> في ظل الفراغ الأمني الذي تشهده مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج استهدف مسلحون مجهولون يُعتقد انتماؤهم لجماعة أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة بقذائف صاروخية مرافق أمنية ومدنية.
وشهدت مدينة الحوطة طوال منتصف ليلة أمس الأول اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش والأمن من جهة ومجاميع مسلحة يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة من جهة أخرى اُستخدمت فيها مختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة، أعقبت استهداف المجاميع المسلحة عدداً من المباني الحكومية والأمنية في المدينة بإطلاق القدائف الصاروخية وإطلاق الرصاص، وهو ما دفع أفراد حماية تلك المباني للرد على مصدر النيران.
وقالت مصادر محلية: “إن قذيفة صاروخية أطلقها المسلحون صوب مبنى ديوان المحافظة اخترقت أحد جدران المبنى، ما أدى إلى تضرر أحد مكاتب قسم العلاقات والإعلام بالديوان، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إصابة عدد من أفراد الجيش جرّاء انفجار القذيفة الصاروخية، إلا أن مصادر أخرى نفت تعرّض أفراد حماية المبنى لأي أضرار في الهجوم”.
وأضافت المصادر: “استمرت الاشتباكات في المدينة بشكل متقطع مع سماع الأهالي لأصوات الرصاص ودوي الانفجارات، فيما شهدت الحوطة صباح أمس تحركاً حذراً من قِبل المواطنين، وأعاد العديد من مُلاك المحلات التجارية فتح أبواب محلاتهم في السوق، وسط حالة من القلق بدت على وجوه المواطنين خشية تكرار ما حدث وعودة التوتر في المدينة التي تعاني من عدم الاستقرار منذ فترة طويلة”.
**السطو على مرتبات**
وعلى صعيد آخر سطت مجاميع مسلحة ظهر أمس على مرتبات العاملين في القطاع الصحي لمديرية الملاح والتي قُدرت بـ“خمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال”.
وذكرت مصادر أن “مسلحين يبلغ عددهم حوالي ستة أشخاص دخلوا إلى أحد المباني الحكومية في مدينة الحوطة، وقاموا بالاعتداء على أمين صندوق مكتب الصحة بالمديرية - ويُدعى ناصر مهدي صلاح - بالضرب على رأسه بآلة حادة، وأخذوا المبالغ الخاصة بمرتبات الموظفين في صحة الملاح”.
وأشارت المصادر إلى أن “اشتباكات شهدها المبنى الحكومي عقب السطو بين أحد أفراد الحراسة للمبنى والمجاميع المسلحة أدت إلى مقتل أحد الأشخاص يُعتقد أنه أحد المشاركين في الهجوم لم يتم التعرف عليه، فيما أُصيب أحد أفراد الحراسة برصاصة في رجله هو ناصر ناشر مانع، تم نقله إلى أحد مستشفيات عدن لتلقى العلاج، فيما أُجريت لأمين الصندوق الإسعافات الأولية بمستشفى ابن خلدون العام بلحج”.
وقالت بعض المصادر حول الحادثة: “إن أمين الصندوق تسلم المبلغ المالي من بنك التسليف الزراعي وحسب عادته يصل إلى مدينة الحوطة ويمكث بمكتب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لغرض الاستراحة لفترة محدودة، ومن ثم يتحرك إلى مديرية الملاح لصرف المرتبات”.
ولفتت المصادر إلى أن “المهاجمين دخلوا إلى المبنى وأخذوا المبلغ بعد أن أُصيب أمين الصندوق برأسه وتحركوا بالمبلغ إلى جهة غير معلومة مع معلومات - بحسب بعض المصادر - تفيد بوجود سيارة نوع شاص كانت بجانب المبنى على الخط العام وقت الحادثة”، وذكرت أنه “شوهدت أمام مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة دراجة نارية يُرجح أنها تتبع أحد المهاجمين حاول تشغيلها بعد السطو لكنه لم يفلح، وتركها في الموقع”.
من جانبه أكد مصدر أمني أن “التحقيقات جارية لمعرفة الشخص القتيل وأسباب وجوده في موقع الحادثة، وأن المعلومات الأولية تعتقد ضلوعه بالحادثة، فيما تم التحفظ على الدراجة النارية لاستكمال إجراءت التحقيق، كونها إحدى الأدوات التي استخدمت في عملية السطو”.
**احتجاجات أمنية**
منع عدد من أفراد الأمن واللجان الشعبية دخول قيادات أمنية وعسكرية إلى مبنى شرطة محافظة لحج.
وقالت مصادر خاصة: “إن عددا من أفراد الأمن واللجان الشعبية منعوا دخول العديد من القيادات الأمنية إلى المبنى الكائن في مدينة الحوطة احتجاجا على التصرفات التي تنتهجها بعض القيادات في التعامل مع التطورات الأمنية التي تشهدها المدينة والتقاعس في توفير المستلزمات الخاصة بأفراد الأمن واللجان الشعبية في ظل تواصل التوتر واستهداف المباني الحكومية الأمنية والعسكرية والمدنية من قِبل المسلحين”.
وبحسب المصادر ذاتها طالب المحتجون بتواجد تلك القيادات في مواقعها بمختلف الظروف جنباً إلى جنب مع الأفراد وتوفير كل متطلبات تلك المواقف المستجدة.