مستشار رئيس الجمهورية ياسين مكاوي في ندوة بالقاهرة: لن يكون هناك (سيسي) في اليمن لأن مسئولينا مستبدون ظالمون

> «الأيام» عن (اليوم السابع)

> اتهم ياسين عمر مكاوي مستشار رئيس اليمن عبدربه منصور عن مكون الحوار الجنوبي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بأنه السبب فيما يحدث حالياً في اليمن، وقال إنه انقلب على أصدقائه لرغبته في العودة مرة أخرى باستخدام العنف، مشيراً إلى أن القوى السياسية اليمنية أخطأت حينما قبلت بالمبادرة الخليجية بشكلها الذي منح صالح البقاء في اليمن مع منحه الحصانة السياسية والقضائية.
وأشار ياسين مكاوي في ندوة اقامتها صحيفة (اليوم السابع) المصرية يوم أمس بالعاصمة المصرية القاهرة إلى أن الوضع في اليمن مضطرب بسبب التركيبة المختلة للجيش الذي ساهمت القوي السياسية في ظهوره بالشكل الحالي، الذي أدي إلى سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، لافتاً إلى أن العمل يجري حالياً لتشكيل قوات مسلحة وطنية وغير خاضعة لسلطة فرد، نافياً سيطرة الحوثيين أو اقترابهم من السيطرة على مضيق باب المندب، وقال إنهم لن يستمروا في السيطرة على الموانئ المطلة على البحر الأحمر ولن يستطيعوا التمدد لأكثر من ذلك، مضيفا أنهم لا يستطيعون التأثير على الملاحة بقناة السويس.. وإليكم ما دار في الندوة.
**في البداية نريد أن نعرف أهداف زيارتك للقاهرة؟
- التواصل ولقاء الإخوة من جنوب اليمن الموجودين بمصر، فمنذ سنوات طويلة وهناك لقاءات تتم من وقت لآخر بشكل مستمر لمعرفة هموم ومشاكل أبناء اليمن وخاصة أبناء الجنوب، وكذلك للحديث عن قضية جنوب اليمن التي تعتبر حجر الزاوية في الأزمة اليمنية، ويجب التواصل معهم لاتخاذ الخطوات الإيجابية، ويمكن الحكم علي الزيارة بأنها ودية، لكنها يمكن أن توظف في شكل سياسي، فنحن هدفنا تحقيق نوع من الانسجام بين الشمال والجنوب لمنع تشرذم اليمن ومنع مخاطر الاقتتال الأهلي والحفاظ على وحدة الجنوب في الوقت الذي أصبح فيه الانفصال مشروعا حقيقيا إذا لم يقدم نموذج حقيقي على الأرض يرضي أهل الجنوب.
**ماذا تقصد بهذا النموذج الذي تتحدث عنه؟
- الدولة المركبة القوية وليست البسيطة، وأن نعيد الشراكة الحقيقة للشعب في الجنوب وأن يكون المواطنون في الجنوب شركاء في السلطة والقرار وعدم إقصائهم.
**هل هناك أجندة حقيقة يتم تطبيقها لتفادي مشاكل الماضي؟
- لن يكون هناك مشروع يؤدي إلى تفادي كل المشاكل، لكن هناك مشروعا يؤدي إلى أن ننتقل لصناعة الأسس الأولى لبنيان جديد مثل نتائج مؤتمر الحوار، هذا أساس حقيقي للبناء وعلينا كيمنيين أن نراعي هذا الأمر وألا نقفز عليه، فهناك محاولات لهدم هذه الأسس التي تم بناؤها خلال المرحلة منذ 18 مارس 2013، والتي نتج عنها مخرجات الحوار الوطني والتي ولدت قناعات لدى البعض من الشارع الجنوبي، وأن هذا البناء سيستطيع الانتقال إلى تحقيق الإرادة الشعبية خلال المرحلة المقبلة، وهو حق الناس في أن تكون مالكة للقرار.
**تتحدثون عن الانفصال ماذا يعني هذا؟
- إذا لم يقدم مشروع على الأرض مبني على مؤتمر الحوار يحقق ويخلق نموذجا حقيقيا يتساوى فيه الشمال مع الجنوب من حيث الحقوق، فإنه ستولد مشروعات أخرى لا نرغب فيها مثل الانفصال وهي لن تحقق للشعب اليمني طموحاته، أي إما الوحدة أو الموت.. نحن نريد الوحدة التي تربط الشمال مع الجنوب وتوزع الثروات بشكل عادل يحقق آمال وطموحات كل الناس.
**هل هذا الطرح باعتبارك أحد أبناء الجنوب أم بصفتك مستشارا للرئيس اليمني؟
- أنا أتحدث بصفتين، بصفتي رئيس الهيئة السياسة للحراك الجنوبي الذي أقدم وغامر، وشارك في مؤتمر الحوار برغم الرفض الشعبي العارم للمشاركة في مؤتمر الحوار، بالإضافة إلى صفتي مستشارا للرئيس عن الحراك الذي شارك في مؤتمر الحوار بعد أن أبرمت اتفاقية السلم والشراكة بعد ثور 21 سبتمبر.
**هل ترى أن الوضع في اليمن وخاصة في العاصمة بعد تدخل الحوثيين وسيطرتهم عليها يسمح بتلبية مطالب أهل الجنوب؟
- هذا الأمر غير قابل للتأجيل، لأن قضية الجنوب تفرض نفسها، فحل أزمة اليمن لن تكون إلا بحل القضية الجنوبية، وبالنسبة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي فلا أحد يختلف عليها حتي جماعة أنصار الله “الحوثيين” تعترف بها، ولكن كل طرف يراها من وجهة نظره واتجاهه، ويجب ألا نكون حاكما بدون مسئولية فالحاكم يجب أن يكون مسئولا.
**هناك قوة أخري تحاول تقويض النظام الحالي وكذلك الشرعية التي منحها الشعب؟
- الشرعية لن تُقوض إلا بانهيار تام للمنظومة المتبقية للدولة وإلا سينهار كل شيء، وإذا سقطت مشروعية الرئيس سيسقط اليمن في أتون الحرب الأهلية، لأن الشعب اليمني لن يقبل العودة إلي الماضي السحيق أو عودة نظام علي عبدالله صالح، والرئيس عبدربه منصور هادي هو الشعرة الوحيدة التي يتعلق بها اليمنيون للخروج ببلدهم إلى بر الأمان.
**هل لقاؤكم مع عمرو موسى دفع رغبة اليمن في استنساخ دستور من الدستور المصري؟
- ليس لنا دخل مباشر في موضوع الدستور، بل هناك ممثلون في لجنة صياغة الدستور، والتقيت عمرو موسى من أجل وضعه في صورة ما يحدث في اليمن خاصة قضية الجنوب لحماية اليمنيين من أي منزلق إلى الاقتتال.
**قرأنا في وسائل الإعلام اليمنية سيطرة الحوثيين على بعض الموانئ المطلة على البحر الأحمر مما سيهدد الملاحة بقناة السويس.. ضعنا في حقيقية ما يجري ومدى تأثير ذلك على القناة؟
- أعتقد أن الحوثيين لن يستمروا في السيطرة على هذه الموانئ ولن يستطيعوا التمدد لأكثر من ذلك، وطبقا للاتفاقيات التي تمت عليهم العودة إلى مواقعهم السابقة، وأن يجعلوا الدولة هي من تحكم وأن يساعدوا في ترميم هشاشة الدولة القائمة حاليا وأن يتجنبوا أن يكونوا حكاما بدون مسئولية.
**هذا يعني أنكم ستسمحون للحوثيين بالمشاركة في العملية السياسية وتشكيل حكومة في اليمن، إذا كانت لديهم القدرة على تحمل المسئولية. أي إنك تدعوهم لسلوك المسلك الديمقراطي؟
- هم بالفعل جزء من العملية السياسية ولكن تصور لهم خطأ أنهم يمكن أن يساعدوا الدولة على طريقة الثورة التي نشأت، لكن حقيقة الأمر أنهم كانوا أسرع إلى تقويض الدولة وما تبقى من بنيانها، لكن بعد اتفاق السلم والشراكة حدث تراجع، وهناك قوى تحاول الاستفادة من انعدام الحلحلة في أمر سيطرة الدولة، وهناك فراغ حقيقي في الشارع اليمني وفي سلطة الدولة إما أن نساعد في أن نردم هذا الفراغ أو نترك الأمر للفوضى وإقامة الكانتونات المسلحة في أي وقت.
**هل ترى أن ما يحدث في اليمن الآن رد فعل سريع من إيران على تصريحات الرئيس اليمني حول تدخلها في الشأن الداخلي للبلاد؟
- دون شك هناك تدخلات إيرانية عديدة في الشان اليمني، وعندما تحدث الرئيس عبدربه عن هذا فإن لديه من المؤشرات ما يؤكد تدخلات إيران، لكن أنصح بأن تكون العلاقات مع كل الدول متساوية ومتوازية وأكثر قربا، ويمكن القول إن هناك تدخلات إيرانية وغير إيرانية ونعمل على التخفيف من حدة التدخلات تلك لكي يكون دور إيران هامشيا.
**هل تم التواصل مع إيران بشأن هذا التدخل؟
- نعم.. تم التواصل وهذا جهد يجب أن تبذله الخارجية اليمنية وليس نحن.
**ما الدور الذي تلعبه القوى السياسية في التواصل مع القوى الإقليمية بعد انهيار فكرة الدولة؟
- بالنسبة للقوى السياسية فإنها تسعى لمصالحها الشخصية، وكل يغني على ليلاه، لذلك ابتعدوا عن الأدوار التي يساعدون بها الدولة، وعليهم أن يدركوا أنه طالما أن هناك صراعات فستكون هناك تدخلات.
**أشم من تصريحاتكم أن هناك قوى سياسية مرتاحة مما يحدث بالبلاد؟
- نعم صحيح.. وهذه حقيقة واقعة.. لأنها لا تدرك مصالح شعبها وإنما تدرك مصالحها الخاصة والضيقة حتى ولو ظهروا بخلاف ذلك، فهناك بعض القوى في اليمن لديها حالة من التشفي بالبلاد، وما يجري اليوم في اليمن له مردوده علي جميع اليمنيين، وهناك قوى داخلية تسعى للتمزيق بمساعدة قوى خارجية.
**في رأيك ما سبب التغيير المفاجئ لعلي عبدالله صالح ومعادته للمملكة العربية السعودية.. وهل انقلب على أصدقاء الأمس؟
- كل أزمات اليمن مبعثها هذا الرجل بسبب سياسته التي مارسها علي الشعب وهذا الأمر انعكس علي الجنوب، فقضية الجنوب لم تنشأ إلا من خلاله، واليوم هو ينقلب على أقرب الناس إليه وهو الرئيس هادي، فصالح يحاول اليوم أن يعود، بعدما تم إزاحته ومن الممكن أن يعود عبر الصندوق وأن يعود من خلال أبواب أخرى عنيفة وممارسة العنف وخلق أزمات جديدة في البلاد.
**هل لديكم قناعة أنكم أخطأتم بقبولكم المبادرة الخليجية بشكلها النهائي الذي أبقى علي عبدالله صالح وحصوله على حصانة؟
- نحن لم نكن جزءا من المبادرة الخليجية ولم نشارك في التوقيع عليها، لكننا تعاملنا معها وفكرنا بأن هذا المشروع الجديد سيخرج اليمن إلى بر الأمان وسننطلق من خلال هذا المشروع لحل حقيقي للقضية الجنوبية، ومن شاركوا في توقيع الاتفاق على المبادرة هم من تقاسموا الحكم وهؤلاء لم يستطيعوا أن يفوا بوعودهم لشعبهم.
**هل هناك خطة لاستعادة اليمن من الحوثيين مرة أخرى بعد انتشارهم في أنحاء متفرقة من البلاد.. وهل سيؤثر ذلك على العلاقات مع مصر والسعودية؟
- إذا كانت هناك مترتبات سلبية على منطقة باب المندب فإن هذا سيعود للقرار الذي ستتخذه مصر بالتعاون مع الحكومة اليمنية التي لن تدخر جهدا في تفادي التدخل الإيراني في منطقة باب المندب.
**هل تعتقد أن اليمن في الوقت الراهن يحتاج لتدخل عربي أكبر؟
- بالرغم من أن هناك دعوات للأشقاء العرب للتدخل لمساندة اليمن لكن لا أحد يرضى بوجود قوة بديلة داخل الأراضي اليمنية، وهذا الأمر مستبعد حاليا إلا إذا مست المصالح الحيوية في باب المندب ولا أعتقد أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة، وبالنسبة لجماعة أنصار الله “الحوثيين” فليست لديهم أي طموحات للاستيلاء على السلطة مطلقا.
**في رأيكم كيف تساعد مصر اليمن لحل القضية اليمنية ووحدة الشمال مع الجنوب؟
- دون شك مصر دورها كبير وعظيم في هذا الشأن، لكن يجب الاعتراف بوجود ركود لذا يجب تجاوز هذا الركود، وأدعو الخارجية المصرية واليمنية لأن تبذلا مزيدا من الجهد لتحريك هذا الملف اليمني الذي يعني لمصر الكثير.
**هل من الممكن أن تكون هناك مواجهة مسلحة بين الدولة اليمنية والحوثيين؟
- من خلال قراءتي للمشهد خلال الفترة الماضية لن يحدث مثل هذا الاحتكاك، لكن لو حدث مزيد من التمدد فستحدث مواجهة مسلحة.
**في رأيك القوى السياسية هي من تحول دون تشكيل جيش قوي في اليمن؟
- لها أدوار في ذلك، في الفترة الماضية وبالتحديد منذ عام 2011 كانت القوى السياسية تكرس هذا الأمر، ومن قبل ذلك القوى التي تحكم كانت تكرس ذلك في إطار تأكيد اللحمة القبلية العائلية لهذا الجيش المعروف بالقبلية، ومع الأسف قوى التغيير انتهجت هذا النهج وإذا كنا نريد جيشا وطنيا حقيقيا علينا أن نعيد البنيان من جديد، بحيث يتم تشكيل قوات مسلحة صناعة وطنية وليست خاضعة لفرد.
**الأحداث الأخيرة من قبل الحوثيين وسيطرتهم على مقر وزارة الدفاع .. اعطى مؤشرا بأن استمرار علي عبد الله صالح وأسرته سيمكن الحوثيين من السيطرة على السلطة؟
- هو سهل ذلك بالطبع، لأنه لا يعقل أن عشرين فرداً من الحوثيين يستطيعون السيطرة على وحدة عسكرية.
**هل تقصد حدوث خيانة؟
- لا نقول خيانة ولكن التركيبة التي تشكل منها الجيش خلال 30 عاما هي التي أدت لهذا بل وأحدثت خللا حقيقيا في بنيان الجيش، وتأكد هذا الخلل من خلال هذا السقوط المريب للمعسكرات، والقوى السياسية التي كانت تقود اليمن كان لها ادوار في بناء هيكل ضعيف للجيش والأمن.
**إلى أي مدي تستطيع الدولة اليمنية البقاء في مواجهة علي عبدالله صالح ونظامه؟
- حاليا لا تستطيع إلا من خلال تكاتف كل القوى والخروج من عباءة الحزبية الضيفة إلى عباءة الوطن، ومن خلال تنفيذ الحكومة كل ما تم الاتفاق عليه وبرنامجها الذي نال ثقة مجلس النواب، فنحن لدينا مشروع قومي حقيقي، ورأس الحربة فيه هو الرئيس عبدربه منصور، وهذا المشروع إما أن نقيمه وينقلنا إلى بر الامان أو الاقتتال الداخلي.
**هناك خبراء يرون أن الوضع في اليمن أشبه بالوضع في أفغانستان وقت الحرب حينما بدأت المذهبية، بعد اشتراك الإخوان المسلمين في ثورة اليمن 2011 فما تعليقكم؟
- هذا الكلام ليس دقيقا، ولكن تستطيع أن تقول إن الثورة التي قام بها الشباب تم الالتفاف عليها، وهذا الأمر أعطى مبررا لظهور قوى أخرى في مواجهتها هم “أنصار الله” باعتبارهم المخلصين، ولكن إذا استمرت العملية السياسية فإنه يجب مشاركة الجميع فيها بعيدا عن الاستقواء مهما امتد الحوار أو الاستعانة بالسلاح الذي يقضي على الفكرة والإنسان.
**لماذا لم يتحدد حتى الآن موعدا للاستفتاء على الدستور وموعد الانتخابات الرئاسية؟
- هناك عراقيل كثيرة وأعتقد أن مرحلة الاستفتاء لن تأتي إلا بعد تسوية الأرض.. نستفتي على ماذا؟، على خيبة الأمل!، إذا لم تكن هناك جهود تثمر عن تحقيق الشراكة بين الشمال والجنوب، فما فائدة الاستفتاء على الدستور، وأي دستور هذا الذي لا يعطي الحق للجنوبيين مثل الشمال ولا يعالج مشاكل الجنوب مثل مشاركة أبناء الجنوب في الجيش وحل مشكلة الأمن واستعادة الأراضي التي نهبت.
**وفقا للمعطيات على الأرض.. كيف ترى مستقبل اليمن؟
- لا أريد أن أكون بوقا للإحباط، ولكن أعتقد أنه يمكن القضاء على المعطيات الحالية، فالجيش في الجنوب كان جيشا قبليا تحول إلى جيش وطني، الحل في أن نعود للأمل والرجاء، لأنه بدون الأمل لا نستطيع العمل، وحسب المعطيات التي يمكن وصفها بالمؤشرات فهي سلبية لكن هناك جهدا يبذل وخاصة المجهودات التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور الذي يحاول إعادة إنشاء مؤسسات الدولة من جديد بمساعدة الإخوة العرب.
**هل اليمن في حاجة لسيسي لتوحيد ولملمة شتاته ويكون قادرا على حل الأزمات؟
- هناك اختلاف بين جيشي البلدين، فمصر دولة مؤسسات، لذلك لا يمكن المقارنة بين الجيشين، ونحن نعتز بالجيش المصري الذي خرج منه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورغم أن الرئيس اليمني عبدربه منصور خرج من هذه المؤسسة العسكرية، لكن اليمن لا يوجد به السيسي، ومن يدعون السلطة في اليمن ويحاولون التشبه به في فإن السيسي الحقيقي سيتبرأ منهم لكونهم مستبدين وظالمين ويعملون على امتهان كرامة الناس وإذلالهم، لهذا لن يكون هناك سيسي في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى