تكــتل الجنــوبييــن المستقــلين ينعى القامــة السيــاسيــة عبــدالله الأصنــج

> عدن «الأيام» خاص

> نعى تكتل الجنوبيين المستقلين في بيان أصدره أمس القامة السياسية والمفكر البارز الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج.
وجاء في بيان النعي: بقلوب يملؤها الحزن والأسى ينعى تكتل الجنوبيين المستقلين وفاة القائد الوطني التاريخي الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج والذي برحيله خسر الشعب واحداً من كبار المناضلين وجيل المؤسسّين الطليعيين للحركة الوطنية المعاصرة، الذين بعثوا قضية الجنوب منذ منتصف القرن الماضي من تحت رماد الاحتلال وأعادوه الى خارطة شعوب المنطقة كشعب مناضل من أجل حقّه في الحرية والاستقلال.
لقد كرّس الفقيد القائد عبدالله الأصنج حياته ونضاله، وبذل عمره كاملاً منذ مطلع شبابه حتى الرمق الأخير من حياته الزاخرة بالعطاء والنضال في سبيل قضية شعبه العادله وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة.
لقد مثل الفقيد القائد مدرسة كفاحية ونضالية مفعمة بالتجارب والخبرات مند مطلع خمسينيات القرن الماضي منطلقاً من مدينة عدن (الشيخ عثمان) حيث مسقط رأسه وأسرته ونشأته ودراسته وعمله في «شركة خطوط عدن الجوية» التي شهدت بروزه النقابي فيها كقيادي في العام 1953م ثم مشاركته مع صفوة من المناضلين في الحركة النقابية في «مؤتمر عدن للنقابات» عين بعدها أمينا عاما له، فمشاركته في اجتماعات «الاتحاد الدولي للعمال العرب» و«الاتحاد العالمي الحر»، فاختير تقديرا لدوره الفعال امينا عاما للاتحاد الدولي. وفي الجانب السياسي أسهم في تأسيس «الجبهة الوطنية المتحدة» في عام 1955م، و«حزب الشعب الاشتراكي» في 1962م، و«منظمة التحرير» في عام 1964م، واختتمها بجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل الى حين استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني في العام 1967م.
ولم ينقطع عطاؤه الوطني بعد نزوحه الى الجمهورية العربية اليمنية حيث تقلد وبناء على طلب من قيادتها العديد من المواقع القيادية السياسية ابتداءً من العام 1971م، فشغل وزارات الخارجية والاقتصاد والمواصلات وكذا كان امينا عاما للاتحاد اليمني، ومستشارا سياسيا للرئيسين ابراهيم الحمدي وأحمد الغشمي.
إنّ خسارتنا وخسارة شعبنا بغيابه في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها قضيّتنا فادحة وفجيعتنا بفقدانه لا تعوَّض، فقد كان واحداً من سواري الوحدة الوطنية الشامخة ومدافعاً لا تلين له قناة عن مشروعه وثوابته الوطنية الراسخة، فلم ينحرف بصره، ولم تضل بصيرته يوماً عندما كانت الأخطار والخطوب تحدق به وبشعبنا في كافة مراحله الحرجة من أيّة جهة كانت، فقد كان يُحسِن الإصغاء إلى صواب قلبه، وإلهام عقله وفطرته الوطنية الصادقة والأصيلة.
لقد جاء تاسيسه مؤخرا لتكتل الجنوبيين المستقلين كإطار يوفر للمستقلين من أبناء الجنوب منبراً للتعبير عن آرائهم الحرة ومشاركتهم في توجيه القرار الجنوبي بعيداً عن الوصاية وتعقيدات العمل التنظيمي التقليدي.
رحل القائد الكبير في هذه اللحظات البالغة الدقّة والخطورة من تاريخ شعبنا ليلحق برفاقه من قادة شعبنا ومناضليه الذين حملوا على عاتقهم عبء عقود من النضال وهم في طريقهم إلى تحقيق حلم الوطن الآمن المستقر الواعد بالخير والنماء. إنه واحد من أبرز القادة الذين اضطلعوا بدور تاريخي في الحركة الوطنية والحركة القومية العربية عموما، فقد كان من ذلك الصنف من الرجال والقادة الذين يثيرون حسد الجبال.
رحل القائد عبدالله الأصنج ولكنه لن يغيب عنا، إنه أحد أسماء هذا الوطن وعنوانه التاريخي البارز.
تغمد الله فقيدنا وقائدنا بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين الأبرار، وألهم أهله وعموم أبناء شعبه الصبر والسلوان!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى