«الأيام» ترصد مواقف القوى السياسية بعد كسر الرئيس الحصار ووصوله عدن.. الإصلاح: هادي هو الرئيس الشرعي ونناشده إعلان عدن عاصمة مؤقتة

> عدن «الأيام»

> طغى على المشهد السياسي في اليمن نبأ وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن بعد تحرره من حصاره وخروجه من مقر إقامته الجبرية بصنعاء والتي فرضها مسلحو جماعة الحوثيين (أنصار الله).
وعلى الرغم من أن تفاصيل هذه المغادرة والطريقة التي تمت بها لم تتضح حتى الآن، غير أن مصادر سياسية أفادت بأن مغادرة الرئيس هادي صنعاء ووصوله إلى عدن من شأنها أن تعيد صياغة المشهد السياسي في اليمن.
وقد لفت هذا الحدث وتطوراته الأنظار، وخاصة في أوساط القوى والأحزاب السياسية والإعلامية التي سارعت بالتعبير عن رأيها وتقييماتها لهذه الخطوة وما سيترتب عنها من آثار على سير العملية السياسية المستندة إلى المرجعيات الرئيسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، حيث رصدت “الأيام” تلك الآراء والمواقف والأصداء وردود الأفعال في ضوء مغادرة الرئيس هادي صنعاء ووصوله إلى عدن في التقرير الآتي:
في إطار التعليقات وردود الفعل على خروج الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء ووصوله إلى عدن عبر حزب التجمع اليمني للإصلاح عن تهانيه للرئيس هادي بسلامة وصوله إلى مدينة عدن بعد خروجه من مقر إقامته الجبرية بصنعاء.
وذكر الموقع الرسمي للتجمع اليمني للإصلاح أن محمد قحطان، عضو الهيئة العليا للتجمع هنأ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي على “سلامته وتمكنه من الوصول إلى العاصمة الاتحادية عدن”، بحسب الموقع.
من جانبه رحب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن بعودة الرئيس هادي الى عدن، وقال: “إن هذه العودة التي تأتي في ذكرى انتخابه تعتبر صورة للوفاء لأبناء المحافظة وأبناء الشعب اليمني كافة الذين خرجوا بالملايين لانتخابه وتأكيد شرعية مرحلة التغيير التي بدأت بانتخابه وأذنت بانتهاء العهد السابق”.
وفي بيان له أمس أكد تجمع الإصلاح بعدن أن “الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي وأن استقالته لا قيمة لها كونها كانت تحت تهديد سلاح الانقلابيين الحوثيين، داعيا الرئيس إلى الإعلان عن سحبها وفاء منه للجماهير التي خرجت لاختياره في مثل هذا اليوم والسير قدما بمسيرة التغيير، ورفضا لكل الانتهاكات والخروج عن الشرعية والإجماع الوطني والانقلاب على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني”.
وأكد البيان أن “الحفاظ على أمن وسلامة الوطن في هذا الوقت العصيب هي مسؤولية جماعية والرئيس هادي هو في مقدمتها”، مناشدا الرئيس الموافقة على إعلان عدن عاصمة مؤقتة تأكيدا لمطلب كافة القوى الرافضة للانقلاب.
ودعا الإصلاح أبناء عدن وكافة القوى الوطنية والثورية والرافضة للانقلاب إلى الوقوف إلى جانب شرعية الرئيس هادي في مواجهة الانقلاب عليه من قبل الحوثيين ومن ناصرهم والابتهاج والخروج تعبيرا بعودة الرئيس هادي وسلامة ووصوله.
من جهة أخرى دعت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الرئيس عبدربه منصور هادي “لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية”، وتقييم وتقويم الآليات السابقة التي اتبعها في إدارة الدولة والأخذ بمبادئ الحكم الرشيد التي تتواكب مع التطورات والمستجدات، والمتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية، وبما يكفل إنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة وملحقة الأمني.
جاء ذلك في بلاغ صحفي صادر عن اجتماع استثنائي عقدته أمس الأمانة العامة للناصري وناقشت فيه تطورات الأوضاع التي يمر بها الوطن ولاسيما بعد خروج الرئيس هادي من مقر إقامته الإجبارية.
وعبرت الأمانة العامة للناصري في بيانها عن تهانيها لرئيس الجمهورية على سلامته، مؤكدة بأن المشاورات والحوارات التي تجري في فندق “موفنبيك” بصنعاء حول القضايا المطروحة للحوار لم تعد مجدية، مهيبة بالجميع بالعمل من أجل إعادة العملية السياسية إلى مسارها التوافقي والديمقراطي، مجددة التأكيد على دعوتها للجميع بالاصطفاف الوطني الداعم لنجاح العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني لتجنيب الوطن الانزلاق إلى مخاطر كارثية.

وناشد البيان جماعة الحوثيين “أنصار الله” إعادة تقييم الموقف والتعامل بحكمة مع الأوضاع القائمة بهدف تجنيب البلاد المخاطر الكارثية، داعيا الشعب اليمني لمواصلة التعبير عن رأيه ومواقفه بالطرق المشروعة والسلمية والديمقراطية.
على نفس السياق دعا الحزب الاشتراكي اليمني كافة القوى السياسية إلى الاستمرار في عملية الحوار وفق صيغة جديدة، وفي مكان أكثر أمنا، تمثل فيه كل القوى السياسية، بما فيها الرئيس عبدربه منصور هادي، وبما يمنع انزلاق البلاد نحو الحرب وانتشار العنف.
وفي تصريح له نشره موقع “الاشتراكي نت” اعتبر علي الصراري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي مغادرة الرئيس هادي الإقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليه منذ تقديم استقالته، حدثا مهما ومدخلا لتصحيح العملية السياسية والانتقال بها إلى مسارات تفضي إلى تجنب اليمن الانهيار الكامل.
ودعا الصراري المجتمع الدولي إلى لعب دور أكبر خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن بدلا من أن يكونوا طرفا في المواجهة، باعتبار امن اليمن من أمن المنطقة والعالم ككل، وقال “في ضوء المستجدات الأخيرة، فإن مواصلة الحوار بصيغته السابقة لا معنى له، حيث كانت تجري وفق وضع نشأ فيه فراغ في السلطة بعد تقديم هادي والحكومة استقالتيهما، وبقائه وعدد من الوزراء تحت الاقامة الجبرية، وهو الوضع الذي تغير بعد انتقال الرئيس إلى عدن”.
وأكد الصراري على ضرورة أن تبحث القوى السياسية عن صيغة حوار جديدة تجمع كل الاطراف السياسية بمن فيهم الرئيس هادي، حيث كانت الحوارات السابقة تجري بمعزل عنه ولا وجود لمن يمثله، كونه طرفا في العملية السياسية، مشددا على أن تكون صيغة الحوار الجديدة لمنع الحرب والعنف الذي يتفشى بأكثر من مكان، حتى وأن ادى الامر إلى تغيير موقع الحوار إلى مكان أكثر أمنا.
- من جانبها ذكرت اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثيين بأنها عقدت مساء أمس السبت اجتماعا في القصر الجمهوري بصنعاء بحثت فيه “طريقة التخفي التي لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور هادي للتغطية على مغادرته من منزله بصنعاء إلى عدن”.
وفي بيان لها أصدرته عقب اجتماعها ونشرته وكالة أنباء “سبأ” الحكومية قالت اللجنة الثورية العليا: “إن ملابسات هذه الحادثة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن استقالة هادي من منصبه لم تكن مجرد استخدام لحق، بل إن المقصود منها هو جر الوطن الى الانهيار خدمة لقوى أجنبية، مما يؤكد صوابية الإجراءات التي اتخذتها اللجنة الثورية وعلى رأسها الإعلان الدستوري”.
وأضافت اللجنة الثورية في بيانها أن “مغادرة هادي لمنزله بصنعاء ووصوله إلى عدن بسلام يكشف زيف الادعاءات والأكاذيب التي كانت ترددها بعض وسائل الإعلام وتزعم فيها أنه كان محاصراً في منزله من قبل اللجان الشعبية”.
وأكد البيان في ذات الوقت ان منزل هادي لم يكن محاصرا وأنه كان يستقبل بصورة شبه يومية ـ منذ تقديم استقالته برغبته الذاتية ودون إكراه عليه من أحد ـ العديد من الشخصيات السياسية وقيادات وممثلي الأحزاب فضلا عن مسؤولين دوليين وآخرهم المبعوث الأممي جمال بنعمر.
- أما محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” الحوثية فقد قلل من أهمية الطريقة التي خرج بها الرئيس هادي من صنعاء، وقال: “إنه لو وضع تحت الإقامة الجبرية لما استطاع تجاوز الإجراءات الأمنية”.
وفي حديث مع قناة “الجزيرة” أوضح البخيتي بأن هادي لن يؤثر على المشهد اليمني من جديد، معربا عن أمله بـ“ألا يصبح أداة بيد الخارج لضرب استقرار اليمن”.
- غير أن ياسر اليماني، القيادي في المؤتمر الشعبي العام، لم يستبعد لـ“الجزيرة” أن يكون خروج الرئيس هادي من صنعاء قد تم بالتنسيق مع جماعة الحوثيين، لافتا الى ان هذا التنسيق بدأ منذ دخول الحوثيين محافظة عمران واستمر حتى وصولهم الى صنعاء.
وفي حديث لـ“الجزيرة” من جنيف، قال ياسر اليماني: “لا يختلف اثنان على أن الرئيس هادي ما زال رئيسا شرعيا حتى يتم قبول استقالته من قبل مجلس النواب”.
- في وقت لاحق أكد جمال بنعمر، المبعوث الأممي إلى اليمن، أن الأمم المتحدة لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بما نشرته وكالة رويترز للأنباء عن دور محتمل للأمم المتحدة في مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي لمنزله في صنعاء وتوجهه إلى عدن.
وفي بيان له قال بنعمر: “تؤكد الأمم المتحدة أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا الأمر وتدعو وسائل الإعلام إلى توخي الحذر والدقة والتواصل معها قبل نشر أي أخبار تخصها”.
وكانت وكالة “رويترز” للأنباء ذكرت نقلا عن مصدر سياسي أن الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي غادر إلى عدن بمساعدة من الأمم المتحدة.
- إلى ذلك أفاد مصدر سياسي يمني بأنه وعقب تأكيد وصول الرئيس هادي إلى عدن بعد أسابيع من الإقامة الجبرية فرضتها عليه جماعة الحوثي، قررت القوى السياسية اليمنية امس السبت تعليق جلسات المشاورات التي تجريها بصنعاء برعاية المبعوث الأممي جمال بنعمر.
وفي تصريح لوكالة الأناضول قال المصدر: “إن تعليق المفاوضات بين الأطراف السياسية وجماعة الحوثيين جاء بسبب التطورات الأخيرة”، في إشارة إلى مغادرة هادي صنعاء ووصوله إلى عدن.
- ونقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر قولها: “إن المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، يسعى لعقد جلسة برلمانية تهدف لحسم استقالة هادي، في حين أن كتلا برلمانية رفضت هذه الدعوة.
- وفي تعليق له على موضوع خروج هادي من صنعاء، قال ياسين التميمي، المحلل والباحث اليمني: “من المؤكد أن عملية خروج الرئيس هادي من صنعاء، سيكون لها آثار مهمة على المشهد السياسي اليمني خلال الأيام القليلة القادمة”.
وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: “أن نجاح خطة خروج الرئيس من قبضة حلف الانقلاب (الرئيس السابق والحوثيين )، يدل على أن قبضة هذا الحلف على صنعاء ليست قوية” على حد تعبيره.
واستطرد التميمي قائلا: “إن وجود هادي في عدن يعني أن الانقلاب لم يعد موجوداً”، مشيرا الى أن الرئيس سوف يوضح بنفسه ملابسات ما حدث، وعما إذا كانت استقالته تلك ما تزال قائمة أو أنها سربت دون إرادته”.
وتابع قائلا: “إن أي تحرك لهادي سيؤثر بعمق في مستقبل البلاد، خصوصاً إذا اتصل بإرادة إقليمية ودولية لإنهاء الحالة الشاذة التي أوجدها الحوثيون في صنعاء”، بحسب التميمي.
واختتم ياسين التميمي حديثه بالقول: “خروج الرئيس هادي من صنعاء سوف يفتح المجال لاحتمالات جيدة إذا توفرت النوايا الحسنة لدى الرئيس، ولقي دعماً حقيقياً من الداخل والخارج خلال المرحلة المقبلة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى