الحوار الحقيقي مرهون بالندية بين الشمال والجنوب وبرعاية دولية.. ضرورة استعادة الجنوب وبناءه بشراكة وتوافق جنوبي

> عدن «الأيام» خاص

> أكد الاجتماع التأسيسي للهيئة القيادية للحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب بقوامها الجديد أن “الجنوب بأبعاده المختلفة الأرض والشعب والهوية والتاريخ فوق الجميع ويتسع للجميع، ويتطلب تضافر وإمكانات وجهود الجميع من أجل استعادة وطننا الجنوب والحفاظ عليه ككيان واحد موحد لا يتجزأ، واستعادة دولته وإعادة بنائها على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني الجنوبي”.
ودعا بيان صادر عن اجتماع الهيئة التي تضم سكرتاريات منظمات الحزب وأعضاء اللجنة المركزية في المحافظات الجنوبية الذي انعقد على مدى اليومين الماضيين برئاسة عضو المكتب السياسي السكرتير الأول لمنظمة الحزب م/عدن علي منصر محمد، تلقت “الأيام” نسخة منه، دعا كافة القوى إلى “وقف حملات التشكيك والتخوين تجاه الآخرين وأي مواقف أو ممارسات تسهم في تعميق تشظي وانقسام الصف الجنوبي وتعكير صفو العلاقات بين القوى الوطنية المختلفة”.
وشدد الاجتماع الذي أقر تسمية الدورة باسم (دورة الوفاء للشهيد د. زين محسن صالح اليزيدي) عضو اللجنة المركزية للحزب القائد الحراكي الميداني الذي أفنى سنوات عمره في خدمة وطنه وشعبه، على “ضرورة تأصيل ثقافة الحوار البناء بين مختلف مكونات المجتمع الجنوبي باعتباره الوسيلة المثلى لكل التعارضات والتباينات وتقريب وجهات النظر بصدد القضايا الخلافية، وأهمية العمل من أجل تحويل التصالح والتسامح والتضامن من شعارات مرفوعة إلى ثقافة ونهج سياسي يحكم العلاقة بين طبقات وفئات وشرائح المجتمع بتعبيراته السياسية والاجتماعية، وتجسيد أسمى معاني التصالح والتسامح بالممارسة العملية”.
ونبه المجتمعون المتحاورون في فندق موفنبيك إلى أن “حصر الحوار في القضايا المرتبطة بالأحداث والتطورات الأخيرة وغض الطرف عن القضية الجنوبية وغياب من يمثلها بشكل حقيقي تجذب تعاوناً وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصراعات في الفترة القادمة، ولا تساعد على نزع فتيل الأوضاع المأزومة والمشتعلة، وأن الحوار الحقيقي مرهون بالشراكة الندية بين طرفي المعادلة السياسية في الشمال والجنوب وبرعاية إقليمية ودولية”.
ودعا المجتمعون كافة قيادات المكونات الحراكية والقوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج إلى “عقد لقاء تشاوري عاجل لا يستثني أحدا وتحديد مكانه وزمانه لتدارس الأوضاع الراهنة والخروج بموقف جنوبي موحّد يرتقي الجميع فيه إلى مصاف التحديات والمخاطر التي تواجه الجنوب”.
وأكدوا على “إعطاء اهتمام متزايد للتحرك السياسي على الصعيد الخارجي من أجل توسيع دائرة الحلفاء والأنصار للقضية الجنوبية من الدول الشقيقة والصديقة للوقوف مع شعب الجنوب وحل قضيته العادلة بما يتفق وآمال وطموحات الشعب في تقرير مصيره واستعاده دولته والتأكيد على التعاطي الإيجابي مع أي مبادرات أو قرارات إقليمية ودولية تلامس جوهر القضية الجنوبية وتنسجم مع إرادة الشعب في الجنوب المعبر عنها في المليونيات المتعاقبة وتتفق تماماً مع وثائق وقرارات الشرعية الدولية التي تلبي تطلعات الشعوب التواقة لنيل حرياتها وتقرير مصيرها”.
وطالبوا “بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والسكنية العامة من قبل الجميع وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية، ووقف أي تعديات تستهدف العبث على ما تبقى من تلك الممتلكات والعمل مع مختلف القوى الجنوبية لخلق اصطفاف وطني جنوبي لمواجهة أعمال النهب والتخريب وإثارة الفوضى التي تهدد أمن واستقرار وسلامة المواطنين في الجنوب، والإفراج عن جميع المعتقلين وفي مقدمتهم أحمد عمر المرقشي”.
واعتبروا أن “الجنوب اليوم يواجه عملاً تدميرياً ممنهجاً متعدد الاتجاهات والأبعاد، لعل من أبرز ملامحه تصدير وترحيل أفواج من الجماعات المسلحة بمسميات مختلفة إلى الجنوب بدعم بقايا القوى المتنفذة وتزايد مخاطر عملياتها العسكرية بتواطؤ بعض القيادات العسكرية والأمنية وتحريك جيوبها الداخلية للنشاط بصورة أوسع، وفي محاولة حقيقة لإلصاق تهمة الإرهاب بالجنوب وكأنه بيئة حاضنة للإرهاب، بهدف الالتفاف على حق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته كاملة السيادة، حيث تزايد النشاط المحموم لتحويل الجنوب إلى ساحة للاستقطابات السياسية وإذكاء جذوة الصراعات الداخلية”.
وحيت الهيئة القيادية للحزب في الجنوب “بإجلال وإكبار نضالات الشعب الأبي في الجنوب وحراكه السلمي وقواه الوطنية وفعالياته المدنية وتضحياته الجسيمة في تقديم قوافل من الشهداء والجرحى من أجل استعادة حقه السليب كاملاً غير منقوص وتقريب يوم الخلاص الوطني واستعادة دولته المستقلة الحرة على كامل ترابه الوطني”.
وعبّروا عن “شعورهم بالفخر واعتزازهم بالمآثر التي اجترحها أعضاء الحزب وهيئاته وقياداته وأعضائه وأنصاره حيث كانوا ولازالوا شركاء حقيقيين في الحراك السلمي الجنوبي ومن مؤسسيه الأوائل، ولا زالوا مرابطين في ساحات النضال الوطني”، مجددين بهذه المناسبة “الدعوة لمواصلة السير على هذا الطريق حتى تحقيق النصر”.
كما عبّروا عن “إدانتهم واستنكارهم لحملات القتل والعمل والتنكيل والتعديات على المواطنين العزل في مدن ومحافظات الجنوب والتي كان آخرها أحداث عدن يوم الأحد 2015/2/15م والتلويح بإشعال فتيل حرب جديدة ضد الجنوب لمواجهة ما أسموه خطر الانفصال، كما عبّر عن ذلك قائد الاحتياط العام اللواء علي الجائفي، وإدانتهم ورفضهم لكافة الأعمال الإرهابية بما فيها إرهاب الدولة”.
وكانت الدورة في ختام أعمالها اتخذت العديد من القرارات والتوصيات التي تنظم سير عمل الهيئة القيادية وكامل التكوينات الحزبية التابعة لها في محافظات الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى