الـضـيـف الــذي لايـستـأذن

> عبدالله عبدربه مدرم

>
عبدالله عبدربه مدرم
عبدالله عبدربه مدرم
ونحن نعيش هذه الأيام سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة.. وبالرغم من انه الطرف الصغير، ولكنه غاشم أمام قوة الدولة بنظام مؤسساته وجيشه الذي لا زال منقسما، كل يتبع صاحبه.
تعبيرا عن رثائنا وحزننا على ما وصل إليه حالنا من وضع مزر، لنتساءل مع أنفسنا عن ضياع هيبة دولة ونظامها وفي كل شيء، هذا بكل تأكيد سيوحي لنا بأننا نعيش في غابة، القوي يأكل الضعيف.
الموت يأتي دون طرق الباب ودون دعوة مسبقة. لذلك هو الضيف الذي لا يستأذن.
الموت لا يعرف ملكا أو مواطنا بسيطا ولا يعرف كبيرا أو صغيرا، ولا غنيا أو فقيرا.
هو الساعة المكتوبة المقدرة لك قبل أن تخلق، فهل عملنا لاستقبال هذا الضيف، وهو ملك الموت المرسل من الحق، المرسل من العظيم، المرسل من مالك الملوك رب العرش العظيم.. أم ألهتنا الدنيا ولم نفكر بالموت؟.
إن الموت باب لا ينغلق أبداً وهو أمر الله ولا مفر من أمر الله وقضائه.. إن النفس والروح البشرية هي أمانة عندنا ومزروعة في جسدنا، وهي ملك خالق النفوس والأرواح عندما يريد استرجاع أمانته يأمر ملك الموت بأخذها من داخل روح ساكنها.
حقاً الموت يأتي دون إشعار، بل فجأة.. وعلينا أن ننتبه من الموت، ونحن عصاة بعيدين عن الله، إنها دعوة للمسلمين، ودعوة لأهل اليمن أن ينسوا خلافاتهم وينسوا أحزابهم ومعتقداتهم وعنصريتهم المناطقية، ويفكروا ويرجعوا إلى دينهم وطاعة ربهم وطاعة ولي الأمر.
فخامة الرئيس المناضل المشير عبدربه منصور هادي، هذا الرجل الوطني الشجاع والذي يريد لليمن الجديد دولة راقية ومدنية تنافس الدول، وتحمل الرئيس هادي بكل ثقله لإطفاء الفتن والحرائق وتجنيب سفك الدماء لكل الأطراف، ولكن حلمه وطيبته وسعة قلبه لم تعجب الأطراف.
يجد الرئيس هادي نفسه في وسط غابة ووحوش لا تعرف العهد والميثاق والشرف، والله يكون في عونه.. ولو كان غير هذا الرجل في منصبه وتحمل دفة القيادة حتماً سيكون من أصحاب الموت المفاجئ أو من أصحاب الجلطة الدماغية أو من الذين فقدوا عقولهم فأصبحوا مجانين.
إن كل ما يقوم به الرئيس هادي هو إطفاء الحرائق وإنقاذ من فيه سريعاً قبل أن تتوجه النار إلى مكان آخر.
متى سنعيش جميعا بحب وصفاء وإخلاص لنبني ونعمر بصدق وأمانة؟ لنتخيل جميعنا ما سيحدث، وباعتقادي أن البلد رجعت إلى غابة فلا يوجد بها دولة أو مؤسسات عسكرية وأمنية، وربما لن تجد الدولة رواتب موظفيها.. وتخشى الناس فقدانهم للقوانين وانهيار في خدمات الكهرباء والماء، كيف ستسير الحياة، ونحن على هذه الوضعية المتردية نتقاتل ونزرع الأحقاد والفتن بدل أن نتبع كلام الله وهدي وسنة رسوله.
فكل شيء في هذه الحياة زائل ومنته، ولن نعيش دوما، حتما إننا سنفارقها ونفارق أهلنا وأحبابنا، ولن تنفعنا في موتنا وقبرنا إلا عملنا الصالح.
اللهم اجعل عملي وعمل المسلمين في صالح الأعمال، واجعلنا ممن رضيت عنهم، اللهم آمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى