عمال الصرف الصحي بلحج .. عمل يحترم واهتمام غائب

> تقرير/ هشام عطيري

> رغم الإمكانيات المتواضعة التي بحوزتهم وحجم العمل الكبير الذي يقومون به بشكل يومي في المدينة التي تعاني بين الحين والآخر من طفح مياه الصرف الصحي الذي يرجع إلى قدم الشبكة وعدم استيعابها لكميات المياه المنصرفة خاصة مع التوسع الكبير الذي شهدته أحياء مدينة الحوطة، نهيك عن المخلفات التي تتساقط إلى غرف التفتيش وتسبب مشكلة أخرى قد تؤدي أحيانا إلى استمرار العمل لعدة أيام من قبل العاملين لإنهاء طفح مياه الصرف.
16 عاملا هم عمال الصرف الصحي في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وضواحيها، يعملون بشكل تعاقدي منذ عدة سنوات مضت.
هذه الشريحة من الناس لها دور كبير وخدمة أكبر تقدمها للمواطنين من خلال أعمال تفوق طاقتهم وبإمكانيات لا تذكر، ناهيك عن ما يتحصلون عليه من مبالغ لا تساوي شيئا مما يتقاضاه عامل الصرف الصحي في بقية المحافظات الأخرى.
محمد غانم هارب المشهور باسم (المصلفع) يعمل في هذا المجال منذ عقود مضت، فهو أحد الموظفين الرسميين وتقاعد مؤخرا إلا أن الحاجة له جعلت إدارة الصندوق تعمل على التعاقد معه نظرا لقلة العاملين في هذا المجال.. يقول المصلفع إن ما يتقاضاه من عمله هذا لا يساوي شيئا مما يتقاضاه الآخرون رغم عمله الطويل وخدمته في مجال الصرف الصحي، فهو يحتاج إلى التقدير من قبل المختصين نظير ما قدمه من خدمات وعمل في هذه المدينة.
يكشف الأخ خميس علي قاسم مدير المنطقة الأولى للصرف الصحي بمدينة الحوطة أن انعدام الأدوات والتجهيزات لعمال الصرف الصحي بالمدينة يعرضهم لمخاطر كبيرة قد تؤدي إلى حدوث كوارث لاسمح الله قد تصل إلى الوفاة كما حدث خلال أعوام مضت عندما توفي عمال صرف صحي ومواطنين بسبب الاختناق بغاز الميثان بغرف تفتيش الصرف الصحي بالمدينة.
عامل الصرف الصحي سميح منصر يعمل في هذا المجال منذ 18 عاما بالأجر اليومي دون تثبيت، فهو يستلم مبلغ 31 ألف ريال شهريا لتصل بعد شهور إلى 26 ألف ريال، يتحدث سميح عن عمله بالقول: “نحن نعمل منذ الصباح الباكر، يصلنا بلاغ من المختصين بوجود مشاكل في الصرف الصحي في أحد المواقع فنتحرك وفق إمكانياتنا المحدودة للعمل على فتح السدات”.. مضيفا: “إن هذا العمل الذي نقوم به يحتاج من الجهات المختصة تقديم الرعاية والاهتمام من حيث زيادة الرواتب بما يتوافق والعمل الذي نقوم به كما هو حاصل في عدن وتعز وتقديم بعض المشروبات التي تساعد على إحياء الجسم بعد ساعات من العمل وخاصة الحليب والمشروبات الأخرى التي نفتقدها فنحن نعمل في ظروف صعبة وبدون أية إمكانيات تذكر”.
عدم توفر التجهيزات المطلوبة لعمال الصرف الصحي من بدلات وأدوات عمل وآليات ودبب أكسجين لأن عملهم يشكل خطورة على حياتهم قد تؤدي في إحدى الحالات إلى الوفاة نتيجة للاختناق كما حدث قبل عدة سنوات مضت حيث توفي عمال في الصرف الصحي نتيجة للاختناق داخل إحدى غرف التفتيش الصحي بالمدينة إلى جانب مواطنين آخرين وهو ما يستدعى لأهمية العمل الذي يقومون به توفير كل التجهيزات لهم بدون التحجج من قبل المختصين بعدم وجود الإمكانيات أو العمل والتواصل مع بعض المنظمات المعنية لتقديم الدعم لهم وتوفير الإمكانيات المطلوبة.
مرسال، عامل متعاقد في الصرف الصحي منذ تسع سنوات يقول إن انعدام الإمكانيات لدى عمال الصرف الصحي أدى في أحد الأيام إلى استمرار تدفق الصرف الصحي من إحدى غرف التفتيش لأسابيع مضت حتى أدى إلى قيام المختصين بعمل غرفة تفتيش أخرى وإخراج ما كان يسد الأنبوب.

يطالب مرسال بأن يتم تثبيته هو والعمال الآخرون حتى تستقر حالتهم المعيشية مع أسرته، فهو يقول إنه سعيد عندما يقدم خدماته للمواطنين وينجح فيما قام به من عمل رغم شعور الآخرين نحوه بالخجل، مشيرا أن عمله في الصرف الصحي ليس عيبا ولا مخجلا بل عملا يخدم الكثير من الناس في هذه المدينة الذين يكونون له كل التقدير والاحترام.
فيما سامي هو الآخر عامل شاب في هذا المجال منذ تسع سنوات متعاقد ويحلم بالتثبيت.
مشاكل عمال الصرف الصحي كثيرة يجب الاهتمام بها وخاصة عدم تأخر رواتبهم وصرفها بانتظام ورفدهم بالعديد من التجهيزات التي تساعدهم على العمل في مختلف الظروف.
عندما اتخذ قرار فصل النظافة عن الصرف الصحي وإلحاقها بمؤسسة المياه كنا نظن أن الأمور قد فرجت، ولكن لازال وضع عمال الصرف الصحي كما هو، فالمؤسسة المحلية للمياه لا توجد لديها الإمكانيات المادية لتفعيل إدارة الصرف الصحي، فهي بالكاد تصرف رواتب عامليها كل خمسة أو أربعة أشهر.
عمال الصرف الصحي مواطنون يجب الاهتمام بهم بالمقام الأول في كل شيء من ناحية الراتب وتوفير كل الإمكانيات لعملهم بما هو معمول في العديد من المحافظات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى