محمد العولقي
محمد العولقي
* أنا في اللجنة الفنية أسوأ خبر أتلقاه منذ أن ولدت على ظهر البسيطة شاكياً باكياً من نوائب الدهر حاولت أن أهرول معتذراً .. لكن هاجسي أثارني .. لماذا لا تجرب وتحاول أن تصلح ما أفسده عطارو "الضحك على الذقون" ؟!
* توكلت على الله بعد أن صليت صلاة "إستخارة" وقلت لنفسي الأمارة بالسوء فلنبدأ العمل الفوري ، ولا حاجة للإنتظار والترقب .. خصوصاً وأنا أعلم أن إتحاد الكرة مصاب بالزهايمر فأعضاؤه ينسون ما يتفقون عليه.. إلا بطاقات "إبن هادي" .. وهذا الأخير ، لا علاقة له برئيس الجمهورية "إبن جلدتي".
* عدت من "الرياض" حيث كنت ضمن نخبة إعلاميي بطولة " خليجي 22" وكتبت تقريري الفني عن سلبيات منتخبنا ، وانتظرت أن يتواصل معي الإتحاد عبر أمين السر "والمكاتب أسرار" .. توقعت أن يهاتفني الأمين العام قائلاً :هيا أركب أي "صالون" قديم ، وتعال إلى "صنعاء" التي حباها الله فيض "الغمامة" .. سنصغي لتقريرك ، في حضور بقية طاقم اللجنة الفنية.
* وأشهد والشهادة لله فقد تأكدت أنني سيء الظن .. فالإتحاد المصاب بالزهايمر لم يسأل عن التقرير .. مكتفياً بزامل الإستقبال وسمائه التي أمطرت فلوساً على رؤوس الأشهاد ، فبقي تقريري حبيساً لدرج مكتبي بل إنني حلمت أن "حميد شيباني" يقول لي : تقرير إيه يا بو تقرير .. بله واشرب ماءه.
* المهم .. إتصلت بقيادي في الإتحاد أستفسر منه عن اللجنة الفنية التي ولدت ميتة وحدثته بإسهاب عن تقريري وطلبت أن نناقشه مع المدرب وطاقمه الفني .. حاولت أن أشعره بخطورة الأمر .. قبل أن يتبرم مني قائلاً : عليك بالكابتن "عبد الله فضيل" فهو رئيس اللجنة الفنية سنخبره أن يتواصل معك للتفاهم.
* لنا الآن أكثر من شهرين .. لا فضيل إتصل ولا اللجنة الفنية إجتمعت مع بعضها ، لوضع خارطة عمل فنية ، تنتزع من الأمانة العامة الصلاحيات الخاصة باللجنة .. الأمر من ذلك .. أنني علمت أن الأمين العام حميد شيباني هو من إختار الجهاز الفني لمنتخب الناشئين ضارباً باللجنة الفنية عرض الحائط .. قلت لنفسي .. ربما يستفز الخبر "عبد الله فضيل" ويقيم الأرض ولا يقعدها وربما يحرره من سكوته وتردده في الإمساك بزمام اللجنة وهو الرجل المشغول على طول الخط لكن لم يحدث أي ردة فعل .. لا من رئيس اللجنة ، ولا من أعضائها .. فقررت أن أشرككم معي ، هل أواصل النضال مع لجنة لا يريد لها الأمين العام أن تجتمع .. حتى يبقي "العصمة" الفنية بيده .. أم أستقيل ، وأنفد بجلدي وأترك الجمل بما حمل .. لعقليات تستلهم من "أشعب" جشاعته وطمعه في أن يكون دائماً قدوة للرجل الذي داس على اللوائح بقدميه ؟!
* عندما قبلت عضوية اللجنة ، كانت هناك ضمانات من رئيس الاتحاد أمام لفيف من الزملاء ، في مؤتمر صحافي مشهود .. قلت له : لا لتهميش اللجنة .. قال : موافق .. قلت : اللجنة يجب أن تتحرر من خانة "التوصيات" ، وتكون قراراتها الفنية نافذة .. قال : موافق .. قلت : اللجنة يجب أن تكون حاضرة مع المنتخبات ، لرصد الأمور الفنية عن كثب ، دون تدخل من "الطفيليات" .. قال : موافق .. قلت : اللجنة مسؤولة عن الأجهزة الفنية للمنتخبات ، وهي من تحدد هويتها .. ولا يحق للاتحاد الإعتراض على أي مدرب محلي نستعين به في المنتخبات .. قال : موافق .. إلى آخر مصفوفات موافقته.
* وقت الجد تحولت "الموافقة" إلى حبر على الورق .. قد نلتمس العذر لرئيس الإتحاد ، على أساس أنه رجل تكبله أعماله ومصالحه وبرامجه العملية .. لكن اللوم كل اللوم أضعه على عاتق "نوابه" ، وما أكثرهم .. فهم لم يعوا أن اللجنة الفنية أهم اللجان .. وأنها ميزان العمل .. وكل ما كانت مستقرة ، كلما كان التوازن سيد الموقف .. اللهم جنبنا عواقب الصراع الدائر في الكواليس بين "حانا " و" مانا" .. حتى لا تضيع لحانا .. وللموضوع بقية إن كان في العمر بقية.