عادات وتقاليد عيد الأضحى في شبوة

> حنين سعيد النعماني / شبوة

> انجلى شهر ذي القعدة وحل شهر ذو الحجة لنقترب من صبيحة عيد الأضحى المبارك، وشبوة الحبيبة العيد فيها كسائر بقية محافظات ومناطق البلاد، وهناك اختلاف في بعض من العادات والتقاليد التي توارثها الأجداد.
قبل العيد وفي مثل هذه الأيام حيث تكتظ الأسواق في مدينتي عتق وعزان بكثير من الناس بغرض التسوق لشراء احتياجات العيد من الملابس والحلويات والأضاحي، فمثل هذا الموسم تكون حركة الأسواق مزدحمة بالمشترين وبالذات في أسواق المواشي كالأغنام يتدفق كثير من المشترين من جميع قرى وبوادي شبوة لشراء أضاحيهم، كما تزدحم أسواق بيع الملبوسات منها المعاوز الرجالي الذي لا يشاهد إلا في مواسم الأعياد، والذي تباع فيه أجمل المعاوز المحاكة يدويا والمسماة (الشبواني)، ويصل سعر المعوز إلى أكثر من عشرة آلاف ريال، ليتفاخر الرجال بجمال مظهره في أثناء أداءهم صلاة العيد، كذلك الأطفال لهم عالمهم الخاص أثناء مرافقتهم أهاليهم في السوق فيختارون ملابسهم بأنفسهم لإبراز شخصياتهم، أما البنات فيعتمدن على أهاليهن.
وفي سوق مدينة عزان يكثر المشترون لكنهم يعانون من ارتفاع الأسعار إسوة بحال كل مناطق البلاد، إلا أن الارتفاع يكون جنونيا مع قدوم العيد، وكأنها فرصة يجدها أصحاب المحلات لتسويق بضائعهم في مثل هذا الموسم، لكن شدة ارتفاع الأسعار يتضرر منها بعض الناس خاصة الفقراء والمعوزين لمعاناتهم وعدم قدرتهم على تلبية احتياجات ومتطلبات العيد لأطفالهم بسبب قلة دخولهم ورواتبهم البسيطة فيلجأ الكثير منهم إلى الاقتراض (الدين) لتلبية احتياجات العيد ولإسعاد أطفالهم بمثل هذه الفرحة، ولا يريدون النظر إلى أولادهم في يوم العيد دون إكمال فرحتهم إسوة بغيرهم.
كما تسود العادة في شبوة أعمال الخير بقيام الميسورين بمساعدة الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل بشراء ملابس الأطفال وتوزيعها على المحتاجين، تعبيرا من أصحابها في حبهم وتراحمهم وكرمهم في فعل الخير لزرع الود والمحبة فيما بين الناس لإكمال فرحتهم وسعادتهم في مثل هذه المناسبة الدينية.
تبدأ مظاهر أول أيام العيد الأضحى عند الفجر فتتعالى التكبيرات من كل مسجد، وتسمع تكبيرات العيد من القرى المجاورة لقربها من بعض، وفي ذلك الصباح يخرج الرجال والأولاد وحتى الصغار إلى مصلى العيد في ميدان ترابي يتم اختياره خصيصا في كل قرية ومدينة لأداء الصلاة، بعد تأدية صلاة العيد يعود الجميع إلى بيوتهم، وبمجرد وصولهم للمنزل يتم من قبل أرباب أسرهم تقديم وجبة العصيد والمعروفة بالعصيدة الشبوانية المشبعة بالدهن البلدي والعسل الجرداني، تكون هذه العصيدة حاضرة في كل بيت في مثل هذا اليوم، وعقب تناولهم العصيد وعقب يذهبون إلى أماكن يخصصونها لذبح أضاحيهم، بينما تنطلق فراشات العيد (البنوتات) مرتديات ملبوساتهن الجميلة ويتجولن في البيوت للمعايدة، وتحمل كل طفلة (بنوتة) حقيبة تملأها بالحلويات مما يعطى لها كمعايدة.
في بعض القرى في شبوة بعد تناولهم الغذاء يمرحون بتبادل الزوامل والأبيات الشعرية والبعض منهم يشترح برقصات ونغمات تعبيرا عن فرحتهم بالعيد، وكانت هذه العادة تتبع في البوادي ربما لم تعد كما كانت تمارس بالسابق، لكن نجد في كثير من قرانا من يمضغ القات بالذات في العيد، حيث لم تكن هذه العادة مرافقة، و بسببها لم يعد لتراثنا إثر، بعد استحداث مجالس القات في كثير من البيوت، حيث يجتمع الرجال يمضغون القات ويتسامرون بالأحاديث في السياسة، وبدخول تلك المجالس أنهت عادات الزوامل وتبادل أبيات الشعر في يوم العيد، كما أنه من المؤسف جدا أن بعض مغتربينا يأتون من مهاجرهم إلى قراهم ومدنهم مع قدوم العيد وكأن غرضهم فقط تناول مضغ القات فهذا ما يجعل العيد عند الكثيرين مملا.
أما النساء فتبدأن بالخروج من الظهرية حيث يجتمعن ويتجولن على البيوت التي يتواجد فيها كبار السن للمعايدة.
في ثاني أيام العيد يذهب معظم الناس للزيارات الخارجية خاصة في القرى الأخرى لمعايدة ذويهم وأصدقائهم البعيدين عنهم، وبعض الناس قد لا يكون لديهم أناس يزورونهم خارج قريتهم، فقد يكونون من الأهل والأصدقاء في قرية واحدة يتعاودون يوم العيد، وهذا ما يجعلهم متمنين أن لهم متنزهات وشواطئ كباقي المدن مثل عدن والمكلا وغيرها.
ويرفض جميع أهالي شبوة أخذ عائلاتهم للفسحة لأن أكثر ساكني شبوة متمسكين بمجتمعهم القبلي، فأتمنى أن تكون هناك متنزهات أخرى فيها مكان مخصص للعوائل.
وللعلم فإن محافظة شبوة لديها مناظر خلابة فهي تجمع بين الجبال والسهول والبحر في مكان واحد، حيث ترى النوارس تحلق على شواطئها، والإبل تمشي على صحاريها، والشمس تبدأ تتوارى خلف جبالها الشامخة.
ختاما أهنئ صحيفة «الأيام» اللامعة دائما وجميع أحبتي في شبوة، وكل عام ووطني الغالي بأجمل وأحسن حال.
حنين سعيد النعماني / شبوة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى