الطمع

> أوسان محمد عبده

> يحكى أن هناك خمسة أشخاص يعيشون في قرية واحدة، وهم على علاقة جيدة فيما بينهم.. فقرر أحد الأشخاص أن يرسل غلامه لكي يدعو هؤلاء الرجال إلى تناول الطعام والشراب، فقال (أسعد) الذي هو كبيرهم للغلام وهو بمنتهى السعادة:
لم نعتد من أهل القرية أن يجتمعوا على طعام منذ فترة من الزمن، فلم تعرض علينا دعوة مثل هذه منذُ زمن.
رد الغلام على الفور:
إن سيدي يريد أن يقارب بين أهل القرية الذين تفرقوا لشؤونهم وقلَّ الوئام والألفة بينهم.
رد المسن أسعد بحزم وقال:
على العموم سوف أحضر من أجل الطعام.. و أخذ يردد.. طعام طعام طعام ما ألذ الطعام!.
ذهب الغلام إلى جميع الأشخاص فلبوا كلهم الدعوة للطعام.
استغرب وتعجب الجميع من هذه الدعوة لأنهم لم يألفوا الأنس والتواصل بين أهل القرية منذ زمن، وحتى هذه الدعوة غريبة لأن من دعاهم “بخيل” وهو أبخل رجل في القرية.
هلمَوا يا أصحاب إلى الطعام، كلوا ما تشتهون فهناك طعام يكفي الجميع!! نطق “البخيل” بهذه العبارة وهو يستضيف رجال القرية الأربعة وهم من أشد الرجال قوة وفتكاً وغباء، تعجب الجميع من كرم ذلك البخيل الذي يعرف عنه البخل الشديد.. ولماذا يبذر ماله هكذا؟، لابد أن في الأمر سراً، تكلم أسعد بهدوء وقال: ما وراءك يا بخيل لما كل هذا البذخ ونحن نعرف جيداً بخلك وجشعك، أفصح عما في جوفك وقل ما عندك.
ظهر التوتر على البخيل من معرفة نواياه من الجميع وقال بحذر وحيطة: أنا أعرف مكاناً يوجد فيها كنز من الذهب والفضة والياقوت والزمرد وأنا أملك الخريطة التي سوف تقودنا إلى هذا الكنز، لكن لي شرطا واحدا، النصف لي، ولكم النصف الآخر، هل توافقون؟.
بان الغضب على أوجه الرجال الأربعة وقالوا بحزم لا نريد كنزا، لِمَ جمعتنا أيها الجشع، تريد منا أن نذهب ونحضر كنزا في أرض غريبة وفوق ذلك تريد النصف؟! خسئت من رجل، إننا خارجون على الفور.
ردد البخيل: على رسلكم، وقال بتوتر شديد:
يا رجال الكلام أخذ وعطاء أنا أجزم على الاتفاق والتراضي أجلسوا يا أصحابي.
رد أحد الرجال بغضب وحزم:
هاتِ ما عندك ولا تقصر.
رد البخيل بمكر شديد:
لي الثلث ولكم الباقي.
خسئت..
قاطعه البخيل بصرخة قوية:
ومن سيدفع جميع التكاليف ألستُ أنا فأنتم فقراء جياع.
ردد الرجال بغضب مفرط:
من سيقوم بالبحث وتحمل مشاق السفر والبحث عن الكنز ألسنا نحن؟.
أستل البخيل سيفه وقال بكل غضب الدنيا:
الكنز لي.
في نفس الوقت كل واحد منهم صرخ: الكنز من حقي وليس لكم.
قال أسعد بصوت قوي: الخريطة ملكي.
هراء هي بعيدة عن أنفك، رددها أحدهم بكل شجاعة وبدأ القتال.
واقتتل الرجال فيما بينهم ومات جميع الرجال داخل تلك الغرفة وهم لم يأكلوا ولم يشربوا شيئا .. إنما قتلوا بعضهم البعض على كنز في مهب الرياح وظلت خريطة الكنز مرمية بين أجساد الرجال الذين ماتوا على كنز بعيد المنال.
ودلف الغلام خادم البخيل وأخذ خريطة الكنز وضحك كثيراً وقال:
الكنز لي الكنز لي الكنز لي!!.
**أوسان محمد عبده**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى