أميركا تهبط أرضا لمواجهة القاعدة باليمن.. عبد الرزاق الجمل: برنامج الطائرات من دون طيار سيستمر.. رئيس مركز أبعاد: أميركا لن تتردد في القيام بأي عمل ضد القاعدة

> عدن «الأيام» ياسر حسن

> لا يستطيع أحد التنبؤ بما ستكون عليه طبيعة ملاحقة القوات الأميركية لتنظيم القاعدة في اليمن مستقبلا وما إذا كانت عملية تحرير مواطنها الصحفي الذي احتجز في شبوة ستكرر لاحقا، فمن المراقبين من يرجح ومنهم من يستبعد ولكل حججه.
وصاحبت العملية البرية الأخيرة للقوات الأميركية في اليمن لتحرير الصحفي لوك سومرز من أيدي عناصر تنظيم القاعدة بشبوة تساؤلات بشأن حقيقة انتقالها إلى المواجهة المباشرة على الأرض بعد اعتمادها على الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات من دون طيار التابعة لها.
ويرى الباحث المتخصص في شؤون القاعدة باليمن عبد الرزاق الجمل أن العملية الأخيرة بشبوة كانت أقوى من كل العمليات التي نفذتها القوات الأميركية في اليمن بالاشتراك مع القوات اليمنية.
وتوقع تكرار مثل هذا النوع من العمليات “حينما تعجز الطائرات من دون طيار كمحاولة اختطاف قيادات في القاعدة، لكن هذه العمليات ستكون محدودة ومن الصعب القول إنها إستراتيجية جديدة في الحرب الأميركية ضد الإرهاب باليمن”.
**كلفة أقل**
القوات الأميركية في اليمن
القوات الأميركية في اليمن

كما رجح الجمل استمرار الاعتماد على الطائرات من دون طيار في المرحلة القادمة، “كونها الأكثر فاعلية والأقل كلفة في تلك الحرب، أما عمليات الإنزال فإنها مكلفة ومحفوفة بالمخاطر، كما أن الإجراءات التي قد تتخذها القاعدة مستقبلا ستجعل فرص نجاح هذا النوع من العمليات ضئيلة للغاية، بخلاف غارات الطائرات من دون طيار”.
أما رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد فيقول إنه “لا يوجد أي تطور نوعي للبرنامج الأميركي لمكافحة الإرهاب باليمن، إلا أن الأميركيين ربما اطمأنوا للشريك الجديد في مكافحة الإرهاب وهو جماعة الحوثيين فنزلوا إلى الأرض”، معتبرا ذلك “وصمة عار” في جبين الحوثيين الممسكين بمفاصل الدولة الآن، حسب قوله.
وقال للجزيرة نت إن اليمنيين “كانوا يرفضون انتهاك السيادة اليمنية من خلال الطائرات بدون طيار سابقا، فجاء الحوثيون ليقدموا تنازلات أكبر”. وأضاف أن أميركا “لن تتردد في القيام بأية عملية مادامت تحقق أهدافها خاصة ضد القاعدة، ولكن ربما يشعرون بأن بقاء سيطرة الحوثيين على الدولة لن يحقق لهم شراكة حقيقية لمكافحة الإرهاب بل ربما يزيد الحاضنة الاجتماعية للقاعدة ويزيد خطر الإرهاب وانضمام أطياف شعبية له، وهذا يشكل خطرا كبيرا لأميركا”.
**غياب الدولة**

وبشأن موقف الحكومة اليمنية من حرب أميركا على القاعدة قال محمد “الدولة اليمنية تشهد غيابا منقطع النظير منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، وتمر بحالة انتقال سياسي للسلطة منذ 2011”.
وذكر أن أية دولة تمر بمرحلة انتقالية “تكون ضعيفة، ويزيد من صعوبة الأمر استغلال الحوثيين هذا الضعف للسيطرة على مفاصل الدولة بدعم قيادات النظام السابق الذين لا يريدون حصول انتقال آمن للسلطة”.
من جانبه، استبعد الخبير العسكري علي الذهب أن تغير أميركا إستراتيجيتها في الحرب على القاعدة باليمن، قائلا إنها “توغلت في الأراضي اليمنية بطرقها الخاصة دون الاستعانة بالجيش اليمني نتيجة فشل الأجهزة اليمنية في حماية رعاياها”.
وتوقع الذهب حدوث عمليات أخرى على الأرض عند الحاجة لتحرير رهائن أميركيين من قبضة القاعدة، “لأنها لا يمكن أن تعتمد على الأجهزة اليمنية في ذلك، أما مسألة مواجهة القاعدة فستكون عن طريق الطائرات بدون طيار لأنها أقل كلفة وأكثر دقة”.
**انتهاك السيادة**
القوات الأميركية
القوات الأميركية

غير أن المؤشر الخطير في الأمر من وجهة نظر الذهب هو أن القوات الأميركية “أخذت تتصرف بمفردها على الأراضي اليمنية بمعزل عن أي تعاون يمني”.
وقال “إن هذا يعد انتهاكا للسيادة اليمنية، ونخشى أن تتكرر مثل هذه العمليات في الفترة القادمة، خاصة إذا أقدمت القاعدة على اختطاف رعايا أميركيين أو من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن”.
ورجح حدوث عمليات أميركية أكبر “حال تعرض المصالح الأميركية في اليمن لضرر كبير في ظل الوضع الملتهب وانهيار دعائم الدولة، وقد يكون عبر قوات بحرية وجوية واستخدام المارينز، خاصة مع وجود قرابة ألف عنصر منهم في الأراضي اليمنية”. (نقلا عن الجزيرة نت).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى