أهازيج المطر في عدن

> عوض بامدهف

> المطر نعمة من المولى عز وجل، يمّن به على عباده في شتى أصقاع المعمورة.. وللمطر في عدن تراث زاخر بالقصص والحكايات توارثه الأجيال رغم أن عدن في المجمل ليست أرضا زراعية، بل هي في الأغلب أرض صخرية بركانية يتمازج فيها اللون الأسود واللون الرمادي ليهب لجبال عدن لونا مميزا وعلامة خاصة، رغم ذلك كله إلا أهل عدن عادة ما يستقبلون هطول المطر بالفرح الشديد والأهازيج الجميلة التي يرددها الأطفال مع بشائر هطول المطر وأثناء تواصل هبوطه.. وأشهرها أهزوجة:
يارب زيدوه - نحنا عبيدوه
وكذا أهزوجة:
يا مطر يا مطير في السلة
عيشة ومريم تحت الله
والمتأمل لهذه الأهازيج الفرائحية التي يتم بها استقبال هطول المطر يرى أنها تعكس روحا شفافة ونفس تواقة تهتف إلى الابتهال إلى الخالق عز وجل بالاستبشار والفرح والسعادة لهطول المطر، وعلى أن يكون هطوله (حوالينا لا على علينا) وأن يكون مطر سقيا وغيث وخير لا مطر عذاب ونقمة، ولكن ما يكدر صفو فرحة أهالي عدن بهطول المطر وكأنه أصبح قدر عدن أن تظل تعاني معاناة متصلة بسبب إهمال القائمين على أمور عدن وعدم الاعتناء بمسارات مجرى مياه المطر لتصل إلى البحر وبانسياب تام دون معوقات ولا حواجز مصطنعة.
ومن أبرز مظاهر عدم الاهتمام هذه تعود إلى ذلك الإصرار الغبي والغريب بالقيام بمنح تراخيص لبناء مساكن ومحلات تجارية في المجرى العام والرئيسي لمياه المطر لأن (القرش يلعب بحمران العيون) فإن عملية منح التراخيص هذه تواصلت دون حدود ولا قيود، دون أن يضع أحد في حسبانه ولو لبرهة قصيرة ما قد تسفر عنه الممارسة العشوائية لبناء المساكن والمحلات التجارية من أضرار لعدن والعباد فيها.
هذا القول أظنه مكررًا جدًا حتى ملته الأسماع من كثرة ترديده (ولا حياة فيمن تنادي).
ولكن لا بأس من (التكرار الذي يمكن أن يثير انتباه الشطار)
وهكذا حولت العشوائية والتسيب هطول الأمطار في عدن من نعمة إلهية إلى نقمة بشرية والعياذ بالله وما أكثر ما أضر وهو من صنع البشر.
**عوض بامدهف**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى