شعب مناضل

> كتب / ندى علي

> عندما نرى أنفسنا نعيش في وطن سقطت منه معظم، إذا لم نقل كل، مقومات الحياة وضاعت فيه كل الحقوق، حقوق الشعب البسيط المغلوب على أمره، ومع هذا فهو صامد ومازال يتنفس عزة وكرامة وحرية رغم كل الظروف.. رغم الفقر والبطالة ورغم الثروات المسلوبة والإعلام البعيد عن قضايا الوطن والمواطن، وأيضا الفوضى التي أصبحت تسود كل شوارعنا.
حتى الاعتصامات التي يقوم بها المواطنون للمطالبة بحقوقهم المشروعة أصبحت تشوبها بعض الفوضى والعشوائية أكثر من كونها اعتصامات منظمة شكلا ومضمونا.
شيء محزن عندما نرى الساحة الآن وقد تحولت إلى مخيمات، وعندما تشاهدها تذكرك بمخيمات اللاجئين، طبعا لهم كل الاحترام والتقدير لأنهم أصحاب قضية، ولكن أعتقد أن المطالبة بالحقوق أو التغيير لا يحتاج لمخيمات أو خطابات وإنما يحتاج إلى تكاتف وأن نكون جميعنا يدا واحدة وأن يكون صوتنا مسموعا.
فالتغيير يأتي بإرادة شعب ضاق به الحال، ومورس عليه الظلم والقهر سنوات عديدة، فثروات بلده لا تستثمر لصالحه وإنما تذهب إلى أصحاب النفوذ.
لقد حان الوقت لهذا الشعب أن ينهض وألا يستسلم للواقع المرير الذي يفرض علينا نحن ألا نسمح لأي أحد أن يسرق منا حلمنا الذي نحلمه منذ زمن طويل بأن نرى وطننا يستعيد أمجاده وأن يعود سعيدا كما كان يطلق عليه “اليمن السعيد”.. وطن يضمن لشعبه حياة كريمة تليق بعظمة هذا الشعب الذي تحمل فوق طاقته.
ما نعيشه الآن أشبه بالكابوس المزعج ونتمنى أن نفيق منه لأننا لم نعد نحتمل أن نرى وطننا الغالي جريحا وينزف دما. ولكن رغم كل الأحداث التي تمر على هذا الشعب العظيم إلا أنه مازال يناضل من أجل الحصول على حياة تليق به ومازال ايضا يتصدى لكل من يريد أن يدخلنا في نفق مظلم لا نستطيع الخروج منه لاحقا.
هذا الشعب المناضل يقاوم كل من يحاول ان يرجعه للوراء فنحن كشعب واع وحكيم كما شهد لنا نبينا عليه افضل الصلاة والسلام “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، قادرون على ان نميز من الذي يريد بوطننا الخير ومن الذي ان يحاول ان يزعزع أمننا وينشر الخوف في قلوبنا. نحن بلد الحكمة كما وصفنا نبينا، فكيف لشعب حكيم ان يغرق في بحر الجهل والرجعية.
وفي النهاية لن نقول غير لك الله يا وطننا الحبيب ولك الله ايها الشعب العظيم المناضل والذي مازلت تتحمل الكثير والكثير، ولكننا سوف نصمد ولن نستسلم أبدا، ففرج الله آت لا محالة.. فصبر جميل والله المستعان!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى