بن دغر : الوحدة لم تعد مقبولة بصيغتها الحالية

> عدن «الأيام» خاص

> قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر: "إن الحلول السياسية لا تفرض بالقوة وإنه لا توجد حلول سياسية مطروحة خارج هذا النطاق وإن الحكومة ستحترم الإرادات أيًا كانت طالما يجري التعبير عنها سلميًا".
وأضاف بن دغر في كلمة ألقاها اليوم خلال حفل فني وخطابي نظمته وزارة الثقافة والسلطة المحلية في عدن بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير لعدن من قوات الحوثي والمخلوع صالح :"إن الوحدة اليمنية لم تعد قابلة للاستمرار بصيغتها الحالية وأن المخرج هو دولة اتحادية يتساوى فيها اليمنيون في توزيع السلطة والثروة".
وأردف "مضى عامان على التحرير، ولازالت الحرب مستمرة، ولازال العدو يرفض الانصياع لصوت العقل، ويأبى القبول لداعي السلام"
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الوزراء الأعزاء الأخ العزيز عبد العزيز المفلحي محافظ محافظة عدن. الأخوة قادة القوات المسلحة والأمن الأخوة قادة المقاومة الوطنية الأخوة قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الأخوة الأساتذة الأجلاء أيتها الأخوات الحاضرون جميعًا. يسعدني بداية أن أنقل إليكم تحيات الأخ القائد الرمز الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، رمز الشرعية، وبطل المقاومة الوطنية في مواجهة انقلاب الحوثي وصالح. الرئيس الذي رفض الخضوع والاستسلام للانقلاب في صنعاء، ورفضه وهو يقُصف بطائرات العدو في عدن، ويرفضه حتى اليوم، وحتى تحقيق النصر بإذن الله. هذه الذكرى هي ذكرى يوم النصر الأكبر يوم أن دُحر العدو وتلقى هنا في عدن أولى هزائمه العسكرية، والتي توالت بعد ذلك في أكثر من جبهة. هنا في عدن سقطت خرافة المسيرة القرآنية المزعومة، وسقط معها الحق الإلهي في الحكم وتغير مسار الأحداث في بلادنا.
كلمة بن دغر
كلمة بن دغر

إن كان هناك من فضل ينبغي أن يزجى في الذكرى الثانية للتحرير، فهو لكم أيها الأبطال القادة الذين تجلسون في الصفوف الأمامية معنا اليوم، أنتم من رفض الاحتلال وقاومه، أنتم من صنع حاضرنا بحلوه ومره، أنتم من حمى عدن والجنوب، وكسر عنفوان الانقلاب على الشعب والوطن. كما إنه فضل موصول للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومساهمة كبرى وفعالة وحاسمة من الإمارات العربية المتحدة، فشكراً للمملكة وشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، وشكراً للإمارات وشيوخها الأفاضل الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد، شكراً لقادة مجلس التعاون، وزعماء دول التحالف. شكراً للنجدة الأخوية التي تلقيناها في الأيام الأولى العصيبة، وشكراً مضاعف لهم لأنهم لازالوا حتى اليوم يمدوننا بالدعم والمساندة، ويقاتلون إلى جانبنا، فهل هناك ملحمة أخوية أعظم من هذه الملحمة، هل تتذكرون يوماً عربياً أعظم من عاصفة الحزم التي وحدت العرب في وجه الفرس، رفضت الانقلاب، ورأت فيه خطراً داهماً على أمن اليمن، وأمن الخليج والجزيرة العربية، وأمن الأمة. لقد كانت وستبقى عاصفة الحزم أياً كانت نتائجها عنواناً لأمة تأبى التدخل في شؤونها، وترفض المساس بسيادتها وأمنها. وقد شاءت الأقدار أن تكون المملكة على رأس هذه الأمة في راهن حياتنا، تضحي بالغالي والنفيس نصرة للأمتين العربية والإسلامية. أيها الإخوة، أيتها الأخوات.. مضى عامان على التحرير، ولازالت الحرب مستمرة، ولازال العدو يرفض الانصياع لصوت العقل، ويأبى القبول لداعي السلام، تمده إيران وبعض الدول بأسباب الرفض، ويمنحه بعض اليمنيين الذين استمرأوا عبوديتهم الدعم والبقاء، لقد دمر الحوثيون وصالح اليمن، من يمر اليوم بأحياء عدن يهوله ما يراه من تدمير لحق ببيوت أهلها، ومؤسساتها ومرافقها الحيوية، وبنيتها التحية، التي استغرق بناؤها عقوداً من الزمن، وكانت ثروة لا تقدر بثمن. لقد أجرم الحوثيون وصالح في حق الوطن، لكن الجريمة الأكبر ارتكبت في حق المجتمع، لقد دمروا النسيج الاجتماعي لوطن موحد، فالجماهير التي خرجت تهتف باسم الوحدة في مايو العظيم وترفع عالياً اسم اليمن الواحد لم تعد اليوم كذلك، لقد شوهوا الوحدة، فغدت في حد ذاتها معضلة، لم تعد قابلة للاستمرار إلا في صيغة اتحادية جديدة، وضعنا أسسها في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت مشروعاً لعبدربه منصور هادي ومشروعاً لمن يرى عزة الأمة في اتحادها، يرفض التقسيم والتقزيم والتجزئة، ولنا في الإمارات العربية المتحدة مثابة وعبرة لقد صنعت الاتحادية في الإمارات حضارة جديدة لم تخطر ببال أكثر المنجمين كذباً ولا أكثر الفلاسفة عقلاً فهل نتعظ؟، وهل يساعدنا الأهل على أن نتعظ؟ سنعيد بناء ما دمره الحوثيون وصالح في عدن ولحج وأبين والضالع، بل نحن عازمون على إعادة البناء في كل اليمن. إن الشعب الذي أنشأ السد وناطحات السحاب، وبناء هاف لندن هنا، سيعيد البناء مرة أخرى، ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر، سنعيد لعدن مجدها، وعظمتها بإذن الله، لتعود منارة للحضارة المعاصرة والتقدم مدينة نور وتنوير كما كانت في الماضي، عدن العاصمة المؤقتة لليمن، وكونها تعلن عاصمة مؤقتة لليمن فذلك شرف تتمناه كل المدن اليمنية، وشرف كبير لها ولأهلها هذه منطقة إبداع تاريخي، وحضاري
متوارث، وهي كذلك.
مشهد عام من الحضور في الحفل
مشهد عام من الحضور في الحفل

سنتغلب أيها الإخوة الحاضرون على خلافاتنا التي تعصف بنا اليوم، سنتجاوزها إذا لم يجنح طرفاً منا لممارسة العنف وفرض الإرادة وإقصاء الآخرين كما فعل ذلك الحوثيون، نحن شعب كانت له أولى التجارب الديموقراطية الإنسانية العالمي، نحن من وصفوا في القرآن الكريم، بأهل الشورى“وأمرهم شورى بينهم”، سنحتاج إلى مزيد من الحوار، وسنبحث في إطار المراجع الثلاث، فمشكلتنا هي مشكلة اليمن، لا تفرض الحلول السياسية بالقوة وليست هناك حلولاً سياسية مطروحة خارج هذا النطاق، سوف نحترم الإرادات أياً كانت طالما يجري التعبير عنها سلمياً، وعلاقة الأغلبية بالأقلية ينبغي أن تحكمها القاعدة التالية: قال البعض دم الجنوبي على الجنوبي حرام، واستثنى البعض من هذا التحريم، ونحن نقول وبالمطلق دم الجنوبي على الجنوبي حرام، ودم اليمني على اليمني حرام، ودم العربي والمسلم على العربي والمسلم حرام، بل نجزم أن دم الانسان بما هو إنسان على الإنسان حرام.. نعم حرام. أيها الأخوة، أيتها الأخوات: لن تعود الأمور كما كانت عليه، قبل مارس 2015، أو كما كانت عليه بعد 1994، لكننا لن نستطيع صناعة حلول بمفردنا، وفي الأفق لا أرى حلاً سياسياً مقبولاً على المستوى الوطني غير الدولة الاتحادية، الكفيلة بالتوزيع العادل للسلطة والثروة، فنحن في عالم لا نقرر فيه لوحدنا، لكنه عالم أراه يحاول مساعدتنا على الخروج من أزمتنا، هناك فرصة لسلام دائم في بلادنا، ويجب اقتناصها، وهي فرصة لا يمكن تحقيقها بدون الشرعية، تجاوز الشرعية أو العمل بدونها تترتب عليه مخاطر جمة. نقولها للحوثيين وصالح ها قد انقلبتم على الجمهورية والوحدة في صيغتها الاتحادية الجديدة العادلة التي توافقنا حولها في مؤتمر الحوار الوطني، أنتم لم تشنوا الحرب على تعز وعلى عدن إلا أنكم أدركتم أن مؤتمر الحوار الوطني قد وضع حداً للنفوذ والهيمنة والنهب، جربتم التدمير والعنف والقتل، فما خلفت حربكم سوى الخراب والدمار، كنتم طامعين في حكم الأرض والشعب، فلم تتمكنوا من الأرض ولن تحكموا الشعب ، فالشعب الذي ذاق طعم الحرية وعرف طريق الديموقراطية بهديٍ من ثورتيه العظيمتين سبتمبر وأكتوبر لم يعد قاصراً ولا جاهلاً ولا خانعاً ولا تابعاً، فتوبوا لرشدكم، واحقنوا الدماء، ولا تنتظروا حلولاً للأزمة والحرب خارج نطاق المرجعيات المتفق عليها، لم تعد تعز كما عرفتموها من قبل، وعدن وتعز تقاومان وتقفان سداً منيعاً في وجه طموحاتكم، هل تدركون أن من يقاتلون في مأرب يأتي معظمهم من عمران وذمار وصعدة وحجة والمحويت ، أليست هذه رسالة عميقة أن اليمني واليمن قد تغيرا عما كاناعليه. علينا أن نبحث عن يمن جديد متوافق ومتصالح مع نفسه، يحمي حقوق الفقير قبل الغني، والضعيف قبل القوي يمن يحمي حقوق الأفراد قبل الجماعات يحمي الفرد كإنسان، يمن متوافق ومتصالح مع محيطه العربي والخليجي على وجه التحديد، والقومي في العموم وتذكروا أن روابط القربى واللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ المشترك هي التي تقرر مصيرنا، ولم تكن يوماً إيران سوى جار بعيد مختلف عنا في هذه كلها. أيها الإخوة أيتها الأخوات: عندما جئنا إلى عدن قبل عام ونيف كانت الكهرباء والماء والصحة وعموم الخدمات في أسوأ حالاتها، وكانت المرتبات قد انقطعت، والحياة
الاقتصادية قد توقفت أو كادت، وجئنا إلى عدن وخزينة الدولة فارغة أو منهوبة، إلا القليل القليل من المال. كان علينا أن نجد حلولاً لأزمة السيولة، وقد تجاوزناها بطباعة العملة، وبحثنا عن إيرادات فصدرنا بعض النفط من حضرموت، لقد تبادلت عدن وحضرموت ومأرب الدعم المتبادل وفي ذلك أيضاً رسالة أخرى. ووقفنا أمام الكهرباء ببنيتها المدمرة، شبكتها المهترئة ومحطاتها القديمة، وانطفاء شبه تام، وها نحن نتجاوز المشكلة شيئاً فشيئاً، وبإمكانيات الدولة، كما نعالج بنفس العزيمة تقطعات المياه، لدينا مشروع عملاق لمياه ومجاري عدن، كلفته تبلغ مليارات الريالات وقد كلفنا المؤسسة وقيادتها بإعداد التصاميم ودراسات الجدوى، سنتغلب على الصعوبات حتى بوجود الفقر في الموارد لكن بترشيد استخدامها، وفي خططنا القادمة سوف نولي العملية التعليمية مزيداً من الاهتمام، كذلك المعلم، وفي الاتصالات لدينا مشروعات مهمة، وإحداها عملاقاً بكل معنى الكلمة في الأنترنت، سنفتتحه في عدن الأيام القادمة. لدينا الإيمان أن شعبنا يستحق الأفضل كما أنه أهل للسلام، فقط نريد دعمكم ومساندتكم للتغلب على الصعوبات، نعم نريد دعمكم ومساندتكم للتغلب على العقبات ولو بأضعف الإيمان. يجب على المجتمع أن يسهم في إنتاج الحلول للمشكلات، ينبغي أن نوحد المواقف، ونغلب المصالح المشتركة على ما عداها من مصالح خاصة، وألّا نترك هذه المصالح للعابثين أو المحبطين، إنها في الأساس مهمة القوى الحية في المجتمع، مهمة النخبة المثقفة والشباب المتطلع لغدٍ أفضل، والمرأة المناضلة التي يمثلها هذا الحضور الطيب وإن قل. نحن نواجه الكوليرا في كل مناطق اليمن، هي مسؤوليتنا تجاه شعبنا وأهلنا أينما كانوا وتتذكرون العام الماضي أن الكوليرا قد باغتتنا في عدن بمجرد وصولنا، وواجهنا الحالة بجدية وبمساعدتكم ومساعدة الكادر الصحي في المدينة المحب لأهله. سنتغلب على هذه الجائحة الآن، لقد اعتمدنا لها من المال ما يكفي لمواجهة المرض وهزيمته، بل وجعلنا له الأولوية على ما عداه، العافية والصحة أولاً، بل وأكثر من ذلك ساهمنا وسنساهم في معالجة المرض في المناطق المسيطر عليها من العدو، إنهم أهلنا، ونحن منهم وهم منا، إخوتكم في وزارة الصحة وفروعها في المحافظات في المستشفيات العامة والخاصة يقاتلون في جبهة مكافحة المرض، وقد أبلوا بلاءً حسناً، وغمة وسوف تنقشع قريباً بإذن الله. أيها الإخوة أيتها الأخوات سنعطي مزيداً من الاهتمام بالأمن العام، في عدن والمحافظات المحررة، سنواجه الإرهاب بكل صوره وأشكاله، نحن شركاء فاعلين في مواجهة الإرهاب والتطرف مع المجتمع الدولي، وأظنكم تذكرون معي أن الحالة اليوم في عدن والمحافظات الأخرى هي أفضل منها قبل عام، لكن الاختراقات الأمنية من قبل العناصر الإرهابية وأعمال العنف لازالت مستمرة، لازال هناك من يقلق السكينة العامة، من يعتدي على المواطنين، من يقتحم المؤسسات كما حدث في البنك الأهلي قبل يومين، سنلاحق الجناة، الذين روعوا الموظفين، واعتدوا على مدير البنك، وعرضو حياته للخطر، لن يسلم المعتدين من الملاحقة وتطبيق القانون، فحياتك غالية، والمعتدون سوف ينالون جزاؤهم العادل كل هذه الأعمال ستواجه بمزيد من الإجراءات الأمنية والقانونية، لكن السيطرة على الأمن لا تتم إلا في ظل وحدة المجتمع، ووحدة القيادة، ووحدة المؤسسات العسكرية والأمنية وبالتالي وحدة القرار الوطني السياسي والعسكري. يجب نزع السلاح في المدينة، عدن مدينة السلام والتمدن والرقي، ولجم الجماعات غير الملتزمة بالقانون، وعودة النيابة والقضاء للعمل، وفرض هيبة الدولة، ومكافأة الأعمال الطيبة والتضحيات الجسيمة لرجال الأمن، لقد وفرنا للقضاء والنيابة الظروف المناسبة في حدودها الممكنة وسنعمل على إعادة بناء أقسام الشرطة، وأجهزة التحري والتحقيق، تلك هي واحدة من مهامنا في الأيام القادمة، وسوف يُحترم رجل المرور، ولن تتكرر الإهانة مرة أخرى.

وللوفاء مع الشهداء أنتم تعرفون أننا اعتمدنا لكل عائلة شهيد مرتب، وأولينا الجرحى اهتمامنا، وأيضاً اعتمدنا مرتباً لكل جريح خارج نطاق الوظيفة العامة، لقد حصلنا على دعم الأشقاء في المملكة والإمارات والكويت، ومصر، والسودان وتركيا، وخاصة مركز الملك سلمان، لهم منا كل الشكر والتقدير وللدكتور عبدالله الربيعة شكر خاص لجهوده الطيبة التي خففت من آلام الكثير من الجرحى، وكذلك الشكر في هذا الشأن للأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي الذي عالجوا الآلاف على حسابهم في الأردن، والسودان والهند. شكراً لحضوركم، وشكراً لحضورهن، شكراً لكل من ساهم في هذا الحفل وشكراً لمن يريد أن يستكمل معنا الفرحة من الفنانين، والشباب المتطلع لِغَد آمن ومستقر، لا كوابح فيه ولا موانع الا من وازع من ضمير أو رادع من عقل، أو نص صريح، متفق عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفرقة الموسيقية في الحفل
الفرقة الموسيقية في الحفل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى