بروفة التحرير

> محمد أحمد فرحان

> الجنوب أرض طاهرة لا تقبل الفساد، والظلم، والخنوع، الجنوب أرض للترحيب بالآخر مع احترام كرامة وتقاليد الجنوبيين، الجنوب بلاد لا تنكسر، ربما تخسر معركة ولكنها لا تموت، فهي كالعنقاء تولد من جديد كلما ظن المحتل أنه قد انتهى من حفلته للرقص على جثث الأبرياء، أو هي كالنار المشتعلة تختفي تحت الرماد، تبقى مشتعلة باستمرار، وتظهر فجأة لتحرق المعتدي عند مرور الريح المناسبة.
الجنوبيون يرفضون الاحتلال ويقاومونه، قاوموا البرتغاليين والفرس، والبريطانيين وكانوا هم المنتصرين في نهاية المطاف.
ماذا تعتقدون، لن يستسلم الجنوبي ولو امتلك عدوه كل أسلحة الدنيا، إنه يقاوم بقلمه، بصوته، بأظفاره، وبالبندقية إن تطلب الأمر لذلك، وسيقامون ولن يستسلموا مهما بلغت قوة العدو.
لقد تلاحم الجنوبيون اليوم فقد وقف الضالعي والشبواني وأبناء أبين وحضرموت وعدن والمهرة، كان بعضهم يمشي حفاة وجوعى وبدون سلاح، وينشدون “ثورة ثورة يا جنوب”، بعضهم قفز سور معسكر الصولبان من غير أن يمتلك إلا روحه على كفه، يا لهذه البطولة النادرة!! كم تتضاءل المعاني أمام ذلك الفعل العظيم، نعم إنها اللحمة الوطنية الجنوبية، وروح الإنسان الجنوبي الطاهرة التي لا تظلم أحدا ولا تقبل الظلم من أي أحد، فهل تفهمون؟!.
كم من السنوات ظللت أيها السقاف تقتل في الشباب الجنوبي، في المنصورة، والمعلا، وكريتر، والشيخ عثمان ودارسعد وفي كل منطقة وشارع في عدن، ولم ترتوِ من الدماء، وحتى عند إقالتك بسلام وشرف من قبل الرئيس هادي، رفضت بعنجهية المحتل وبقوة السلاح الذي تملكه، كنت تريد أن تستمر في امتصاص دماء الجنوبيين ليس إلا.
اضربوا المنازل، اقتلوا المدنيين كما شئتم، جمعوا قواتكم حيث ما أردتم، تسلحوا بالطائرات والدبابات والغواصات وكل أنواع الأسلحة، ولكن ثقوا بجد أنكم لن تغلبوا إرادتنا في استعادة دولتنا.
أيها الإقليم، أيها العالم لتفهموا أن الجنوبيين سيستمرون في ثورتهم مهما طال الزمن وكثرت التضحيات، دعمتموهم أم تخليتم عنهم فهم مستمرون حتى النهاية، وستسمر الثورة التي يسميها البعض فوضى، في هذه المنطقة المهمة لكم، ولكنها هي الأرض المقدسة بالنسبة لنا، هكذا ستستمر الثورة حتى ينال الجنوب الاستقلال.
أبشري يا عدن فقد تخلصت يوم الخميس (بمعركة الكرامة) بـ 19/3/2015م من قائد عسكري من القوة المتجبرة على الجنوب، وأذاقت الجنوبيين وأبناء عدن كل صنوف القهر والظلم، والقتل، وتمكنت من واحد من المتغطرسين فيها.
أضحك يا بحر الصالحين في صيرة والساحل الذهبي وساحل أبين والغدير، فاليوم عيد، اليوم سفر إلى الحرية، وغدا سنحتفل بالنصر النهائي يوم استعادة الدولة الجنوبية بكل حدودها من باب المندب حتى آخر شبر في المهرة، إنه يوم البروفة للتحرير.
**محمد أحمد فرحان**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى