المؤتمر الجماهيري الثاني لتعز

>
عبدالإله هزاع الحريبي
عبدالإله هزاع الحريبي

تعز في موعد مع حدث كبير، لو قدر له النجاح، لحمل الخير لمستقبل هذه المحافظة التي طالما حرمت من التنمية، وحرمت من تطوير ذاتها، وهمشت كوادرها، وتم تصفية الكثير من كوادرها الوطنية ذات التأهيل العالي في مجالات كثيرة.
الحدث هو محاولة جديدة للنهوض بتعز ومستقبل أبنائها، اليوم تعز أكثر وحدة وتكاتفا من ذي قبل، في عام 1992م عقد المؤتمر الجماهيري الأول، وكان أبرز قيادات تعز هم من دعوا إلى هذا المؤتمر الجماهيري الجامع، لعل الأستاذ عبدالحبيب سالم رحمة الله عليه، صاحب عمود (الديمقراطية كلمة مرة) وشهيد الكلمة الحرة أبرزهم مع كوكبة من رفاقه أمثال الأستاذ منصور أحمد سيف، والأستاذ سلطان السامعي، والشيخ عبدالرحمن أحمد صبر. هذا المؤتمر تسبب بثورة في صنعاء على أبناء تعز من قبل علي صالح ونظامه وتم توجيه الاتهامات للقائمين عليه، واستهداف رموز المحافظة التي برزت في ذلك المؤتمر الجماهيري، ولعل الأستاذ سلطان السامعي كان أكثر من تم إستهدافه ومحاولة اغتياله وتصفيته آنذاك.
تعز تبحث عن السلام والأمن، تعز تبحث عن التنمية، تعز تبحث عن كسر قيود المركزية التي تكبلها منذ زمن بعيد، تعيق تنميتها وتطورها، تعز روح الوطن التي بها سيتنفس عملا وبناء وتنمية، أحلام تعز بلا حدود، وهذه الأحلام مشبعة بحب الوحدة الوطنية، وحب الخير لكل اليمن، عندما تقرأ أهداف هذا المؤتمر الجاهيري تجد أنها تصب في بوتقة السلم والتعايش وعدالة الحقوق التي يطالب بها أبناء تعز وينشدون تحقيقها بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، تقف التنمية والسلم الأهلي واستعادة الهوية المدنية لتعز في مقدمة ما يرجوه أبناء تعز من هذا المؤتمر.
جيلا بعد جيل يناضل أبناء تعز من أجل تحقيق تطلعاتهم بدولة مدنية تحفظ حقوق الناس وتعلي قيم العدالة والحرية والمساواة، وقد قدمت تضحيات كبيرة في سبيل ذلك، تضحيات على مدى عقود من الزمن، وكلما تم كبتها وخنق أحلامها تعود أكثر قوة من السابق، وفي كل ذلك لدى أبنائها إيمان راسخ باليمن، يحبون ذرات رماله، ويفدونها بدمائهم قبل غيرهم، فهم يتشربون الوطنية وقيمها يومياً، وما أغاني أيوب طارش وأشعار الفضول ببعيد، لذلك لا يمكن لأحد أن يصطاد في المياه العكرة ويقول إن أبناء تعز مناطقيون، أو إن أبناءها يسعون إلى الانفصال.
تعز تعرضت للتجاهل كثيراً، فمطارها الدولي أشبه بزريبة حيوانات، ومشروع تحلية مياه البحر يتعرض للعراقيل، ومشروع استادها الرياضي الكبير يعلم الله إلى أين وصل!، ولتعز مطالب أخرى منها إخراج المعسكرات من المدينة وما حولها، وهذا مطلب جماعي لكل المدن اليمنية، وأن يتم توسعة المتنزهات والحدائق، وكل هذا لن يتحقق إلا إذا تم التخلص من المركزية التي تعيق تحقيق مشاريع تنموية عملاقة ستخدم اليمن كله وليس تعز فقط.
نأمل من تعز أن يجتمع جميع أهلها على كلمة سواء لمصلحة تعز واليمن بشكل عام، وأن تكون تعز قدوة في توحيد الجهود والطاقات لبقية المحافظات، ويتم نفي العصبيات القبلية والجهوية، وتكون مصالح الناس المجتمعية هي الأساس، وفق الله أهل تعز لكل خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى