وداعاً يا ملك القلوب

> محمد علي عنبل

> الدمع وحده لا يكفي للتعبير عن الضجة المحتدمة في داخلي، لأنني مؤمن بأن الموت حق، لكنه.. أحياناً يبدو مباغتاً وجلفاً وقاسياً بما يكفي لأن نتأسى على حياة نصر على البقاء فيها أحياء.
رحل الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، الذي عرف الجميع عن شجاعته وكرمه وقربه لكل الناس، وفاخروا بهِ كمحارب فذ في نزلات السياسة والساسة، وفارس غيور في الذود عن حياض الأمة والعروبة، وفاتح عظيم في نشر ثقافة الحُب والتسامح، وتجسيد قيم الخير والسلام.
لم أحظَ بشرف الالتقاء بهِ والحضور في مجالسه، لكن نبأ وفاته استحضر فيَّ مشاعري كل معاني ومفردات الوفاء تجاهه، كأنني عشت معه وفي كنفه، وأصبح لزاماً عليا أن أناجيه بشوق وصدق، بعد أن خلوت بنفسي والدمع يسيل على وجني، حين أذيع خبر رحيله.
رحل الملك عبدالله.. والمنطقة برمتها تعيش اضطرابات وغرائب لم يشهدها التاريخ قط، ومعها أصبحنا نجتر ونتجرع مرارات ما يحدث، ولا نجد سبيلاً لمعرفة وفهم ما يجري، ولا يوجد أيضاً من هو قادر على توصيف وتعريف أبعاد هذا الصراع العبثي الذي ما انفكت تعانيه الأمة العربية والإسلامية، ولا يكترث أحد لما ستؤول إليه أوضاعه المؤلمة.
فما يجري من صراع عبثي في العراق، والطموح الفارسي بالتوسع، لا يضعان اعتباران لحاجة الأمة للأمن والاستقرار، ولا يخرجها من واقع البؤس والشقاء الذي صار يعادي ويلقي بنا وقوداً لإذكاء جذوته، وعبر أبناء جلدتنا.
ما أحوجنا إليك يا خادم الحرمين الشريفين، يا مليكنا العظيم عبدالله بن عبدالعزيز، وما أحوجنا إلى رصانتك وحكمتك ورجاحة عقلك، يا من عرفناك أبا لكل عربي ومسلم.
إنني بدأت أشعر الآن باليتم فعلاً، ولا أدري لماذا؟، ووداعاً يا أقرب الناس إلى قلبي.
**محمد علي عنبل**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى