بن عمر يفشل في إقناع الرئيس بالعدول عن قرار الاستقالة.. مشايخ قبائل يتوافدون إلى صنعاء لإخراج الجنوبيين المحاصرين

> عدن / صنعاء «الأيام» خاص

> دخل اليمن أمس يومه الثالث بدون رئيس للدولة ولا حكومة تدير شؤون البلاد التي أصبحت بعهدة جماعة الحوثيين “أنصار الله” وقوى نافذة أخرى اتخذت من القوة خيارا لتحقيق مكاسب لصالحها، معطلين بذلك العملية السياسية القائمة على التوافق بين أطرافها.
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن استقالة الرئيس هادي التي فاجأ بها جماعة الحوثيين أدخلتهم في مأزق أعاقهم عن مواصلة تحركهم عسكريا وحسم الموقف لصالحهم بالاعتماد على شرعية الرئيس كغطاء لتحقيق مآربهم في السيطرة على مفاصل الدولة والمناصب السيادية ومراكز صنع القرار.
وأشاروا الى ان هادي بتقديمه استقالته للبرلمان وفقا للدستور، وضع جماعة الحوثيين والمتحالفين معها وجها لوجه أمام الشعب اليمني الذي عبر عن سخطه ورفضه لتصرفات الجماعة وسعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، مبينين أن تلك الممارسات تعتبر انقلابا على الشرعية وخروجا على كل الاتفاقات التي وقعتها مع أطراف العملية السياسية.
ونتيجة الوضع الخطير الذي تمر به البلاد جراء الفراغ الذي سببته جماعة الحوثيين وأدى الى استقالة الرئيس والحكومة، تتجه الأنظار الى ما سيتخذه مجلس النواب في اجتماعه الاستثنائي المقرر ان يعقده اليوم الأحد للنظر في استقالة الرئيس هادي.
وقبيل الاجتماع المقرر أن يعقده البرلمان اليوم الأحد، تناقلت عدد من المواقع ووسائل الاعلام تصريحات لبرلمانيين حول دور مجلس النواب في حسم موضوع استقالة الرئيس هادي.
في هذا السياق عقدت الكتلة البرلمانية للمحافظات الجنوبية أمس اجتماعا لها بعدن، تدارست فيه تطورات الأوضاع الراهنة، وأعلنت مقاطعتها لجلسة البرلمان.
الى ذلك قال الدكتور محمد صالح القباطي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني: «من وجهة نظرنا يبدو ان ضمان نجاح الجلسة الاستثنائية للبرلمان أمر غير متاح في ظل الظروف الراهنة والمتفاقمة في البلاد وفي ظل دعوات أعضاء المجلس في المحافظات الجنوبية مقاطعة هذه الجلسة وتحفظ بعض القوى السياسية».
وفي تصريح لموقع “الاشتراكي نت” أوضح القباطي أن موضوع استقالة رئيس الجمهورية المقدمة للمجلس يتطلب ان تتوافق عليه كل الاطراف والكتل البرلمانية في المجلس باعتبار اتخاذ القرار في المجلس قائم على مبدأ التوافق»، وقال: «حتى هذه اللحظة لم تتضح الصورة بعد لمواقف كل الكتل البرلمانية في هذا الشأن، رغم أن هناك ميلا عاما لرفض هذه الاستقالة”.
في هذه الأثناء ذكرت قناة “الجزيرة» نقلا عن مراسلها بصنعاء بأن مسلحين من جماعة الحوثي هددوا باقتحام منزل وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي في العاصمة صنعاء، في حين حذرت قبائل الصبيحة - التي ينتمي إليها الوزير- مسلحي الحوثي من المساس به.
وقال مصدر في حرس منزل الصبيحي إن مسلحي الحوثي كثفوا وجودهم أمام المنزل. وأوضح أن وفودا قبلية وعسكرية من مناطق برط وخولان والجوف وهمدان والقبائل المحيطة بصنعاء توافدت إلى منزل الوزير للتضامن معه.
وحذر المصدر من أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، وقد حذرت قبائل الصبيحة التي ينتمي إليها وزير الدفاع مسلحي الحوثي من المساس به، وهددت بأن ذلك سيدفعها لمواجهات مسلحة في حال تعرض حياته للخطر.
وأفاد المراسل بأن مشايخ قبائل زاروا منزل وزير الدفاع بصنعاء للتضامن معه ومحاولة إقناع الحوثيين برفع الحصار عنه وعدم اقتحام المنزل.
من جانبه دعا السيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) المجتمع الدولي والعربي بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع محمود الصبيحي وبقية الوزراء والمسؤولين الجنوبيين المدنيين والعسكريين المحاصرين بصنعاء.

وفي رسالة مفتوحة وجهها الى الجهات والمنظمات العربية والعالمية قال الجفري: «إن رئيس الجمهورية المستقيل ورئيس وزرائه وكل الوزراء الجنوبيين المستقيلين والضباط والجنود والموظفين في أجهزة الدولة بصنعاء محاصرون في أماكنهم ومنازلهم وحياتهم معرضة للخطر من قبل الجهات المسيطرة على الأوضاع في صنعاء والمسماة باللجان الثورية والتي تمارس ضدهم الحصار المطبق وتقدم على انتهاكات ضد حقوق الإنسان والقانون والحصانة”.
وأضاف: «ان تلك الجهات حاولت (أمس) اقتحام منزل وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي الذي دافع عن نفسه ببسالة وتدخلت بعض الشخصيات الشريفة في صنعاء التي حالت دون ذلك، وما يزال هو وكل المسئولين الجنوبيين في حالة حصار واضطهاد مما يثبت ما قلناه ونقوله مراراً وتكراراً أن جنوبنا العربي محتل بل وحتى أن الجنوبيين في صنعاء يعاملون كمواطني أرض محتلة مهما علت مراكزهم”، مطالبا الجهات الراعية للعملية السياسية في اليمن والمجتمع الدولي بالعمل السريع على تأمين حياتهم وحياة أسرهم وتأمين خروج آمن لهم ولأسرهم من صنعاء حتى العودة إلى وطنهم الجنوب.
وفي مأرب أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب أن السلطة المحلية هي المرجعية للسلطة في ظل الظروف القائمة. وأضافت أنه لا يمكن العودة إلى أي جهة أخرى في صنعاء أو غيرها حتى تتضح الرؤية.
ووصف اجتماع للجنة برئاسة محافظ مأرب سلطان العرادة ما حدث في صنعاء بأنه انقلاب على كل المؤسسات الشرعية في البلاد ومحاولة فرض مواقف وتوجه جماعة الحوثي بقوة السلاح.
وأكدت اللجنة أنها ستحمي كل المقرات الحكومية والمنشآت النفطية ومصادر الطاقة في المحافظة ولن يسمح لأي جهة بالعبث بها.
وفي عدن أفاد مصدر محلي أن لقاء عقد أمس بمدينة عدن وضم محافظي محافظات عدن ولحج وأبين والضالع واللجان الأمنية بتلك المحافظات، وتم خلاله تدارس تداعيات استقالة الرئيس هادي ومحاصرة منزله ومنازل قيادات عسكرية مقربة منه.
وفي بيان صادر عن الاجتماع أكدت قيادات المحافظات الأربع التمسك بالنظام والشرعية الدستورية ووحدة وأمن وسلامة أراضي الجمهورية، وأدانت “جميع مظاهر وأشكال الانقلاب العسكري الذي يمارسه الحوثيون في صنعاء منذ 19 يناير الجاري”.
وشدد الاجتماع على ضرورة التنسيق في جميع مستويات الأداء العسكري والأمني واللوجيستي وفي مهامها المتعددة في المحافظات، وإقرار عدم استلام التوجيهات إلا من قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
في غضون ذلك، أكدت الأمم المتحدة أن مبعوثها الخاص إلى اليمن جمال بن عمر قد التقى الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي وممثلين عن جماعة الحوثي.
وبحسب المصدر ذاته، فإن لقاءات بن عمر شملت رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح وعددا من الشخصيات السياسية وأعضاء من السلك الدبلوماسي بينهم سفراء كل من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك من أجل إيجاد حلٍّ للأزمة اليمنية.
وأشار المصدر الى أن ممثل الأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر فشل في إقناع الرئيس بالعدول عن قرار الاستقالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى