هادي: الاختطاف والقتل ليس حلا

> صنعاء «الأيام» خاص

> دخلت الأزمة اليمنية الراهنة منحى خطيرا من التصعيد، وذلك بعد ورود أنباء عن قيام مسلحين بزي عسكري صباح أمس باختطاف أحمد عوض بن مبارك، مدير مكتب الرئيس هادي، أمين عام مؤتمر الحوارالوطني ، وذلك بمنطقة” فج عطان” قرب مقر الأمانة العامة للحوار.
وأفاد مصدر مقرب من الهيئة العليا للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار ، بأن عملية اختطاف بن مبارك تمت بعد توزيع مسودة الدستور في الاجتماع الذي عقدته الهيئة امس بصنعاء ، مبينا أن واقعة الاختطاف تعتبر تأجيل وعرقلة لعمل الهيئة التي انسحب أربعة من أعضائها وهم: محمود الجنيد وحمزة الحوثي ممثلا الحوثيين ويحيى دويد وفائقة السيد ممثلا المؤتمر الشعبي العام في الهيئة بعد اعتراضهم على مسودة الدستور.
وقد اعلنت اللجان الشعبية التابعة لجماعة انصار الله الحوثية رسميا تبنيها لعملية اختطاف احمد عوض بن مبارك ، مدير مكتب رئيس الجمهورية ، الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني.
وفي بيان لها ظهر على موقع وكالة”سبأ” الحكومية ونشر أيضا على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” أكدت اللجان الشعبية لجماعة الحوثيين ان اختطاف بن مبارك جاء كخطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام أي محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة.
وهددت اللجان الشعبية بأن هناك سلسلة إجراءات خاصة ستقوم بها لوقف قوى ــ لم تسمها ــ عن ممارساتها الاجرامية بحق الشعب حاضرا ومستقبلا ، داعية الرئيس هادي “ان يدرك حساسية الوضع حتى لا يكون مظلة لقوى الفساد والإجرام” ، وقال البيان:”تلك القوى وللأسف الشديد ، لم تغادر بعد عقلية نظام الاستبداد القائم على الفساد المالي والإداري واستخدام المجرمين أدوات في مواجهة الآخرين ، والتهرب عن المسؤولية ، وعدم الوفاء بأي التزامات”.
وأضافت:”اننا نفاجأ بأن جهات نافذة داخل الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار سعت إلى تمرير مسودة للدستور ارتكبت فيها مخالفات عدة”، مبينة ان تلك المخالفات تمثلت في أنها دون توافق القوى الموقعة على اتفاق السلم والشراكة كما انها مخالفة لمخرجات مؤتمر الحوار، الى جانب ان المسودة متبنية رؤية أحادية للدستور إرضاء للخارج ضمن مشروع يهدف لتفكيك البلاد إلى كنتونات متقاتلة.
وردا على واقعة اختطاف مدير مكتبه بن مبارك ، شدد الرئيس هادي على ضرورة حل المشاكل بالعقل والمنطق دون اللجوء للعنف المتمثل بالاختطاف والقتل ومختلف وسائل العنف.
وخلال حضوره أمس اجتماع الهيئة الوطنية العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، ألمح هادي الى ان قرار الأمم المتحدة رقم 2014 يحمل تحذيرات مهمة ضد الذين يذهبون بنواياهم الخبيثة لتعطيل مسيرة الوفاق والاتفاق والتحول والتغيير الديمقراطي باليمن ، مبينا ان ذلك التعطيل ربما يأتي بتوجيهات خارجية لإفشال مخرجات الحوار، وقال:”على الذين يعملون على التعطيل ان يعوا أننا في الطريق الصحيح ولا يمكن إعاقة هذا العمل الوطني الجبار”.
واضاف:”ان اليمن شيء اخر، ومصلحته فوق كل الاعتبارات والتوجيهات الخارجية ، وهذا الدستور ضمانة وطنية أكيدة للمستقبل القريب والبعيد واللجنة الدستورية التزمت بمخرجات الحوار الوطني كاملة” ، مؤكدا أن اللجنة أنجزت مهمتها بما تمليه عليهم ضمائرهم وثقافتهم القانونية والدستورية والوطنية ، ودون تأثير من حزب أو جماعة أو جهة.
وقال هادي:” إننا اليوم ندشن مرحلة أساسية ومهمة في طريق تطبيق الدستور الاتحادي الذي عكس مخرجات مؤتمر الحوار كاملة في أحكام ومواد دستورية التزمت بترجمة تلك المخرجات” ، داعيا اللجنة العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني القيام بالمراجعة والتفحص والعمل على كل ما يخدم الشعب اليمني ومستقبله الوضاء ، وقال:”نحن أمام مرحلة جديدة سيستفيد منها أولادنا وأحفادنا جميعا ويكفي ما أهدر خلال ما يربو على نصف قرن منذ قيام الثورة اليمنية وحتى اليوم في الصراعات والانقلابات والمكايدات ، سواء كانت عسكرية أو قبلية أو مناطقية أو مذهبية “.
**قوات الحماية الرئاسية تنتشر قرب منزل هادي ودار الرئاسة**
* أفاد شهود عيان بأنهم لاحظوا انتشارا أمنيا كثيفا لقوات الحماية الرئاسية وسط صنعاء ، وخاصة امام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي في شارع الستين وشارع السبعين القريب من دار الرئاسة .
وأشار شهود العيان الى ان هذا الانتشار الأمني جاء بعد ساعات من الإعلان الصادر عن جماعة الحوثيين واعلنت فيه قيامها باختطاف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئيس الجمهورية ، وهددت بانها ستتخذ اجراءات تصعيدية.
وفيما أوضح مواطنون بان مدرعات عسكرية انتشرت بالقرب من جسر مذبح شمال العاصمة ، يجري تداول معلومات لم يتسنى التأكد من صحتها ، وتفيد بان اتشار كثيف لمسلحين حوثيين في سعوان ومناطق متفرقة شمال شرق صنعاء.
**إدانة واسعة لحادثة اختطاف مدير مكتب الرئيس من قبل الحوثيين**
* وقوبلت حادثة اختطاف بن مبارك من قبل جماعة الحوثيين بردود فعل لم تخلو من الإدانة الواسعة لهذا العمل الذي اجمعت كثير من الجهات والمكونات بأنه يهدف الى نشر الفوضى وصرف الشعب وكل القوى والمكونات السياسية عن المضي في مسيرة تحقيق المشروع الوطني المتمثل ببناء اليمن الجديد.
* وفي هذا السياق دانت الأمانة العامة للحوار الوطني والهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار بشدة حادثة اختطاف الدكتور أحمد عوض بن مبارك ، مدير مكتب رئاسة الجمهورية ، الأمين العام للحوار الوطني من قبل مجموعة مسلحة على متن عربات مدرعة ، في منطقة فج عطان شارع السلامي، بصنعاء.
وفي بيان مشترك صدر عنهما أعربت الهيئة الوطنية والأمانة العامة للحوار عن قلقهما البالغ إزاء استمرار اختطاف بن مبارك ، وحملتا الجهة الخاطفة مسؤولية سلامته أو التعرض له بأي أذى.
وقال البيان:”ان الهيئة الوطنية والأمانة العامة إذ تدينان هذا الاعتداء الهمجي السافر لتؤكد أن هذه الحادثة تعكس مآلات خطورة محاولة جر البلاد إلى أتون الفوضى وعرقلة مشروع بناء الوطن ، باعتبار أن الاختطافات ومشاريع الفوضى لن تخدم بناء اليمن الجديد وفقاً لأسس الشراكة الوطنية ومبادئ الحوار بقدر ما تفاقم الأوضاع وتصرف المجتمع عن مشروعه الوطني في بناء اليمن الجديد”.
* الى ذلك أصدرت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري بلاغا دانت فيه اختطاف بن مبارك ، واكدت ان هذا الفعل الاجرامي الشنيع سوف يؤدي إلى مزيد من حالة الصراع والتوتر والاحتقان التي تمر بها البلاد وستعمل على مزيد من وضع العراقيل والاعاقات التي تحول دون خروج اليمن إلى بر الأمان .
وطالبت أمانة الناصري بسرعة الافراج عن بن مبارك دون قيد او شرط ، داعية الجهات المعنية سرعة القبض على الجناة والتحقيق معهم وتقديمهم إلى العدالة.
* من جهتها قالت سفارة الولايات المتحدة بصنعاء:”إن خاطفي بن مبارك ، يحاولون عرقلة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، ولا يمثلون اليمن ، كما أن أفعالهم تظهر أنهم لا يعملون لمصلحة بلدهم”.
وفي بيان نشرته على صفحتها الرسمية في (فيسبوك)، طالبت السفارة بإطلاق سراح بن مبارك فوراً وعودته إلى أسرته سالماً، واصفة مدير مكتب الرئيس بـ”مسؤول متفانٍ أظهر وطنيته في خدمة بلده، وهو أحد الشخصيات البارزة خلال ثورة 2011”.
وأشار البيان إلى أن “تكتيكات الترهيب مثل اختطاف بن مبارك لا مكان لها في المجتمعات الديمقراطية والمتحضرة ، كما أن محاولات إسكات الأصوات اليمنية التي تتحدث نيابةً عن البلد لن تمنع تقدم اليمن نحو السلم والاستقرار”.
وأضاف:”ان تحديات اليمن هي سياسية في طبيعتها، ولن تُحل تلك التحديات إلا عبر الحوار السلمي بين أوساط قياداته ومواطنيه”، لافتاً إلى أن “اليمن في الحقيقة يحرز تقدماً، ونحن نشجع إجراء حوار فاعل وبناء حول مسودة الدستور، فذلك سيوفر طريقاً يمضي بالبلد قدماً”.
ودعا البيان “الجميع مواطنين وأحزاباً سياسية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة التي بدأت في 2011، مجدداً التأكيد على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اليمني لتحقيق تطلعاته “.
* من ناحية أخرى عبر مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام عن استنكاره وإدانته الشديدة لعملية الاختطاف التي تعرض لها مدير مكتب رئاسة الجمهورية ، على يد عناصر مسلحة وسط صنعاء.
وقال المصدر:”إن هذه العملية بادرة خطيرة تستهدف مؤسسة الرئاسة والاستقرار والوحدة الوطنية وتعمل على تقويض جهود التسوية السياسية وخلط الاوراق للدفع بالأوضاع في البلاد نحو مزيد من التأزم” ، مطالبا الجهات الامنية بتحمل مسئوليتها في متابعة الجناة وتقديمهم للعدالة.
* من جهته استنكر مجلس عدن الأهلي بأشد العبارات اختطاف الدكتور احمد عوض مبارك من قبل جماعة الحوثيين وفي وضح النهار ، واصفا هذا العمل بـ “الجريمة النكراء التي تخلوا من ابسط الاعراف والتقاليد الانسانية”.
وفي بلاغ صحفي أصدره أمس قال المجلس:”إن الحوثيين بفعلهم هذا أصبحوا غرماء وليسوا شركاء” ، مؤكدا ان استهداف بن مبارك هو استهداف للعملية السياسية برمتها وتهدف إلى تقويض الانتقال السلمي والديمقراطي والانتقال الى الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة بل وإن توقيت هكذا عملية يأتي في يوم تسليم مسودة الدستور الجديد الذي طال انتظاره.
وأضاف المجلس في بلاغه:”إننا وباسم أبناء وأهالي عدن نناشد كل الخيرين في الوطن وفي دول الإقليم والمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الامن الدولي ان يتحمل مسئوليته الكاملة إزاء مثل هذه التصرفات التي باتت خطراً حقيقاً لايمكن السكوت عنه وحتى لاتنزلق البلد الى مالا يحمد عقباه.
ودعا المجلس أبناء الوطن كافة للوقوف بحزم امام مثل هذه التصرفات الهادفة الى إعاقة العملية السياسية وإعاقة مخرجات الحوار الوطني ، مطالبا بـ “الإفراج الفوري عن بن مبارك ومعاقبة كل من شارك في هذه العملية الآثمة”.
* وفي رد فعله على واقعة اختطاف بن مبارك ، دان حزب البعث العربي الاشتراكي ( قطراليمن) عملية الاختطاف وقال:” إن مثل هذه الممارسات المتكررة تسيئ لليمن واليمنيين وتضيف الضلال الداكن على الجهود المبذوله لتحسين العلاقة بين جميع المكونات السياسية وتعرقل مخرجات الحوار”.
وفي بيان أصدره أمس داعا حزب البعث جميع القوى الى تدارك ومعالجة هذه الاشكالية ، مطالبا أيضاً بترسيخ القيم الحوارية كبديل للأعمال الإرهابية التي تسئ وتضر بالجهود الرسمية والشعبية لمكافحة ظاهرة الإرهاب ، معبرا عن تطلعه إلى خاتمة سريعة لهذا الحادث المشين ، مع التأكيد على أهمية الحوار لحل المشاكل والخلافات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى