«الأيام»ترصد معاناة المحرومون من العيد

> عدن«الأيام»فردوس العلمي

> كعادتي صباح كل عيد انزل الى شوارع عدن أرصد حال الشوارع المتوجعة بعد رحيل العابثون منها.. وهذه المرة مع خيوط الساعات الأولى من صباح العيد تحركت في شوارعها بدء من شارع الهريش مرورا بخط المكتبة الوطنى، وتنقلت بشوارعها التوائم (شارع حسن علي/ السبيل / الشيخ عبدالله/ الزعفران) والخط الرابط بينها حتى وصلت سوق الطويل..
هالني ما رأيت من عبث الباعة المفترشين ببسطاتهم في تلك الشوارع والكم الهائل من القمامة المنثورة التي تركوها خلفهم واستهتار أصحاب المحلات التجارية الذين يقومون بتنظيف محلاتهم ورمي القمامة للطريق لتتكدس أمام المحلات مما جعل المواطنين في عدن يتخطون فوق القمامة.
حرم الكثير من الناس من فرحة العيد والشعور ببهجته.. تعددت الأسباب والفعل واحد (موت فرحة العيد في قلوب الناس )، واكثر الفئات حرمانا من فرحة العيد هم عمال النظافة الذين نرصد لكم: كيف تُركت شوارع عدن غارقة بالقمامة وكيف اجتهد عمال النظافة بجمع القمامة بهمة ونشاط في وقت لزم الكل منازلهم للتمتع بفرحة العيد معيد في بيته ووسط أهله.
كل شوارع عدن تركت فيها القمامة بعد أن انتهى المتسوقين من شراء احتياجاتهم التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم العيد.
المواطن منصور سالم ابو رهف في العقد السادس من العمر يقول “ حرام والله يعملوا بعدن هكذا، يتركوها غارقة في القمامة”.
وطالب أبو رهف ادارة البلدية بأن توجد حل لهذا المشكلة.. فكل عيد تغرق عدن بالقمامة” .
كمية القمامة المتراكمه في السوق
كمية القمامة المتراكمه في السوق

بدوره المواطن محمد كريم في العقد الثالث من العمر يقول “والله نشعر بالقهر ونحن نمشي فوق القمامة فكل الطرقات أصبحت مليئة بالقمامة والناس تواصل السير فوقها وكأنها تسير في طريق مفروش بالورود.. أصبح الناس لا يحسون بالمسؤولية.. ناس ترمي القمامة وناس تمشي فوق القمامة”.
أم نجوى تقول “ والله يا بنتي ايش أقول الناس ماعاد تستحي.. والمثل يقول: إذا أنت ما تستحي افعل ما شئت.. ما عاد هناك حسيب ولا رقيب ولا ضمير، حتى الخوف من الله مات في قلوب الناس”.
مشيت في كل طرقات عدن كثير من الناس قابلتهم رفضوا الحديث وقالوا ما عاد ينفع الكلام شبعنا “والحكومة مهلنيش عائشين في الفنادق وتاركين الناس في الحر والقمامة والأمراض”.
حتى عمال النظافة كلما طلبت من أحدهم الحديث يقول : روحي الى المسئول حقنا، فنحن مشغولون بالتنظيف فدلوني عليه”.
كان شاب يظهر عليه الإرهاق والتعب وقال لي ليس لي قدرة على الحديث فهذا المرة كمية القمامة كبيرة جداً فكل مرة نشتغل ليلة العيد من منتصف اليل وحتى الساعة السادسة والنصف ثم نعود لنعيد في بيوتنا لكن هذا العيد كما ترين مازلنا نعمل. وحسب قولة السبب زحمة المتسوقين في عدن هذا العام وتأخرهم بالتسوق إلى خيوط الصباح الأولى، والان الساعة تتجاوز الثامنة والنصف ومازال عمال النظافة يعملون بصمت.
احد عمال النظافة في سوق البز
احد عمال النظافة في سوق البز

تواصلت مع قيادة صندوق النظافة في محافظة عدن لمعرفة الإجراءات والضوابط المتخذة والصعوبات التي توجهم في هذا الأمر.
المقبلي:مشكلات عدم إدراك المواطن لأهمية النظافة و حفظ الأمن البيئي ضاعف من جهودنا
أفاد مدير قسم النظافة في مديرية صيره أحمد محمد المقبلي في رده على تساؤلنا حول المشاكل التي تعيق عملهم قال المقبلي “إن أسباب المشاكل التي نصادفها في عملنا هي عدم أدراك المواطن وتربية الأهل أن النظافة هي لهم ولأولادهم، بالإضافة إلى عدم وجود الأمن البيئي وفرط مخالفة على كل من يستهين بحياة الناس ففعل من شخص واحد يؤذي مجتمع كامل.
ورغم ذلك تعتبر مديرية صيره أفضل حال من مديريات أخرى يعود سبب ذلك إلى الجغرافيا السكانية التي لازالت محافظة على بنيتها ولم تشهد تغير كبير لكن ظروف أهل كريتر وعدن المادية أنست الناس ما تربينا عليه.
وعن عدد الآليات المتوفرة لمديرية صيره قال “ عدد الآليات المتوفرة هي ثمان فرامات أربع قالبات اضافة إلى فرامه خاصة بالحاويات الكبيرة وهي تقوم برفع ستة وثلاثون حاوية سعة الحاوية حوالي اثنين طن ولا توجد من هذه الفرامة إلا ثلاث فقط، ونحن أول من استلم هذه الآلة إلى جانب شيول صغير مع قلاب ونحن المديرية الوحيدة التي تمتلك شيول في حين باقي المديريات يتم التداول بالشيولات حسب جدول زمني إلى جانب ترتيب شيول كبير وأربع قلابات كبيرة لمديرية صيره في شهر رمضان والعيد.
وحول كمية القمامة التي يتم أخرجها يوميا وعدد العمال في مديرية صيره قال “ يبلغ إجمالي عدد المشرفين والعمال أربعة مئة وثلاثة وثلاثون فرد بينما تصل أجمالي كمية القمامة التي يتم إخراجها يومياً “ حوالي 65 إلى 78 طن في الأيام العادية وفي المواسم (العيد ورمضان) تصل إلى 90 طن وفي ليلة العيد تم رفع حوالي 147 طن تم رفعها من مديرية صيرة عبر سيارات القمامة وقلابات دعم من صندوق النظافة من الساعة 12 ليلاً وحتى الرابعة عصراً.
وتحدث المقبلي عن الصعوبات التي واجهتهم قائلاً “ لو لا الإهتمام والحزم ضد الكثير من اؤلئك المخربين ما بقيت لنا سيارة واحدة فقد تم الاستيلاء على كثير من الآليات في المحافظة أمام أعين المأمورين الذين لم يحركون ساكن إزاء خوفهم. وهذا ما يحسب للأخ مدير عام المديرية فقد تم أخذ سيارات القسم في عدة مرات وكانت تجهز للبيع ولو شجاعة المأمور ونزوله شخصيا لاسترداد السيارات والحفاظ على كرامة عمالنا، وهذا التصرف ساعد ردع البلاطجة وجعلهم يشعرون أن سيارات النظافة خط أحمر بالإقتراب منها.
وأضاف أنا لا أمدح مأمور المديرية ولست محسوب عليه مع انه قام بإيقافي عن العمل بسبب تراجع أوضاع النظافة والأسباب التي أوضحتها أعلاه والتي قام بحلها أمنيا هي التي ساعدت في رفع مستوى النظافة في مديرية صيرة.
ولفت المقبلي الى ان السيول التي شاهدتها محافظة عدن كانت سيول صعبة وبدلنا جهد كبير في التخلص من آثارها ويعود ذلك بفضل الدعم والحوافز والآليات التي قدمها لنا القائم بأعمال المدير العام الأخ نبيل غانم ولولا تعاونه و نزوله يوميا في تلك الفترة لكانت صيرة في كارثة بيئية كبيرة.
وأضاف “ بدأنا حمله للمناطق الشعبية لتفادي خطورة الوضع وما تسببها منسوب هطول الأمطار، وهذة السنة الوحيدة التي كانت فيها العوامل صعبه بالنسبة لنا مثل الرياح والأمطار والمجاري وقطع الطرقات احتجاجاً على انقطاعات الكهرباء والماء.
الأمطار والمجاري بعدن
الأمطار والمجاري بعدن

موضحاً بأن صندوق النظافة صرف راتب شهرين وإكرامية في حينا أن بعض المرافق لم يستلموا رواتبهم ومع هذا تجد كثير من عمال النظافة يتقاعسون عن العمل من خلال الغياب.
نبيل غانم:تم رفع الف طن من النفايات في مديرتين فقط خلال فترة العيد
وبدوره تحدث نبيل غانم نائب المدير العام والقائم بأعمال المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين محافظة عدن قائلاً “ لأول مره نصادف هذا العدد الهائل من الزوار والنازحين لمحافظة عدن وازدحام السيارات في الشوارع خاصة في مديريتي صيره والشيخ عثمان لأن في العادة يقوم صندوق النظافة والتحسين في ليلة العيد أو ما يسمى عندنا (مسراء العيد ) يقوم الصندوق بعمل حملة كبيرة في هاتين المديرتين باعتبارها مديريات تجارية فيها الكثير من المحلات التجارية التي يرتادها الزوار خلال فترة رمضان المبارك وبالتالي ينتج من ذلك مخلفات هائلة من هذه المحلات وكان في العادة تتم هده الحملة ابتداء من الساعة الواحدة صباحا ولكن في هدا العام ونظرا للعدد الهائل من الزوار والنازحين وازدحام السيارات تأخر العمل من الساعة7 صباحا علاوة على وجود بعض البلاطجه الذي يحمون بسطات البائعين في الطرقات قاموا بمنع سيارتنا وعمالنا من العمل في الوقت المحدد ولكن بحمدلله تم العمل على أكمل وجه ، واستمر إلى الأيام الأولى من العيد بالرغم أن هدا التأخير ضاعف اعباء كثيرة على العاملين والسائقين والمشرفين على هذه الحملة.
وأكد بان كمية القمامة التي رفعت ليلة العيد في الأيام العادية حوالي 600 طن وفي رمضان حوالي 750 طن أما ليلة العيد رفعت أكثر من ألف طن.
وأكد نبيل غانم بان تلك البسطات المتناثرة في الطرقات والتي تتزايد في شهر رمضان ومواسم الأعياد لا توجد لها تصاريح رسمية ولكنهم يعملون بحماية البلاطجه.
ورداً على سؤالنا لماذا لا يتم إلزام أصحاب البسطات والمحلات التجارية باستخدام الأكياس لجمع مخلفاتهم ؟ أجاب فكرة الأكياس عملنها من سابق واستمرت ولكن بسبب عدم الالتزام والانفلات الأمني لم تستمر .
وختم حديثه قائلاُ “ نشكر صحيفة الأيام كمنبر إعلامي وجسور لكل الأحرار ونأمل عودة الصحيفة المميزة والجرئيه في طرحها للمواضيع والمقالات الصحفية الرائعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى