اليمن في عين عاصفة منتظرة..حرب أمريكا الفاشلة في اليمن وتركيز جديد على فرنسيي الحديدة

> عواصم «الأيام» خاص

> لاتزال الهجمات الإرهابية على العاصمة الفرنسية باريس في صدارة اهتمام الصحافة العالمية والعربية وكان التركيز أكثر في أمريكا على فشل الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية في اليمن.
وهنالك تأكيدات أن باريس مقبلة على مراجعة شاملة وعميقة لعملها الأمني الداخلي والخارجي، لمطاردة الشبكات وتفكيكها بداية من باريس ووصولاً إلى اليمن.
وبدت التغطيات الصحفية بمجملها تصور اليمن كمفرخة للإرهابيين وتشكل رأيا عاماً عالمياً بهذا الاتجاه، وشرحت تفصيلياً كيفية انتشار الفكر المتطرف في اليمن إلى انهيار التسوية السياسية ومؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة.
وفي فرنسا قالت صحيفة لوموند، إن الشكوك التي حامت حول تحول الشقيقين إلى الفكر المتشدد بعد زيارتهم إلى اليمن أصبحت أكيدة، بعد اعتراف شريف كواشي، بسفره إلى اليمن ولقائه العولقي القاعدي الأمريكي من أصل يمني هناك.
وأَضافت الصحيفة إن موقع المدينة «المفتوح على عدد كبير من الإمكانات، سهل وصول وخروج الأخوين منها»، مؤكدة أن شريف وصل إلى اليمن في 2011، وأن شقيقه سعيد توجه إلى اليمن كذلك عبر دولة خليجية، وأنهما كانا فيها على اتصال إلى جانب العولقي الذي اغتالته الولايات المتحدة في سبتمبر 2011، بعدد من الجهاديين الفرنسيين الموجودين إلى اليوم في اليمن أو في سوريا، ومن أبرزهم المدعو بيتر شريف، أول الفرنسيين المتورطين في شبكة بوت شومون التي أدت تفكيك شبكة جهادية فرنسية في 2005، وفي الحكم على شريف كواشي بالسجن سنة ونصف في 2008».
وعلى هذا الأساس، تقول الصحيفة «يجد اليمن المثخن بالجراح والذي يرزح تحت وطأة مشاكل أمنية وعسكرية وطائفية ثقيلة، نفسه في عين العاصفة المنتظرة، الأمر الذي يفسر مسارعة المسؤولين اليمنيين بالتحقيق في ملابسات دخول أو خروج الجهاديين الفرنسيين إلى البلاد».
**فرنسيو (دار الحديث)**
 مدينة «دماج» اليمنية التابعة لمحافظة صعدة
مدينة «دماج» اليمنية التابعة لمحافظة صعدة

وسلطت الأحداث الأخيرة على مدينة «دماج» اليمنية التابعة لمحافظة صعدة، والتي يمثل مركز «الحديث» فيها، أحد مراكز الاستقطاب للجهاديين الأوروبيين والفرنسيين.
وأصبحت مدينة (دماج) مركز استقطاب للسلفيين من جميع أنحاء العالم، وذلك منذ فترة طويلة، تعود إلى بداية تأسيس «دار الحديث» في 1980، لكن وبسبب الأحداث الأمنية الأخيرة وبسبب الحصار الحوثي، اضطر المترددون على المركز، إلى مغادرة المدينة، وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن ما بين 200 و300 فرنسي على الأقل غادروا المدينة مع عائلاتهم، إلى الحديدة، الآمنة، والقريبة من دائرة نفوذ القاعدة في اليمن.
**اليمن مجددا..
وعلى صعيد آخر ينتظر أن يعرف التنظيم والعمل الأمني والقانوني في فرنسا، مراجعةً شاملة وجذرية، بالتوازي مع استمرار الاستنفار الأمني، بعد الكشف عن مقر عمليات كوليبالي الشريك الثالث الذي أعلن ولاءه للبغدادي وداعش في فيديو نُشر على الانترنت مساء الأحد.
وفي هذا الإطار، قالت مجلة «الاكسبريس» إن الرئيس فرانسوا هولاند، دعا إلى اجتماع أمني قضائي الإثنين، بمشاركة رئيس حكومته ووزراء الداخلية والعدل والمسؤولين عن الأجهزة الأمنية، للنظر في سبل الرد الشامل أمنياً وقانونياً على التهديدات المتزايدة ضد فرنسا.
وفي امريكا أكد موقع «دايلي بيست» الأمريكى أنه حين كان الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» الفرنسية الحدث الذى حشد انتباه العالم، إلا أن اليمن، التى كان منفذ الهجوم على علاقة بتنظيم القاعدة به، لا يزال ينزف من هجمات لا هوادة فيها من قبل التنظيم المتطرف.

وأشار الموقع إلى أن مذبحة «شارلي إبدو» لم تكن الهجوم الإرهابي الوحيد ولا الأشد دموية، موضحا أنه قبل ساعات من توجه الأخوين كواشي إلى مكاتب المجلة الفرنسية الساخرة، وعلى بعد آلاف الأميال، وقع انفجار فى العاصمة اليمنية صنعاء أدى إلى مقتل أربعين شخصا، لتنتشر الدماء وأشلاء الجثث بالشوارع.
وهو تزامن أصبح أكثر وضوحا ومأساوية فى ضوء انكشاف الصلة بين منفذى هجوم شارلي إبدو والقاعدة فى شبه الجزيرة العربية، الجماعة الإرهابية المتمركزة فى اليمن والتى اتهمها المسئولون بالوقوف وراء التفجير الذى وقع بصنعاء.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد سافر سعيد كواشي إلى اليمن عدة مرات بين عامي 2009 و2011، ودرس فى جامعة الإيمان بصنعاء، وهي مؤسسة مثيرة للجدل يترأسها رجل الدين عبد المجيد الزنداني، قبل أن يتدرب مع القاعدة فى معسكرات جنوب وجنوب غرب البلاد. وكانت مجلة «إنسباير» التى يصدرها القاعدة فى اليمن باللغة الإنجليزية، قد هددت صراحة بقتل رئيس تحرير شارلي إبدو ستيفان شاربونير فى عدد مارس 2013.
**انهيار وفقدان للسيطرة**
ويقول دايلى بيست، إن اليمن التي أشاد بها المسئولون الأمريكيون فى خريف العام الماضي باعتبارها نموذجا ناجحا لاستراتيجية مكافحة الإرهاب، قد ضربتها الاضطرابات مؤخرا. وانهار اتفاق تقاسم السلطة المدعوم دوليا، وبدا أن اقتصاد البلاد متدهور، ناهيك عن فقدان الحكومة المركزية السيطرة على باقي اليمن.
ولا يبدو أن أحدا فى دوائر السلطة في الغرب قد لاحظ هذا الأمر.
واعتبر الموقع أن العنف الذى شهدته باريس الأسبوع الماضي قد سلط الضوء على ضعف التقدم الذى تم إحرازه ضد القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وعلى الرغم من جهود الحكومتين الأمريكية واليمنية، فإن التنظيم الإرهابي لا يزال يملك القدرة على ارتكاب الفظائع ضد الأهداف الغربية.
وتابع دايلى بيست، إن اليمن قد اكتسب سمعة باعتبارها أحد المناطق التى يتركز فيها التطرف عندما وصلها كواشي لأول مرة عام 2009.

فالكثير من المسلمين المولودين فى الغرب من المتشددين درسوا بالمؤسسات السلفية فى هذا البلد، وأشهرها ربما دار الحديث فى مدينة دماج الشمالية. فى حين أن النسبة الأكبر من هؤلاء الأجانب جاءوا للدراسة، وانضم بعضهم إلى المتطرفين.
من بين هؤلاء عمر فاروق عبد المطلب، الطالب النيجيري الذى تدرب على يد القاعدة فى شبه الجزيرة والذى حاول تفجير طائرة ركاب عشية عيد الميلاد عام 2009.
وفى حين أن مخططات نادرة ضد أهداف أجنبية قد لفتت الانتباه إلى القاعدة فى شبه الجزيرة، فإن القسم الأكبر من نشاط التنظيم وهجماته حدثت على الأرض اليمنية، وهو العنف الذى تجاهل الغرب مخاطره.
ومع تعقيد المشهد السياسي في اليمن قام تلفزيون روسيا اليوم باجراء استطلاع للقراء في موقعه الالكتروني وطرح السؤال التالي «هل يتوصل الفرقاء السياسيون في اليمن إلى إنهاء الأزمة؟» فكانت الاجابة الساحقة بنسة 74.6% بلا و21% بنعم و 4.4% بلا أدري حتى مساء أمس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى