إنها عدن !

> طه أحمد هرهرة

> يا أحلى مدينة عرفناها، مدينة السلم والتعايش، مدينة اختلطت فيها القبائل من كل اليمن جنوبا وشمالا، إنها عدن التاريخ والحضارة، إن من لم يحظ بزيارتها سيعتبرها مدينة كأية مدينة أخرى، ولكن سرعان ما تتغير هذه النظرة والتوقع لها بمجرد زيارتها والمكوث فيها، حيث سيشعر بالطمأنينة والأمن والأمان.
ولكن من المؤسف أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة انتشرت أمور سلبية لم تشهدها هذه المدينة من قبل كانتشار الدراجات النارية، والشاحنات الكبيرة باتت تزاحم السيارات في الجولات والشوارع الفرعية والضيقة، وكذلك بعض الحيوانات المنتشرة هذه الأيام والتي لم تعرفها عدن منذ نشأتها كالحمير والكلاب الضالة، والتي تسبب خطورة على الأهالي وخصوصا الأطفال والنساء، فضلا عن تراكم المخلفات والقمامة على بعض أرصفة الطرقات وداخل الأحياء السكنية، وكذا المجاري التي طفحت في شوارع وأحياء هذه المدينة الزاهية الجميلة بسبب عشوائية البنية التحتية.
كما انتشرت في عدن أعمال الفوضى والبلطجة واستهداف الآمنين من خلال الاغتيالات والاختطافات وترويع السكينة العامة، كل هذا ينذر بكارثة ستشهدها عدن أن لم تجد حماية واهتماما من أبنائها ومحبيها.
لقد احتلت عدن كذلك مكانة رفيعة في السابق والحاضر في قلوب الإنجليز الذين سكنوا فيها أكثر من قرن وربع القرن من الزمن، وكذا بعض الأقطار الأخرى التي عاش أهلها في عدن لسنوات والبعض لعقود من الزمن، كما أن مدينة عدن احتلت المرتبة الأولى بين المدن العربية من حيث النظام والقانون والأمن والاستقرار والثقافة والتسامح، فضلا عن مناخها الرائع الذي يعتبر العامل الأساسي لجذب كثير من الزوار والسياح من الداخل والخارج، بالإضافة إلى سواحلها الطبيعية التي تمتاز بطابع جميل وموقع جغرافي فريد وهام، كما تتمتع بعدد من المعالم التاريخية والأثرية أبرزها صهاريجها التاريخية، وقلعتها الأثرية (قلعة صيرة)، وكثير من المعالم والمنشآت التي لها تاريخ طويل كالميناء، والمطار، والإذاعة والتلفزيون وغيرها من المنشآت والمرافق المختلفة.
إنها عدن جوهرة الجنوب وثغره الباسم، فحافظوا عليها ولاتتركوها سائبة، فتكون مستنقعا يصعب الخروج منه، أخيرا ندعو أبناء عدن وكل من يحب عدن للحفاظ على هذه المدينة الجميلة، وأن يقفوا ضد كل من يريد الإساءة لهذه المدينة الجميلة.
**طه أحمد هرهرة**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى