«الأيـــام» ترصد مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية بصنعاء : الحوثيون يسقطون الفرقة الأولى مدرع ويسيطرون على مصنع الذخيرة

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> تزامنا مع استدعاء الجانب الحوثي من محافظة صعدة للتوقيع على اتفاق مع السلطة تتوقف بموجبه المعارك والمظاهر الاحتجاجية وبدء تنفيذ الخطوات المتفق عليها تسارعت وتيرة المواجهات وفتح ساحات معارك جديدة وسقوط مواقع حيوية بيد الحوثيين آخرها - حتى ساعة كتابة هذا التقرير ـ مبنى رئاسة الوزراء، مع استمرار سيطرتهم على مبنى التلفزيون اليمني لليوم الثاني على التوالي وتوقف بث جميع قنواته الرسمية.
**تطورات**
وأكدت مصادر خاصة دخول المئات من مسلحي القبائل في مخيمات الاعتصام المحيطة بصنعاء منتصف ليل السبت (أمس الأول) مدججين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وقاموا بالانتشار في عدد من المواقع لإحكام القبضة على كافة مفاصل صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة.
**تمشيط**
وشهدت منطقة عصر وعطان غرب صنعاء ومناطق أخرى في الجنوب بعد عصر ومساء أمس مواجهات عنيفة أعقبتها عمليات تمشيط من قبل مسلحي الحوثي للمواقع التي استولوا عليها من المسلحين التابعين لحزب الإصلاح، فيما قامت اللجان الشعبية بحراسة المنشآت والمؤسسات العامة التي تم السيطرة عليها إلى جانب حراستها الأصلية.
**سقوط مواقع عسكرية**
وسيطر مسلحو الحوثي على معسكر الصيانة ومصنع الذخيرة الواقع جنوب التلفزيون ومبنى الإذاعة الجديدة.
وطبقا لمواطنين فإن الحوثيين استمروا في التقدم بمساعدة ما يسمى اللجان الشعبية التي شكلتها جماعة الحوثي قبل اقتحامها صنعاء (طبقا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة)، حيث وصل المسلحون من شارع المطار باتجاه شارع القيادة إلى مقر القيادة العليا للقوات المسلحة، والذي أعلنت حراسته - حسب مصدر قيادي في أنصار الله - انضمامهم “بقناعة إلى ثورة الشعب التصحيحية لاستئصال بؤر الفساد”.
وفي السياق ذاته أكد مصدر عسكري لـ«الأيام» أنه تم الاتفاق بين قيادة الألوية والوحدات العسكرية المرابطة في العاصمة ومع أنصار الله بالوقوف على الحياد وعدم استخدام السلاح ضدهم.. كما تقدمت قبائل تحت مسمى اللجان الشعبية باتجاه مجلس الوزراء ومقر إذاعة صنعاء اللذين تم السيطرة عليهما طبقا لشهود عيان.
أعمدة الدخان تتصاعد بجوار جامعة العلوم بصنعاء أمس
أعمدة الدخان تتصاعد بجوار جامعة العلوم بصنعاء أمس
**سقوط الفرقة الأولى**
وفي ظل السقوط المريع لأحد أطراف الصراع أعلن في الساعة الرابعة والربع من عصر أمس سقوط مقر الفرقة الأولى مدرع التي قاد منها اللواء علي محسن الأحمر خلال اليومين الماضيين معاركه ضد جماعة الحوثي.
وطبقا لمعلومات فإن الحوثيين نفذوا في الساعات الأولى من صباح أمس عملية هجومية من البوابة الغربية لمحاولة اقتحام مقر الفرقة بعد أن أطبقوا عليه حصارا كثيفا من جميع الاتجاهات.
المصدر أكد أن العملية فشلت حيث سقط فيها ما يزيد على (80) مسلحا من مسلحي الحوثي وعشرات الجرحى، لأن جنود الفرقة كانوا متوقعين ذلك فأطلقوا وابلا من الرصاص من جميع الأسلحة.
وحسب مصدر عسكري موثوق داخل الفرقة لـ«الأيام» فإن عملية تفاوض وتسليم سلمي جرت بعد تقدم الحوثيين في إجزاء من مقر الفرقة والبوابة الشرقية لها، الأمر الذي دعا إلى تدخل قائد اللواء الأول (حماية رئاسية) الجعيملاني بالتسليم ومغادرة اللواء محسن مقر الفرقة.
إلى ذلك تم تداول أخبار عن إصابة اللواء محسن في رجله اليسرى أمس الأول.. فيما أكدت مصادر أخرى مقتل صالح الضنين مستشار علي محسن الأحمر.
**ارتفاع حصيلة الضحايا**
مسلحون حوثيون يرددون الهتافات في نقطة بصنعاء
مسلحون حوثيون يرددون الهتافات في نقطة بصنعاء
وتواصل زحف المواجهات ليتوزع في عدد من الشوارع والأحياء التي أيضا طالتها عمليات القصف العشوائي من الجانبين، الأمر الذي ضاعف حصيلة الضحايا المدنيين الذين وصل ـ حسب مصادر طبية ـ إلى أكثر من (55) مواطنا بين قتيل وجريح.
وأكد الدكتور سمير الشرفي المسؤول الطبي عن المخيمات لـ«الأيام» أن معظم القصف كان بقذائف المدفعية، الأمر الذي ضاعف أعداد القتلى.
وأكد الدكتور عبداللطيف أبو طالب في مستشفى الثورة أن معظم الإصابات والجروح خطيرة جدا نتيجة الأسلحة المستخدمة.
وقال: “إن القصف كان بقذائف هاون ما أسفر عن إصابات خطيرة لبعض المواطنين”.
وقال الطبيب أبو طالب لـ«الأيام» إن العشرات وصلوا إلى المستشفى العامل فيها بين قتيل وجريح.
**نزوح مستمر**
وأدت المواجهات إلى إصابة عدد من أحياء العاصمة بالشلل التام وبالذات الغربية والشمالية، مع استمرار موجة النزوح الكبيرة للمواطنين من عدد من الأحياء التي وصلتها المواجهات أو التي يتوقع وصول المعارك إليها.
ورصدت “الأيام” عددا كبيرا من الأسر وهي تغادر صنعاء في طريقها إلى قراهم نتيجة عدم قدرتهم على تحمل القتال وأصوات المدافع والانفجارات التي طالت منازلهم أو منازل مجاورة لهم.
**خوف وقلق من المجهول**
وعلى مدى الساعات الماضية من يوم أمس عاشت صنعاء أجواء الخوف والقلق من المجهول.
وسمعت انفجارات عنيفة هزت عددا من الأحياء مع توسع المواجهات نحو شرق العاصمة وجنوبها وبالذات المخيمات الواقعة في منطقة حزيز والصباحة وغيرها من المناطق التي لاتزال المواجهات فيها مصدر قلق لسكان صنعاء، والتي يعتبرها البعض قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، حسب توقعات المراقبين للوضع، خاصة إذا فشلت المساعي الوفاقية في التوصل إلى تسوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى