدت إلى وعي بدأت أتذكر تفاصيل هذا الحلم المروع.
تمنيت أن لا أصادف مثل هؤلاء الرجال الأنانيين والكاذبين في حياتي، ولن أسمح بأن يتسرب أحدهم إلى أحلامي البسيطة ويجعلها خراباً.. وأتمنى للجميع أحلاما حقيقية وليست زائفة.
**صفاء سليمان حنش **

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى