تفاقم جرائم الاغتيالات بلحج ينذر بتداعيات أمنية خطيرة.. وأنصار الشريعة ينفون صلتهم بجرائم الاغتيالات المتصاعدة

> الحوطة «الأيام» خاص

> منذ مطلع فبراير الجاري حتى يومنا هذا لقي (11) من المواطنين مصرعهم بينهم اثنان من الجيش في حوادث مختلفة بين اغتيال من قبل مسلحين مجهولين أو عناصر أمنية أو أفراد، ثلاثة حوادث قتل تمت معرفة أسبابها والمتسببين بها بحسب بعض المصادر الأمنية، في مدينة الحوطة وضواحيها بمحافظة لحج، والمستهدفون فيها نشطاء في الحراك الجنوبي برصاص قوات الأمن الخاص، ومصرع مواطن من أبناء الضالع برصاص نقطة أمنية مستحدثة في مديرية تبن، ومصرع مواطن مشارك في عملية سطو مسلح على مرتبات موظفين حكوميين بالمدينة، فيما بقية الضحايا تم استهدافهم برصاص المسلحين المجهولين على متن دراجات نارية ولم يتم التعرف عليهم أو معرفة الجهة التي ينتمون إليها.
والحديث الذي يدور في المدينة بين مجمل المواطنين هو أن هناك من يريد خلط الأوراق لإثارة الفوضى والارتباك والخوف لدى العامة، فيما آخرون يعزون ما يحدث لجماعات متشددة تريد السيطرة على المنطقة في ظل وضع أمني هش.
ومع ازدياد أعمال القتل سادت حالة من الاستهجان لدى المواطنين بمختلف انتماءاتهم من سقوط ضحايا أبرياء زادت حدتها خلال هذه الفترة فيما الفاعل لازال مجهولا أدى إلى قيام جماعة أنصار الشريعة بإصدر بيان وصف بالهام وزع في أرجاء المنطقة وشوهد العديد من الملصقات للمنشور بأن الجماعة «تقاتل الأمريكان والصليبيين الذين تقصف طائراتهم المسيرة المسلمين في أرض اليمن، وكل من عاونهم في القتل والقتال والتجسس».
وأضاف البيان أن «مما تأسف له النفس ويحزن له القلب وتدمع له العين أن نرى في أرض لحج الحبيبة مؤخرا تزايدا في ارتكاب جرائم القتل بالشبهة لمسلمين لم يثبت عليهم التورط في مناصرة أعداء الدين»، حد وصف البيان، سواء بمباشرة الحرب أو المساعدة عليها بالتجسس أو غير ذلك.
منشور علّقته أنصار الشريعه فيه بيان توضيحي
منشور علّقته أنصار الشريعه فيه بيان توضيحي

وأعلنت جماعة أنصار الشريعة في بيانها تبرؤهم «من تلك الجرائم التي لا يرضاها الله تعالى ولا يرضاها المؤمنون»، نافين بشكل قاطع «أي صلة» لهم بهذه الجرائم، التي حسب قولهم لا يقبلونها ولا يقرونها من لا من قريب أو بعيد.
وأكدت الجماعة في ختام بيانها أنهم لا يخافون في الله لومة لائم وأنهم يتبنون عملياتهم ضد أعداء الدين سواء كانوا أمريكيين أو مرتدين أو حوثيين ومن يثبت بيقين تعاونه مع أي منهم، قائلين إنهم ماضون على درب الجهاد.
إذن، من يقتل في لحج إذا كانت جماعة أنصار الشريعة نفت صلتها بأعمال القتل التي شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة.
من خلال العديد من الشواهد بحسب بعض المصادر التي تحدث في المدينة وضواحيها تبين وجود جماعات تعمل في المدينة منها من يسعى لإعلان الدولة الإسلامية أسوة بما يحدث في الشام فيما جماعات أخرى قد تكون مرتبطة بجهات نافذة تعمل من أجل إحداث حالة من الإرباك في ظل هذا الوضع التي تعيشه المنطقة لتصفية الحسابات.
كل تلك الأحداث قد يدفع ـ بحسب مصادر خاصة ـ إلى قيام اللجان الشعبية بقيادة عبداللطيف السيد للدخول إلى المدينة والانتشار فيها والعمل على إنشاء لجان شعبية من أبناء المدينة لحفظ الأمن فيها ومواجهة تلك العناصر خاصة وأن اللجان الشعبية في أبين لها خبرة في مواجهة تلك الجماعات بالتعاون مع القبائل وخاصة الصبيحة حيث سبق أن شاركت اللجان الشعبية في أبين بحملات مع الأمن في المدينة قبل عدة أشهر.
مواطن يُطالع منشور لأنصار الشريعة
مواطن يُطالع منشور لأنصار الشريعة

قد يتساءل آخرون أين دور لجان الحراك الجنوبي مما يحدث في المدينة؟ يبين الكثير من الشخصيات أن دور الحراك الجنوبي في المدينة ضعيف والسبب قلة الإمكانيات ومحاربته من قبل السلطة التي لا تريد أن يكون لعناصر الحراك دور في المدينة، فالوضع الحالي يتطلب من السلطة المحلية أن تدعم الحراك ليكون العامل المساعد في حفظ الأمن والاستقرار بعد أن انهارت المنظومة الأمنية في المنطقة ولكن هناك من لا يرغب في أن يلعب الحراك الجنوبي هذا الدور ويتعرض للعديد من الضغوطات وصلت أحيانا إلى المواجهات المسلحة لثنيه عن أداء واجبه في المدينة المحروسة.
رغم كل ما يحدث إلا أن هناك ما يثير الريبة والشك والخوف لدى المواطنين في ضواحي المدينة وخاصة أبناء مديرية تبن من احتمال توجيه ضربة أمريكية لمواقع مفترضة خاصة بجماعات مسلحة، وهذا الخوف لدى الأهالي ناتج عن تحركات غير طبيعية للطائرات بدون طيار خلال اليومين الماضين حيث قال مواطنون إنهم سمعوا أصوات طائرات بدون طيار تحوم في سماء المنطقة، وقامت بتسليط ضوء فلاش عدة مرات على المنطقة مما أدى إلى استنتاجهم أن هناك ضربة قادمة لا يعلمون أين ستتجه، ولكن مديرية تبن تعتبر من المديريات التي تنشط فيها اللجان الشعبية ولم تتأثر بما يحدث في المنطقة خاصة وأن عددهم يقدر بـ 600 فرد بحسب بعض المصادر.
تخوف الأهالي من ضربات جوية محتملة
تخوف الأهالي من ضربات جوية محتملة

هناك أنباء متواترة حول دخول مجموعة مكونة من ثلاث سيارات تشبه سيارات القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب قبل عدة أيام إلى بعض مناطق المديرية دون أن يعلموا هدف وجودهم حيث قال المواطنون إن هناك من قام بعملية التصوير في بعض مناطق الثعلب وعبر بدر وهي مناطق محاذية للوادي بينهم أجانب، فيما مصدر محلي مسئول نفى أن تكون قوات خاصة دخلت المنطقة، مؤكدا أنه خلال الأيام الماضية لم يحدث أي تحرك لأي قوات أو أفراد تابعين لمكافحة الأرهاب.
كل ما يحدث يدل أن هناك مخططا يجري التحضير له من قبل جماعات متشددة وجهات نافذة، كلا على حدة، فيما السلطة المحلية غائبة والأمن غير موجود، والجيش مشغول بمعالجة المشاكل التي تفتعلها بعض الجهات.. ورحم الله الشاعر المحضار حينما قال: لك الله يا لحج العبدلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى