لحج .. تسارع الأحداث.. لقاءات للسلطة المحلية مع القيادات الجنوبية لمواجهة التحديات

> تقرير/ هشام عطيري

> تعتبر محافظة لحج إحدى المحافظات الجنوبية الهامة كونها الرابط بين الشمال والجنوب، حيث تشهد لحج تسارعا في الأحداث بحاجة لضرورة توحّد مختلف الأطياف السياسية والحراكية والمجتمعية في سبيل بسط الأمن ومنع انتشار الفوضى فيها والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما دفع قيادة السلطة المحلية إلى توجيه الدعوة لكل الأطياف الجنوبية للتباحث والتشاور حول الأساليب والحلول الكفيلة بالحفاظ على المدينة من أي انعكاسات سلبية نتيجة الأوضاع الراهنة في البلد.
عشرات الحافلات في كرش
عشرات الحافلات في كرش

لقاء محافظ لحج بمنزله مع مختلف القيادات الجنوبية بالمحافظة في ظل هذا الظرف هو دعوة - بحسب بعض المختصين - لجميع القيادات الجنوبية من أبناء لحج للمساهمة مع قيادة السلطة المحلية في الحفاظ على ما تبقى من مقدرات هذه المحافظة والابتعاد عن أي خلافات فكرية في الوقت الحالي، خاصة مع ما قد تشهده خلال الفترة القادمة في حال استمر الوضع في التدهور، وهي فرصة - بحسب بعض الحاضرين لتلك القيادات - لإثبات حسن النية والتعاون مع السلطة المحلية لمجابهة التحديات المقبلة في مختلف الجوانب الخدمية المرتبطة بحياة الناس والوضع الأمني المضطرب.
ما يحدث للعديد من القيادات الجنوبية من قبل جماعة الحوثي في صنعاء وفرض الأمر الواقع وحصار لمنازلهم، وخاصة اللواء محمود الصبيحي أدى إلى تحرك قبلي واسع في الجنوب دعت له قبائل الصبيحة لتحديد موقف واضح وتحرك سريع، وهو ما دفع مجاميع قبلية مسلحة من أبناء الصبيحة في كرش بقطع المنفذ الحدودي مع الشمال والمنفذ الحدودي الآخر منطقة السقية بمديرية المضاربة ورأس العارة على قطع الطرقات، ومنع مرور السيارات والحافلات القادمة من الشمال، كرد فعل على ما أقدم عليه الحوثي من فرض حصار على منزل اللواء الصبيحي وقيادات جنوبية أخرى استمر عدة ساعات، ولكن - بحسب مصادر قبلية - أعيد فتح الطرقات بعد تلقيهم اتصالاً هاتفياً من قبل اللواء الصبيحي طالبهم فيه بفتح الطرقات لأن ما يحدث لا يعبر عن ثقافة المجتمع القبلي العريق للصبيحة، بحسب المصادر.
من جانبه أكد شيخ ضمان أحمد صالح التوم “اعتزازه بموقف اللواء الصبيحي رغم ما يتعرض له من انتهاكات”، مشيراً إلى أن “قبائل الصبيحة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعرض له أحد أبنائها وقيادات جنوبية أخرى في صنعاء من أعمال مخالفة حتى للقانون الدولي، مع التأكيد على العمل مع جميع القبائل في الجنوب لوضع حد لما يحدث خلال الأيام القادمة”.
اللجان الشعبية في منطقة المثلث
اللجان الشعبية في منطقة المثلث

كما أكد الشيخ صالح هبوب الصبيحي على “أهمية وحدة الجميع في هذا الظرف الخطير رغم اختلاف الأفكار والمفاهيم”، لافتاً إلى أن “ما يحدث أدى إلى التفاف الجميع نحو توجه واحد هو الجنوب وما يتعرض له القيادات الجنوبية في صنعاء”.
التطورات التي شهدتها البلاد وما رافقها من توترات ونزاع مسلح دفع لاستشعار قيادات في اللجان الشعبية والحراك الجنوبي وكل المكونات لخطورة الموقف التي يواجهه الجنوب عامة ولحج خاص، لضرورة رفع الجاهزية، حيث شوهد عشرات النقاط الأمنية المنتشرة في الطرق الرئيسة من قبل اللجان الشعبية والحراك الجنوبي لحفظ الأمن ومنع أي دخول لمسلحين إلى المحافظة البوابة لمدينة عدن، وهنا يقول أحد أعضاء اللجان بكيل ماطر: “نعمل ليلاً نهاراً من خلال نقاط أمنية لحماية المنطقة خاصة وأن العند تعتبر منطقة مهمة لوجود بها معسكرات”.
العديد من النقاط التابعة للجان الشعبية والحراك والجيش المنتشرة على طول الطريق من كرش إلى لحج ومنها إلى عدن تحتاج - بحسب المختصين - إلى إعادة تنظيم وترتيب وتنسيق فيما بينها لمجابهة أي طارئ قد يحدث والتواصل مع الجهات المختصة خلال هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع الحفاظ على الأمن في مختلف مناطق لحج استشعارا بالمسئولية الملقاة على عاتق كل مواطن جنوبي.
مجاميع قبلية في كرش
مجاميع قبلية في كرش

الشيخ القبلي عبدالله محمد أحمد بمنطقة العند أكد “وجود تنسيق وتواصل مع كل الجهات لحفظ الأمن بالمنطقة أكانت من الحراك الجنوبي أو مكونات أخرى تعمل في المنطقة، ومتابعة أي مستجدات قد تحدث - لا سمح الله - خاصة وأن المنطقة تعتبر من المناطق الحساسة لوجود مواقع عسكرية هامة فيها”، كما كشف الشيخ عبدالله عن وجود مساعٍ لتشكيل مجلس عسكري في المنطقة يضم كل العسكريين الجنوبين لحفظ الأمن بالمنطقة.
ويعتبر محور العند والذي يوجد فيه قاعدة العند الجوية واللواء 201 والعديد من الوحدات العسكرية، بالإضافة إلى العديد من المعسكرات في عدد من المديريات محل اهتمام اللجان الشعبية ومتابعة مستمرة لتحركات تلك المعسكرات خشية قيام قيادات عسكرية بنقل معدات إلى خارج المعسكر، حيث يوجد العديد من التجهيزات والآليات العسكرية أغلبها روسية الصنع.
وقال أحد قيادات اللجان الشعبية: “نتابع عن كثب كل تحركات تلك المعسكرات بشكل دقيق”، كاشفا عن وجود مفاوضات مع قيادات عسكرية في هذه الألوية تسمح بمشاركة أفراد من اللجان في هذه المعسكرات، وأن كل ما يحدث في الجنوب عامة ولحج خاصة يحتاج إلى تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية والحراكية وكل المكونات في سبيل الحفاظ على أمن المحافظة ومنع أعمال النهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ عليها في ظل اللادولة التي تعيشها البلاد، وعدم التعرض للمواطنين أي كان موقفه خشية تدخل طرف ثالث يسعى لإثارة الفوضى في المنطقة ويسمح بتدخل جهات أخرى نحن في غنى عنها لحج كون لحج أمانة في أعناق الجميع”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى