العراق يتحقق من مصير البغدادي بعد ضربات جوية للتحالف ضد قيادات في "الدولة الاسلامية"

> بغداد «الأيام» عمار كريم

> تحقق السلطات العراقية أمس الاحد في ما اذا كانت الغارات نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد موكب لتنظيم "الدولة الاسلامية" قرب مدينة الموصل الجمعة، قد اودت بزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
واعلن الجيش الاميركي قبل أمس السبت ان طيران التحالف استهدف تجمعا لقادة في التنظيم قرب الموصل في شمال العراق، من دون ان يتمكن من التأكد ما اذا كان البغدادي من ضمن هؤلاء.
وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات العراقية رفض كشف اسمه، لوكالة فرانس برس اليوم "لغاية الآن لم تتوفر معلومات دقيقة" عن البغدادي، مضيفا ان المعلومات عن مقتل الاخير هي "من مصادر غير رسمية ولم يتم تأكيدها الى حد الآن، ونحن نعمل على ذلك".
وقالت القيادة الوسطى للجيش الاميركي قبل أمس السبت ان التحالف شن سلسلة ضربات "على "تجمع لقادة تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من الموصل" مساء الجمعة. وبحسب القيادة، دمرت الغارات قافلة مؤلفة من "عشر شاحنات مدرعة" تابعة للتنظيم.
واوضح الناطق باسم القيادة باتريك رايدر ان الاخيرة "لا تستطيع تأكيد ما اذا كان زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي مشاركا" في التجمع.
وتعرض واشنطن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال البغدادي. وظهر البغدادي للمرة الاولى في شريط مصور في يوليو، قال التنظيم انه في احد مساجد الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في يونيو.
واتى التسجيل بعد ايام من اعلان اقامة "الخلافة الاسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، وتسمية البغدادي "خليفة".
واليوم، قال رئيس اركان القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيكولاس هوتون "لا يمكنني ان اؤكد ان البغدادي قتل، الاميركيون بانفسهم ليسوا حتى الآن في موقع يتيح لهم القيام بذلك".
واضاف في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، انه "قد يتطلب الامر اياما للحصول على تأكيد قاطع"، مشيرا الى ضرورة "عدم الاسراع لافتراض ان امكانية مقتل احد قادتهم (...) سيولد تراجعا استراتيجيا وسط تنظيم الدولة الاسلامية. سيجددون قيادتهم".
واعلنت بريطانيا المشاركة في التحالف، عزمها على ارسال مدربين اضافيين لتدريب الجيش العراقي والبشمركة الكردية.
كما اعلنت واشنطن الجمعة اجازة الرئيس باراك اوباما ارسال 1500 عسكري اضافي لتدريب القوات العراقية والكردية، في خطوة رحبت بها بغداد، معتبرة انها "متأخرة بعض الشيء".
وينتشر حاليا نحو 1400 جندي اميركي بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد واربيل (عاصمة اقليم كردستان العراق)، اضافة الى 800 جندي لحماية السفارة الاميركية في بغداد ومطار العاصمة. وسيتولى الجنود الاضافيون تدريب الجيش العراقي والبشمركة في مراكز موزعة بين شمال العراق وغربه وجنوبه.
واعلنت الحكومة العراقية في بيان انها "طالبت التحالف الدولي قبل فترة بالمساهمة في تدريب وتسليح القوات العراقية لمساعدته في الوقوف بوجه ارهاب داعش (...) بناء على ذلك بدأوا الان بارسال المدربين".
واكدت ان "هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء الا اننا نرحب بها ونعدها جاءت بالسياق الصحيح".
وادى هجوم "الدولة الاسلامية" في حزيران/يونيو الى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث أخلى الضباط والجنود مواقعهم وتركوا آلياتهم، وبينها اسلحة ثقيلة، صيدا سهلا للتنظيم.
ويرى خبراء ان القوات العراقية تعاني في مجال التدريب والتجهيز ما يحد من قدرتها على استعادة السيطرة على مناطق "الدولة الاسلامية".
واليوم، اعلن التنظيم في بيان ان جهاديا بريطانيا هو "ابو سمية البريطاني"، نفذ الجمعة تفجيرا انتحاريا اودى بحياة ضابط برتبة لواء في الشرطة، في مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) حيث تتقدم القوات العراقية على حساب التننظيم في هذه المدينة القريبة من كبرى مصافي النفط في البلاد.
في بغداد، قتل 37 شخصا على الاقل السبت في ستة تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، واصيب اكثر من 100 بجروح، بحسب مصادر امنية وطبية.
في سوريا، قتل 21 مدنيا واصيب نحو 100 بجروح في قصف جوي للنظام السوري استهدف مدينة الباب (شمال) التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها، ويشن منذ منتصف سبتمبر هجوما على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع سوريا، حيث يواجه مقاومة شرسة من المقاتلين الاكراد.
واليوم، افاد المرصد ان معارك عين العرب التي يتخللها قصف جوي من التحالف لدعم المقاتلين الاكراد، اودت باكثر من الف شخص، بينهم 609 مقاتلين من التنظيم.
في دمشق، اجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات "بناءة" مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا الذي يزور دمشق للمرة الثانية في محاولة للتوصل الى حل للنزاع السوري المستمر منذ قرابة اربعة اعوام.
واشارت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان الطرفين تباحثا في "نتائج جولات دي ميستورا (...) وما جرى عرضه في مجلس الامن حول الازمة في سوريا بما في ذلك مبادرته حول التجميد المحلي في مدينة حلب".
وكان دي ميستورا اقترح "تجميد" القتال في بعض المناطق للسماح بنقل المساعدات والتمهيد لمفاوضات تضع حدا للنزاع الذي اودى بحياة اكثر من 195 الف شخص.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى