طلاب كلية التربية بالغيظة محافظة المهرة..الكلية لا تلبي احتياجات المحافظة المتزايدة في التعليم الجامعي

> استطلاع/ ناصر الساكت

> لم تعد كلية التربية بمحافظة المهرة التابعة لجامعة حضرموت بتخصصاتها الأربعة، كافية اليوم لتلبية احتياجات المحافظة المتزايدة من التعليم الجامعي، ما دفع بعض الطلاب مضطرين لتحمل تكاليف باهظة لمواصلة دراستهم الجامعية، في المحافظات الأخرى، كحضرموت، أو عدن، أو غيرها، بحثاً عن التخصص الذي يناسب رغباتهم ويحقق أحلامهم في المستقبل.
فيما البعض الآخر إما عزف عن مواصلة تعليمه، أو التحق بالكلية دون رغبة، خاصة وأن محافظة المهرة أصبحت اليوم مُشبَّعة بخريجي هذه التخصصات الذين بات فرع مكتب الخدمة المدنية والتأمينات بالمحافظة يمتلئ بملفاتهم دون أن يجدوا وظائف، وبين هذا وذاك يعيش الطالب الجامعي معاناة صعبة جداً.
«الأيام» التقت بعدد من الطلاب والطالبات، والتربويين، وتناولت معاناتهم، وهمومهم، ومطالبهم، وانعكاس ذلك على واقع العملية التعليمية بالمحافظة.
حيث قال الطالب عمر محمد بن نيمر: “حقيقة عندما كنت طالباً جامعياً، واجهت أنا وزملائي صعوبات عدة، لكننا تغلبنا عليها بالصبر والإرادة، فالطلاب المهريون الدارسون في خارج المحافظة، يواجهون مشاقا كثيرة وكبيرة، لعل أبرزها ضعف الدعم المادي، والتأخر في عملية تسديد إيجار مساكن الطلاب”.. ونادى بن نيمر المجلس المحلي للقيام بدوره الكافي في توفير الدعم اللازم، والمساندة الفاعلة لتخفيف الأعباء على الطلاب، كما طالب عمر محمد الجهات المختصة، بالإسراع في عمل دراسة متكاملة لتأسيس جامعة المهرة، وكذا تخصيص جزء يسير من عائدات المحافظة للطلبة الجامعيين، بالإضافة إلى القيام بابتعاث الطلاب إلى الخارج للدراسات العليا، كالماجستير، والدكتوراه.
واستطرد بن نيمر قائلاً: “نرغب بافتتاح كلية جديدة للعلوم الإدارية، بأقسامها المختلفة، وذلك لأهمية مخرجاتها في سوق العمل.
وأردف قائلاً: “يجب إنشاء كليات للعلوم الصحية، والتقنية، لدعم المعهدين الصحي والتقني الموجودين في المحافظة، اللذين يعدان الأساس الأول لكل الكليات في مختلف جامعات الجمهورية.. مشيراً إلى أن أكثر الكليات في محافظتي حضرموت وعدن، كانت بداياتها عبارة عن معاهد، ثم بعد ذلك أصبحت كليات.
وختم الطالب عمر بن نيمر حديثه بالقول: “إن الأمل معقود في تحقيق هذه المطالب على المحافظ الجديد للمهرة الأخ محمد علي بن ياسر، الذي يولي قطاع التعليم أهمية كبيرة، وأذكره بأننا حالياً في عام التعليم، داعيا التجار ورجال الأعمال إلى دعم العلم والتعليم في المحافظة.
وعند التقائنا بالأخ ناجي بلحاف، مدير مدرسة الوحدة بمدينة الغيظة، صرح لنا قائلاً: “المدارس بحاجة ماسة إلى معلمين في جميع التخصصات، فهناك نقص حاد، تعاني منه مختلف المدارس، وهذا قد يكون له تأثير سلبي على سير العملية التعليمية”.
وأضاف بلحاف: “وحتى يتم سد هذا النقص، وتلبية هذا الاحتياج، فإن ما يمكن فعله، هو افتتاح تخصصات جديدة، في كلية تربية المهرة، وكذلك إنشاء كليات جديدة”، مشيراً إلى أن توظيف الخريجين، إن وجدوا، فهم قلة في التخصصات العلمية، المتمثلة بعلوم الكيمياء، والأحياء، والفيزياء، بالإضافة إلى المواد الاجتماعية مثل التاريخ، والوطنية، والجغرافيا، والعلوم الإنسانية، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والاقتصاد”.
طلاب كلية التربية بالغيظة
طلاب كلية التربية بالغيظة

بينما الأخ أحمد علي رعفيت، وهو أحد المعلمين، فقد عبر عن رأيه بقوله: “أظن أن محافظة المهرة، بحاجة ماسة إلى استكمال برامج التعليم الجامعي للمحافظة، من خلال إنشاء جامعة مستقلة بذاتها”.
وصرح بأن التخصصات المتوفرة في كلية التربية في المحافظة، ليست كافية، حيث لا يوجد فيها سوى أربعة أقسام هي الرياضيات، والاجتماعيات، والإسلامية، والقرآن وعلومه، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية.
وواصل تصريحه بتساؤل طرحه أثناء حديثه، حيث قال: “أليس من المفترض أن تفتتح الجهات ذات العلاقة، تخصصات علمية، كالكيمياء، والفيزياء، والهندسة، والحاسوب، وهندسة اتصالات، وغيرها من الأقسام التي يفترض أن تكون متوفرة، لتلبي احتياجات سوق العمل في محافظة المهرة؟، ولذلك فبسبب عدم وجود تلك التخصصات هنا في المحافظة، فإننا نجد الراغبين بالدراسة، يدرسون في المحافظات الأخرى، وبنفس الوقت حالاتهم المادية صعبة، فتجد خريجي الثانوية يعزفون عن الدراسة في كلية التربية بالمهرة، ويتجهون إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا للتعليم عن بعد وهذا مكلف جداً، ولذلك يجب على المجلس المحلي أن يعي هذا الكلام ويقوم بواجباته تجاه أبناء المحافظة.
وقال الطالب صالح سالم بن سنان: “إنه بسبب عدم توفر التخصصات الكافية في كلية التربية بمحافظة المهرة، فإن عدداً من خريجي الثانوية العامة قد توجهوا للدراسة، في حضرموت القريبة من محافظتنا، ومن هنا تبدأ معاناة البُعد عن الأهل، وتكاليف المعيشة، وارتفاع رسوم الدراسة الجامعية، ومثل هذه العوامل تجعل الطالب غير قادر على مواجهة هذه الالتزامات نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم الطلاب، إن لم نقل جميعهم.
وطالب بن سنان، المجلس المحلي بقيادة محافظ محافظة المهرة، الأخ محمد علي ياسر، بوضع هذه القضية في سلّم أولوياته، والالتفات إلى معاناتنا، كطلاب نبحث عن العلم والتحصيل العلمي، والعمل على ضرورة إنشاء مجمع كليات بكافة التخصصات بالمحافظة حتى تجد الكوادر الشابة فرصتها في مواصلة التعليم.
وتساءل صالح سالم: كم نحتاج من الدفعات الجامعية، والمعاناة كي تنشئ جامعة متكاملة في محافظتنا؟
فليس من العدل أن تظل المهرة بلا جامعة أو حتى تخطيط مستقبلي لتأسيس جامعة، فكل معاناتنا ستنتهي إذا وجدت جامعة في المحافظة، وهذا ما نأمله ونرجوه .
الطالبة سهيلة أحمد سعيد، أكملت الثانوية العامة - قسم علمي- وقالت: “إنها لا تريد أن تدرس دراسات إسلامية، أو حتى لغة عربية، لأن هناك العشرات من الخريجين “مركنين” بلا وظائف، وملفاتهم مرمية بمكتب الخدمة المدنية والتأمينات، مبدية رغبتها في أن تتخصص بالكيمياء، أو الفيزياء، ومثل هذه التخصصات غير متوفرة في كلية التربية بمحافظة المهرة.
وأردفت “سعيد” قائلة: “هناك عدة أمور اجتماعية، تقف حائلاً أمام الفتاة، مما تؤدي لمنعها من الانتقال إلى خارج المحافظة، لمواصلة دراستها بعيداً عن الأهل.
وعند لقائنا بالطالب عبود أحمد بن قمصيت، أكد لنا أن أهم مشاكل الطلاب الدارسين في المحافظات الأخرى، تتمثل في انقطاع بعض الدعم، الذي يجده الطالب بين الحين والآخر، حيث كان يخفف قليلاً من معاناة الطلاب، فعلى سبيل المثال لم تدفع إيجارات بعض مساكن الطلاب في محافظة حضرموت، حتى أن ملاك تلك المساكن يهددون الساكنين بالطرد، إن لم تسدد الإيجارات.
ووضع الطالب عبدالله عمور بن حروف تساؤلات متعددة، من حيث المبالغ، التي ترفدها محافظة المهرة لخزينة الدولة، حيث قال: “إن محافظة المهرة تمتلك مقومات كبيرة، تفرض على الدولة تأسيس جامعة فيها، فلا يمكن أن تبقى المحافظة، محرومة من أبسط حقوقها والمتمثل في إنشاء جامعة حكومية مستقلة عن جارتها في محافظة حضرموت.
وانتقد بن حروف عدم بناء منشآت للتعليم الجامعي والأكاديمي في المهرة، واصفاً ذلك بأنه يعد سياسة لتجهيل أبناء المهرة، متسائلاً: ماذا ينقصنا عن بقية المحافظات، فنحن لدينا كل المقومات المالية التي تؤهلنا لبناء وإنشاء جامعة، مضيفاً: “لدينا ثروة سمكية، ونمتلك منافذ مهمة جداً، كمنفذ صرفيت، الذي يدر إلى الخزينة العامة، مليارات من الريالات سنوياً، لكنها تذهب للمركز، دون أن تستفيد منها المحافظة، مشيراً إلى أن تطوير وتحسين المحافظة لن يتم إلا عن الطريق التعليم، وتخريج كوادر جامعية وأكاديمية، في كافة التخصصات من أبناء المحافظة.
واستطرد قائلاً: “نطالب قيادات ومشايخ وأعيان المحافظة، بأن ينظروا إلى أبنائهم بعين الرحمة والجدية، لا أن يرحلوهم إلى المحافظات الأخرى، فالطالب الجامعي أكثر ما يحتاج إليه أمرين: الدعم المالي، وتوفير البيئة الخصبة، وذلك من أجل أن ينافس أقرانه في مختلف محافظات الجمهورية.
وأعاد الأخ طارق عوض بن غموض، بالأذهان إلى الوراء، حين قال: “أتذكر أنه عند دراستنا، في محافظة حضرموت، وجدت أكثر طلاب المحافظات الأخرى يدرسون على حساب محافظاتهم أو على نفقة التجار وأهل الخير، ما عدا أبناء محافظة المهرة، الذين لا يجدون اهتماماً من قيادة محافظتهم، ولا يتلقون دعماً من رجال الأعمال (وما أكثرهم في المهرة)، وشدد بن غموض، بأن التعليم الجامعي له أهميته الكبيرة، حيث أنه أصبح من الركائز الرئيسة في عصرنا الراهن.
مضيفاً: “فحاملو الشهادات الجامعية، هم من يقودون مجتمعاتهم”، منبهاً إلى أن معيار الازدهار والرقي في محافظة ما يتمثل في نسبة الحاصلين على الشهادات الجامعية، فمتى ستتغير النظرة الدونية في محافظة المهرة تجاه الطلاب والطالبات المهتمين بالتحصيل العلمي؟!.
وجعلنا ختام اللقاءات مع الطالب سعيد علي سعيد العبودي، الذي أشاد بالفطنة، والذكاء الفطري، وكذا القابلية للتعليم لدى الطالب المهري.
وتابع العبودي: “هذا ما نراه في المراحل الأولى من التعليم الأساسي والثانوي، ولكن فيما يتعلق بالتعليم الجامعي، فإن الطالب يعاني بعض الشيء من الاندفاع نحو التعلم، نتيجة للغربة، وعدم وجود الداعم المستقر والدائم للطالب.
ونبه سعيد العبودي إلى أن عددا كبيرا من أبناء المهرة، لا يواصلون التعليم الجامعي، بسبب ظروف عائلية، وجغرافية قاهرة، مشيراً إلى أن تأسيس جامعة حكومية مستقلة في محافظة المهرة، سوف يكون لها مردود كبير، وسترفد المحافظة بأعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا.
وألمح الطالب سعيد العبودي إلى ازدياد المطالب المجتمعية في محافظة المهرة، بافتتاح تخصصات جديدة في كلية التربية بالمحافظة، تمهيداً لتأسيس جامعة المهرة مستقبلاً، نظراً لبُعدها، وتطورها السكاني والعمراني المتزايد، وللإقبال الكبير على التعليم، ولحاجة سوق العمل لتخصصات جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى