المقاومة الجنوبية تكبد مليشيات الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في عدد من المحافظات الجنوبية.. مدير الصحة بعدن: نتوقع كارثة بيئية لتراكم الجثث وغياب ثلاجات الموتى

> تقرير/ فردوس العلمي

> ما تزال الحرب مستمرة بين المقاومة الجنوبية ومليشيات الحوثي المسلحة المسنودة بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح - الساعية للسيطرة على الجنوب - في جبهات القتال في عموم مديريات وبلدات الجنوب، كبدت فيها المقاومة قوات العدو خسائر كبيرة في الأنفس والمعدات رغم ما تمتلكه من قوة في العتاد العسكري.
ويشارك في جبهات القتال كافة شرائح المجتمع الجنوبي السياسية والدينية والشعبية، وكذا الكفاءات والخبرات العسكرية الجنوبية التي تم تركينها في منازلها بعد حرب صيف 94م، وذلك للذود عن الأرض والعرض والمال، حيث يشاهد قوافل من المقاومين تعزز جبهات القتال في أماكن متفرقة من المحافظات الجنوبية.
وتمكنت المقاومة الجنوبية من قتل وجرح وتعقب وأسر الكثير من مليشيات الحوثي، وما بات يعرف بالخلايا النائمة المتواجدة في عدن الساعية إلى السيطرة على المحافظة، للحيلولة دون وصول الدعم للمقاومة الشعبية، وكذا لتنفيذ المشروع الإيراني في عدن والجنوب بشكل عام.
وعاشت مدينة عدن أمس مواجهات عنيفة بين لجان المقاومة الجنوبية ومليشيات الحوثي، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، ووقوع عدد من المليشيات الحوثية أسرى بيد المقاومة في أكثر من مديرية، كما بدت شوارع المدينة وأسواقها فارغة من حركة السير، سوى من رجال المقاومة المسلحين، وما تكاد لعلعة الرصاص تتوقف من مكان حتى تندلع مواجهة في جبهة أخرى، وتزداد ضراوة المعركة والتي باتت تتخذ سمة حرب الشوارع في المساء، والتي تكبد فيها العدو خسائر فادحة توزعت ما بين قتل وجرح وأسر وإعطاب معدات عسكرية، لاسيما في المعركة الخاصة بتحرير مطار عدن الدولي، والتي انتهت بسيطرة المقاومة الشعبية، وأسر ما يزيد عن 15 حوثياً.. كما دارت معركة أخرى فجر أمس الأحد في مديرية دار سعد (شمال العاصمة عدن) تمكن فيها رجال المقاومة من إعطاب دبابتين.

ووفقاً لشهود عيان لـ«الأيام» فإن الدبابتين اللتين تم إعطابهما من قبل المقاومة كانتا تضربان بشكل عشوائي على منازل المواطنين قبل أن يتمكن المقاومون من إعطابهما.
وتسببت أعمال القصف العشوائي بإصابة عدد من القاطنين في المدينة بجروح متفاوتة، نقلوا على إثرها إلى مستشفيات عدن، كما تسبب القصف بأضرار كبيرة في المنازل والممتلكات.
وبلغ عدد قتلى انفجارات مخازن السلاح بجبل حديد أمس الأول السبت، حسب بعض الإحصائيات 113 قتيلا و334 مصابا، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وهو ما يرشح تزايد القتلى.
ووفقاً لمصدر طبي في مركز الإنقاذ بعدن فإن الطواقم الطبية لم تستطع الوصول إلى أماكن الحريق لانتشال الجثث التي ما تزال مرمية. وأشار المصدر إلى أن عدد جرحى المقاومة الجنوبية منذ يوم الخميس حتى أمس الأحد بلغ 68 شهيداً و465 جريحاً.
عدد من المرضى في طوارئ الجمهورية
عدد من المرضى في طوارئ الجمهورية

وقد ألقت الحرب التي تشهدها العاصمة عدن بعد إعلان مليشيات الحوثي الحرب على الجنوب بذريعة ملاحقة التكفيريين والقاعدة، والفوضى التي خلقتها مليشياتها المتواجدة في المدينة والمدعومة بقوات الأمن الخاص (الأمن المركزي) والحرس الجمهوري التابعين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ألقت بظلالها على الخدمات الأساسية في المدينة، وتسببت في خلق أزمة حادة في خدمة المياه في عدد من المديريات والأحياء المكتظة بالسكان.
ويعيش أبناء المدينة حالة من الرعب والخوف والهلع منذ عدة أيام لاختفاء كثير من حاجياتهم الرئيسة من الأسواق.. وحذر مراقبون من أزمة غذائية مرتقبة مع إغلاق معظم محلات المواد الغذائية والاستهلاكية والحبوب وأفران الخبز أبوابها في المدينة. كما دفع إعلان الحرب على الجنوب المواطنين لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية لادخارها تحسباً لأية أزمات خلال الأيام القادمة، غير أن إعلان شركة النفط بعدن أمس بأنها ستوفر الوقود في عدد من محطات الوقود في المدينة لتموين المركبات بالوقود أعاد الأمل إلى المواطنين.
مستلزمات طبية متبرع بها لمستشفى الجمهورية
مستلزمات طبية متبرع بها لمستشفى الجمهورية

ووفقاً للشركة فإنها ستفتح عددا من المحطات منذ الساعة السابعة صباحاً حتى الثالثة عصراً في كل من محطات التواهي 22مايو بجانب التلفزيون، ومحطة شمسان بجانب فرع الشركة مديرية خورمكسر في المعلا، ومحطة 26سبتمبر أمام إدارة أمن عدن بخورمكسر، ومحطة الفيحاء بالمنصورة، ومحطة الهاشمي بالشيخ عثمان، وقد باتت هذه المحطات تشهد ازحاماً كبيراً من قبل أصحاب النقل والمواصلات للتزود بمادة الوقود تخوفاً من أزمة مرتقبة.
**الوضع الصحي في عدن كارثة**
وأطلق مكتب الصحة بعدن نداء استغاثة لإنقاذ الوضع الصحي المتدهور في المدنية عدن وضواحيها، وأوضح مدير مكتب الصحة الدكتور الخضر ناصر لصور في نداء استغاثة عاجلة عبر «الأيام» أن “الوضع الصحي الذي كانت تعيشه عدن قبل هذه الحرب غير مرضٍ ولا تقدم فيه الخدمات الصحية بالشكل الصحيح، لتأتي هذه الحرب وتقضي على ما تبقى منه”.
وأضاف الخضر في ندائه الموجه إلى منظمات الصحة العالمية ودول الجوار بأن “المؤسسات الصحية في المدنية تعمل بجهود ذاتية وشحيحة، وتطلب اغاثة سريعة لانقاذ المدينة من كارثة بيئية وصحية محتملة وأكيدة”.
وقال الدكتور الخضر لصور “إن عدد الجرحى بلغ منذ يوم الخميس وحتى مساء أمس الأحد 456 بين حالات خفيفة ومتوسطة وحرجة، فيما بلغ عدد الجرحى نتيجة انفجار مخازن أسلحة جبل حديد 9 حروق بالغة و5 كسور”.
وأشار لصور إلى أن فرق الإسعاف لم تتمكن من الدخول بسبب الاختناقات والانفجارات المتتالية وألسنة اللهب في محيط جبل حديد.
أحد المتوفين في حادثة جبل حديد
أحد المتوفين في حادثة جبل حديد

وطالب الخضر في ندائه “بتوفير المواد الإسعافية العاجلة وتقديم الدعم للمؤسسات الطبية المتمثل في الأدوية والمعدات الطبية من محاليل وريدية، قرب دم ثلاثية، مضادات حيوية ولوازم عمليات، بالإضافة إلى إيجاد مستشفى ميداني ودعمه بالكادر الطبي الخارجي المؤهل في تخصصات جراحة مخ وأعصاب وأوعية دموية، وجراحة وصدر، وانعاش وتخدير، إلى جانب تمويل سيارات الإسعاف بالأجهزة والأدوية وزيادة عددها إلى الضعف حيث لدينا حاليا عشر عربات إسعاف فقط”.
كما طالب الدكتور الخضر “بسرعة فتح خط الهاتف للمركز الإسعافي كون الخط مغلقا من صنعاء نتيجة لتراكم المديونية، وإرسال سفينة إخلاء للحالات الحرجة لعدم القدرة على علاجها محليا وإيجاد معمل لتوليد الأكسجين الطبي، وتزويد المؤسسات الطبية والطوارئ بالمحاليل والأدوية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي”.
وشدد الخضر على “ضرورة تقديم الاحتياجات للمؤسسات الطبية بصورة عاجلة، ومنها: تجهيز مستشفى الجمهورية والصداقة التعليمي من (غرفة عمليات وإنعاش وطوارئ، وأجهزة ومعدات حديثة إلى جانب تجهيز مجمع صحي متكامل بالإسعافات والطوارئ في كل مديرية.
‎شباب منتظرون دورهم للتبرع  بالدم
‎شباب منتظرون دورهم للتبرع بالدم

كما أن مدينة عدن بحاجة ماسة إلى احتياجات وطلبات مستقبلية، كونها عاصمة ومن هذا الاحتياجات إعادة تأهيل مستشفى عدن ومركز القلب وتشغيله من قبل الأشقاء في السعودية وإنشاء المدينة الطبية حسب وعد الإخوة في دولة الإمارات، واستكمال تجهيز مركز الطوارئ في مستشفى الجمهورية على نفقة سلطنة عمان، وإنشاء مركز للسرطان وإعادة تأهيل البنية التحتية لكل المؤسسات الصحية في المحافظة من خلال التأهيل والتدريب للكادر الطبي بشكل عام وتوفير الموازنات التشغيلية المناسبة والكافية”، مؤكدا أن المؤسسات الطبية منذ ثلاث أشهر وهي بدون موازنة تشغيلية.
وشكر الخضر في ختام نداء الاستغاثة الذي وجهه عبر «الأيام» للمنظمات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، الصليب الأحمر الدولي، أطباء بلا حدود الفرنسية والمنظمات المحلية وخاصة المستشفيات الخاصة “التي لها دور إيجابي وتجاوبت معنا في منشورنا لعلاج الجرحى في هذه المرحلة مجانا، كما نشكر الكادر الطبي في المستشفيات العامة، والإخوة مقاولي خدمات النظافة والتغذية والغازات الذين يمولون المستشفيات مع عدم حصولهم على المخصصات الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر”.
‎عملية بتر ساق  مصاب
‎عملية بتر ساق مصاب

ومن جانبه أكد الدكتور جمال عبدالشكور مدير مركز الحوادث و الطوارئ في تصريح لـ«الأيام» أن “الحالات الواصلة إلى المركز بعد انفجار جبل حديد أمس (أمس الأول السبت) حوالي 7 حالات حروق وحالتان إصابة شظايا، واليوم (أمس الأحد) وصلت من جبل حديد 7 حالات وحالتان محولة من مستشفى 22 مايو”.
وقال: “بلغ إجمالي عدد الحالات حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً من يومنا هذا (أمس الأحد) 162 حالة بين قتيل ومصاب، نتيجة للوقائع المتفرقة في محافظة عدن، ونتمنى أن نحصل على مساعدة من دول الجوار.. فمركز الطوارئ يعتبر اليوم الركيزة الأساسية لمحافظة عدن وضواحيها “.
وطالب مدير مركز الحوادث والطوارئ بأن “يأتي الأطباء وفنيو التخدير والأشعة والممرضون والمتغيبون لمساعدتنا في الطاقم الذي نرابط فيه منذ الخميس”.وأضاف “أكثر الأطباء العاملين منذ اندلاع المواجهات هم أطباء دراسات، نحن بحاجة إلى أطباء التخصصات النادرة ونريد استشاريين في الجراحة، ونطالب أطباء مستشفى الجمهورية بأن يأتوا لمساعدتنا.
‎أحد المصابين في انفجار مخازن جبل حديد
‎أحد المصابين في انفجار مخازن جبل حديد

ومن جانبه أكد مصدر في مستشفى صابر بأن عدد الحالات ليوم أمس الأحد حتى الساعة 12 ظهرا بلغ أربع حالات، عبارة إصابة بشظايا في أجزاء متفرقة من الجسم.
دكتور عبدالناصر الوالي يقول “بلغ إجمالي عدد الحالات منذ يوم الخميس حتى الساعة الثامنة من مساء أمس الأحد 91 حالة، 70 منهم شهداء موزعة على ثمانية مستشفيات، حكوميان وستة أهلية.
وأغلب الإصابات في الأطراف والبطن والجمجمة وحروق وأغلب المصابين من بين أوساط المدنيين.
واكتشفت «الأيام» خلال تجوالها في مستشفى الجمهورية مدى معاناة المستشفى، من شحة الإمكانات، وشعرنا بالفخر بأن هناك أطباء وممرضين يعملون بجهود ذاتية وإمكانيات شحيحة وسط آهات المرضى وبكاء وعويل أسرهم.. تحية لهم من الأعماق.
وفي محافظة شبوة تشهد منذ يومين مواجهات عنيفة بين أبناء المحافظة والمدعومة بالجيش والقبائل وبين مليشيات الحوثي التي دخلت إلى مديرية بيحان، وقد شهدت أمس جبهاتها أشرس معارك، حيث تمكن رجال المقاومة فيها من دحر وتعقب قوات موالية للحوثيين باتجاه عاصمة المديرية بيحان عقب مواجهات عنيفة اندلعت بمناطق قريبة من عسيلان، أسفرت عن قتل ما لا يقل عن ثلاثين مسلحا من الحوثيين والقوات الموالية لهم.
وسقط في معركة تحرير مدينة النقوب بشبوة صباح أمس عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المقاومة من أبناء المحافظة وقبائلها.
وكانت قوة قبلية كبيرة قد توجهت فجر أمس الأحد معززة بمختلف الأسلحة صوب مديرية بيحان لمساندتها وتعزيز جبهة القتال فيها ومواجهة قوات مليشيات الحوثي المدعومة بقوات من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقد تمكنت من دحرها وتعقبها باتجاه عاصمة المديرية.
ويأتي هذا الهجوم الشرس على مليشيات الحوثي بعد اجتماع عقده عدد من مشايخ المحافظة بهذا الخصوص.
إلى ذلك شن طيران التحالف العربي “عاصفة الحزم” ظهر أمس غارة جوية قصفاً جويا على رتل عسكري تابع لمليشيات الحوثي والقوات المساندة لها أثناء توجهها إلى مديرية بيحان قادمة من البيضاء، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وفي محافظة أبين شرق العاصمة عدن تمكن أبناء المحافظة وقوات الجيش من إجبار ما يزيد عن المائة والخمسين من مليشيات الحوثي على الهرب، والتي كانت قد دخلت عدة بلدات من المحافظة عقب مقاومة شرسة كبدتهم خسائر كبيرة في الأنفس والعتاد,،وأجبرتهم على المغادرة صوب ثرة.
هذا وما تزال المعارك دائرة في عدد من جبهات القتال في عموم مديريات وبلدات الجنوب، كمحافظة الضالع التي تشهد معارك مستمرة ضد اللواء 33 والذي يقوده عبدالله ضبعان الموالي لجماعة الحوثي، كما تشهد جبهات القتال في كل من كرش ويافع والعند وردفان ولحج مقاومة شرسة كبدت العدو فيها الكثير من الخسائر .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى