اكتشاف الخلع الوركي مبكرا يجنب الأسرة والطفل الكثير من المعاناة

> لقاء / محمد هشام باشراحيل

> في فاتحة هذا الشهر مارس 2015 أجريت في مستشفى الشهيد باصهيب العسكري بمديرية التواهي في عدن عملية جراحية نوعية لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات على يد طاقم طبي يمني رغم شحة الإمكانيات والصعوبات الحالية التي يعاني منها المجال الصحي في اليمن، ولكن العزيمة والإصرار على النجاح كان الدافع الأول لهذا الطاقم.
الطفل علي عيسى من أبناء محافظة أبين وصل إلى مستشفى الشهيد باصهيب العسكري يعاني من خلع متأخر وهذه المشكلة يعاني منها كثير من الرضع حيث يصابون بهذه المشكلة أثناء الولادة وخروج الجنين من رحم الأم ولا تظهر آثارها إلا بعد سنوات، ومن حظ الطفل أن آثار تلك المشكلة تظهر في عامه الأول، وهذه المشكلة تسبب عيبا خلقيا للمولود بسبب «خلع الورك»، ويؤدي غالباً إلى العرج إذا لم يتم العلاج.

ولمعرفة المزيد عن تفاصيل هذه العملية التقت «الأيام» الدكتور الخضر محمد الخضر الذي أعطى شرحا وافيا عن العملية ونوعيتها وأسباب ذلك العيب الخلقي، مقدما نصيحته لتجنب مثل هذه المشاكل.
السيرة الذاتية :
دكتور الخضر محمد الخضر، خريج كلية الطب جامعة عدن، للعام الدراسي 2003 - 2004، بعدها التحقت بمستشفى باصهيب، وكانت هناك بعثة كوبية تدربنا على أيديهم لفترة ثلاث سنوات مع البرفيسور الكوبي د. إدواردو رودريكس جارسيا، ولكن نتيجة للظروف الحالية غادرت البعثة، وحاليا أدرس البورد العربي.
*أجريت قبل أيام قليلة عملية جراحية تعتبر من العمليات النوعية الكبيرة التي عادة تجرى في الخارج في الهند أو ألمانيا أو الأردن، وتكلف مبالع طائلة.
يقول د. الخضر محمد الخضر، اختصاصي عظام في مستشفى الشهيد باصهيب العسكري بعدن عن هذه العملية التي أجراها مع طاقمه بالمستشفى: “نشكر صحيفة «الأيام» على تلمسها مثل هكذا أعمال وتسليط الضوء عليها لتعم الفائدة، ويستفيد منها الكثير من الأسر الذين يعاني أطفالهم مثل هكذا عيوب خلقية”.
وأضاف: “وصل الطفل علي عيسى ـ من أبناء أبين، ويبلغ من العمر خمسة أعوام ـ يعاني من تشوهات خلقية تسمى “خلع الورك الخلقي”، أجريت له العملية وتسمى هذه العملية عملية “الخلع الخلقي” للأطفال، ويحدث ذلك للطفل أثناء الولادة حين يتم سحب الجنين من رحم أمه بطريقة خاطئة، أو حين يخرج الطفل مرجلا أو بطريقة الصدفة، فكثير من الأطفال يصابون بخلع الورك الخلقي الذي هو خروج رأس الفخذ من التجويف المسمى بالتجويف الحقي والطرف العلوي لعظمة الفخذ المسمى برأس عظمة الفخذ بشكل كامل أو جزئي، ويخرج إلى خارج المنطقة، ويظل الطفل مخلوع الورك، وهذه الحالة يتم اكتشافها وتشخيصها متأخرا بعد أن تظهر العرجة على الطفل، وذلك بعد أن يبدأ الطفل في السير في العام الأول، وبعض الأطفال يتأخر عندهم العرج إلى عمر العامين، في هذه المرحلة يكون الطفل متأخرا كثيرا ولا يمكن إجراء التدخل الجراحي، حيث يتصعب التدخل الجراحي خاصة في اليمن للإمكانيات الصعبة والشحيحة”.

ويقول د. الخضر محمد: “هذه الحالة لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات يعاني من خلع خلقي في الورك الأيسر، حيث إن هذا الطفل يمشي بنوع من العرج، ولم يكن سيره مستقيما، ولكي يخضع الطفل لتدخل جراحي تم تجهيز الطفل شهرا كاملا وتم تمديده وعمل شد له، ولكن للأسف دون فائدة بسبب تأخر اكتشاف الحالة عند الطفل.. لهذا توكلنا على الله وتم تجهيز الطفل للخضوع لعملية جراحية رغم الإمكانيات الصعبة والشحيحة جدا، وتم إجراء العملية في مستشفى باصهيب العسكري في الأول من مارس 2015، وبتوفيق من الله عز وجل نجحت العملية الجراحية، التي تعتبر سابقة والأولى من نوعها”.
ويؤكد د. الخضر محمد: “هذا النجاح يفتح آفاقا واسعة ويحقق أحلام الكثير من الأسر وتحل مشاكل أطفالهم التي توصلهم إلى درجة الإعاقة، وكثير من أسر هؤلاء الأطفال لا يستطيعون السفر للخارج لإجراء العملية، ومن يتمكن من السفر للخارج لا يستطيع توفير كلفة العملية التي تقدر بخمسة عشر ألف دولار.
والمشكلة الثانية تتمثل في المتابعة المستمرة لحالة الطفل بعد إجراء العلمية، التي تستمر لمدة عام حتى يشفى الطفل تماما، فلو أجريت العملية في الهند أو ألمانيا أو الأردن، تواجه الأسر صعوبة البقاء في المستشفيات في الخارج لفترة طويلة لأن ذلك سيكلفهم الكثير من المال”.

وأردف: “هذه العلميات تحتاج إلى مراكز متقدمة ومتخصصة، وهي عمليات نوعية وليست عملية كسر عادية، فهي عملية إرجاع خلع متأخر جدا، وإجراء العملية تعد سابقة لم نسمع بها في عدن، والحمد لله بوادر نجاح العملية ظاهرة 100 %”.
وعن الفترة الزمنية للعملية قال: “هذه عملية نوعية وكبيرة تأخذ من الوقت الكثير، فمن بداية دخول الطفل للعملية وحتى خروجه يقدر الوقت بما يقارب أربع ساعات ونصف، ما بين تحضير وتخدير وتدخل جراحي”.
وعند سؤاله هل يعتبر نجاح العملية بادرة خير وبشرى للأسر التي يعاني أطفالها من مثل هذه الحالات، وهل بالإمكان أن يتقدموا إليكم، خاصة وأن إجراءها في الخارج يكلف مبالغ باهظة.. أجاب د. الخضر: “الحمد لله بتوفيقه تعالى استطعنا أن نحل مشكلة هذا الطفل، وإن شاء الله نتمكن من مساعدة آخرين، فإجراء هذا العملية في عدن لن تكلف المريض إلا قيمة الصفائح والمعدات المستخدمة، أي أكثر من 200 دولار، فالعلمية مجانية لكل من يعاني من هذه المشكلة، وسوف نستمر بإذن الله تعالى”.
وينصح د. الخضر الأبوين بعد ولادة الطفل بأن تجرى له أشعة لمنطقة الحوض، فهذا الإجراء وقائي من خلاله يتم الكشف عما إذا كان الطفل يعاني من الخلع الوركي أو لا، ففي حالة وجود خلع يتم إرجاعه مباشرة دون تدخل جراحي وبدون تخدير ويجس الطفل لفترة ثلاثة أسابيع، فكلما تأخر اكتشاف ذلك العيب أدى إلى معاناة أكبر”.
وفي ختام اللقاء تقدم الدكتور الخضر محمد بالشكر الجزيل لإدارة مستشفى باصهيب على ما بذلت من جهد لتذليل الصعاب، وكذا لصحيفة “الأيام” لتغطيتها هذا الحدث النوعي، وفتح صفحاتها لكل ما يهم المواطن.
شارك الدكتور الخضر محمد في إجراء العمليلة طاقم طبي يمني هم: طبيب مساعد سالم عبدالله باهرمز، فني عمليات نبيل الساعدي وعبدالله باهز، طبيب تخدير د.عبدالله قاسم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى