في ذكرى انتصار وتحرير عدن.. مساعد وزير الدفاع اللواء الركن عبدالقادر العمودي في حوار لـ«الأيام»: القضية الجنوبية استطاعت أن تثبت نفسها في المحافل الدولية(2)

> حاوره / ذويزن مخشف

>
اللواء الركن عبدالقادر العمودي قائد عسكري جنوبي له بصماته الكبيرة في المؤسسة العسكرية في الجنوب أبان فترة ما قبل العام 90م وحتى اليوم.. برز اسمه كثيرا خلال العامين الماضيين ولا يزال يتصدر المشهد العسكري، خصوصا منذ انتصرت المقاومة الجنوبية على العدوان الثاني الذي استهدف إسقاط عدن والجنوب في أيدي المركز المقدس (صنعاء) للسنوات مقبلة لكنها فشلت وسقطت تلك الطموحات القادمة من كهوف مران على صرخة جديدة من شباب ورجال الجنوب عسكريين مخضرمين وأفرادا وجنودا لأول مرة حملوا السلاح لمواجهة العدو.

القائد العسكري العمودي أحد أبطال معركة تحرير عدن ومن أهم القادة الذين صنعوا انتصار عدن والجنوب، وقدم التضحيات لأجل النصر ولا غير استعادة الأرض.. لم تخلُ جبهات القتال حول عدن وداخلها من شخصه وبصماته التي طبعها في خطوط النار مع شباب عدن في الدفاع عن مدينتهم، ولذا كان هدفا كبيرا لمليشيات الحوثي وصالح التي حاولت ذات يوم اغتياله حينما حاصرت منزله في بير فضل.. أتذكر حينها في الصباح الباكر كنت جالسا مع شباب المقاومة في مدرسة 22 مايو بالوحدة السكنية بالمنصورة حيث تتواجد غرفة عمليات مركزية لمقاتلي المقاومة وصل خبر محاصرة اللواء العمودي من قبل مليشيا الحوثي وصالح لقتله فاستنفر المقاتلون وتحركت 4 قوافل عسكرية إلى هناك والتحمت مع العمودي ورجاله لتدور معركة شرسة انتهت بالقضاء على العشرات من جنود المليشيات.

في الذكرى الثانية لانتصار عدن لابد من الحديث وبشفافية وصدق حول تلك المعارك التي خاضها أبناء عدن ضد العدو القادم من كهوف مران وجبال سنحان.. يتحدث اللواء العمودي إلى «الأيام» عن تفاصيل وأسرار التحرير وصمود المدينة وأبنائها في وجه العدو.. هذا الحوار الأول لـ«الأيام» مع اللواء العمودي التي زارته يوم الخميس الماضي في مكتبه بالمنزل الذي شهد معركة محاولة اغتياله ونجا منها بشجاعة.
الزميل سكرتير التحرير اثناء حواره مع اللواء العمودي
الزميل سكرتير التحرير اثناء حواره مع اللواء العمودي

* كيف تنظر إلى التجاذبات السياسية داخل الجنوب ومدى تأثيرها على الاستقرار فيه ؟
- أبعدنا عن الجانب السياسي، نحن عسكر لسنا سياسيين، لكن أنا أقول لكم حاجة وحدة “إذا كنا فعلا نحب الجنوب ونحب هذا الوطن علينا الابتعاد عن هذه التجاذبات السياسية، يعني أن نصب كل جهودنا في اتجاه واحد يهدف إلى كيفية بناء الدولة القادمة بالشكل المطلوب ، نحن عانينا الكثير واي تجاذبات سياسية الآن ستؤخرنا عن هدفنا لسنوات قادمة، ولهذا أنا أدعو كل القيادات السياسية في المحافظات المحررة وبالذات المحافظات الجنوبية إلى أن يلتموا حول القيادة التي ظهرت وأن ينسوا أي خلافات، وأن يحاولوا بالحوار أن يصلوا لبناء كيان سياسي قادم، وهو الذي سيقود الجنوب نحو الهدف المنشود للجميع.
على القيادات السياسية كلها وقيادة المقاومة أن تلتف حول قيادة واحدة عن طريق الحوار وليس عن طريق شيء آخر غير الحوار، وأدعو وأطالب الأخوة في المناطق الجنوبية جميعاً بأن لا يوجه سلاح جنوبي على جنوبي أبدا على الإطلاق، وأن يلتفوا حول الحوار ويتفقوا عليه والذي يؤدي بهم الى اختيار قيادة سياسية واحدة تستطيع اخراج الوطن إلى بر الأمان.
* المجلس الانتقالي الذي أعلن هل هو الكيان السياسي المطلوب، برأيك ؟
- أي كان هذا الكيان، ليش لا.. ممكن أن يكون هو هذا، أظن فيه نواة، وأتمنى ان يصب الآخرون في اتجاه هذه النواه وتتوسع لتشمل الجميع، أنا أرى ممكن يكون هذا هو نواة، لكن على المجلس الانتقالي ان يفتح صدره لكل القوى السياسية وكل قوى الحراك وكل قوى المقاومة الموجودة في الداخل الجنوبي وفي الخارج وأن ينفتح عليهم جميعا وان يستمر في حواره معهم، وعلى الآخرين أن ينتقلوا معه للحوار للوصول إلى حل.
وتساءل العمودي قائلاً: “الآن الخلاف حول ماذا ؟!، طالما الهدف واحد والكل يدعو لهذا الهدف ، حتى الموجودون في السلطة سواء كان سلطة أو مقاومة او حراك أو أي كانت القوى السياسية الموجودة عليها أن تلتحم خاصة الآن ومع الشرعية أيضاَ، حتى الوصول الى تحقيق الهدف بعد ذلك لكل حدث حديث.. لكن اليوم نحن نفكر كيف تلتحم كل القوى في الجنوب لتحقيق هدف واحد ، لا يوجد تعارض على الهدف سواء المجلس الانتقالي او الاخوة الآخرين والاخوة في المقاومة كلهم يدعون إلى إقامة دولة الجنوب ، اقامة دولة جنوبية، لكن يختلفون حول التمثيل أو حول الطريق للوصول للهدف، هذا الاختلاف الموجود، تتوسيع دائرة التمثيل لتشمل كل القوى..
أنا أطالب الجميع سواء كانوا أخوة في مجلس انتقالي أو كانوا أخوة في الحراك بجميع فصائله او المقاومة بكافة مجاميعها بأن يوسعوا التمثيل في أي مجلس يرتضون به ويلتقوا حول هدفهم الواحد ، وكلهم لديهم هدف واحد.
المقاومة الجنوبية داخل المطار
المقاومة الجنوبية داخل المطار

نحن عسكر ولسنا سياسيين ، أنا سأقف وسأقاتل إلى جانب إرادة شعبي، كعسكري أنا مع إرادة شعبي ولن أخرج عن إطار إرادة شعبي، الحاكم هو لفترة جالس وبا يروح، لكن الشعب للزمن كله، وبالتالي أنا بجانب شعبي ووطني وأي قائد عسكري سواء كان في الشرعية او الحراك هو الى جانب شعبه لن يكون إلا هكذا وحيث ما تقودنا ارادة شعبنا نحن سنتجه، كعسكريين، دع السياسيين يختلفون مهما كان ، لكن في الاخير نحن سنكون إلى جانب الشعب والوطن.
والخطوة الأخيرة التي قام بها المجلس بالاعتراف بالشرعية خطوة ممتازة، إذا كان المجلس اعترف بالشرعية وبشكل واضح، كيف يمكن أن نقول انه هناك خلاف بين الشرعية والمجلس، طالما المجلس اعترف بالشرعية، وأعتبر شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي من الثوابت في عمله ويعمل في ظل هذه الشرعية.
* هل تحققت تطلعات وآمال الناس بعد إنجاز هذا النصر؟
- دائما العدو لن يترك لك وقت كي تفكر أو تعمل أو تصلح ، دائما العدو سيظل يحاربك بكل الاتجاهات، الآن معظم ما نشاهده هو لعبة سياسية يستخدمها العدو.. علي عبدالله صالح، رجل حكم 33 سنة، رجل تمرس في الحكم والسلطة ويعرف كيف يشتغل من كل الاتجاهات، وبالتالي معظم ما نسمعة لعبة سياسية، فيستغل أي خطأ هنا أو هناك لتضخيم هذا الخبر وجعل عدن كأنها متارس سلاح وهي على العكس.. نحن نرى الان ان عدن اكثر أمنا، والذين يعيثون فسادا أو اختراقات في العمل الامني في عدن هم من يرتبطون بتلك العناصر سواء كانت العناصر الأمنية او عناصر المخلوع، الآن الدولة ممثلة برئيس الجمهورية المشير الركن عبد ربه منصور هادي متفق مع دول التحالف على كل الخطوات المتخذة، بدأنا ببناء قوات مسلحة، جندنا معظم شباب المقاومة في المؤسسات العسكرية والأمنية، حصلت أخطاء هنا وهناك بسبب ضعف في الجانب الإداري والتنظيمي، ولكن نحن دائما في عملية تصحيح لكل هذه الامور ، نشتغل في عملية التصحيح..
الآن هناك قرارات بإخراج معظم الوحدات العسكرية من عدن والإبقاء على وحدات أمنية فقط وبعض الوحدات العسكرية الضرورية لتأمين عدن والبقية كلها ستنتقل الى خارج عدن، وهذا اتفاق بين التحالف ورئاسة الجمهورية والقادة في القوات المسلحة، وهناك اهتمام بهذا الجانب من القيادة ، هذا سيعطي لنا عدة نتائج ، منها : خروج القوات الى معسكرات اخرى دائمة خارج المحافظة ، ولن يخرج معك الا اولئك الذين فعلا سينضمون للقوات المسلحة ، يعني سيتساقط أولئك الناس الذين يريدون راتبا ويجلسون في البيوت، وسيتقلص العدد الكبير الذي تم تجنيده في عدن، وهذا سيساعدنا على التدريب بشكل أفضل، وسيساعدنا على خلو عدن من هذا الكم من السلاح والفوضى وعندها تستطيع أن تضبط وحدات محددة وقليلة من الامن في عدن بشكل جيد، أيضاً تنقية هذه الوحدات عن طريق التدريب.
الآن سيتم اختيار من كل وحدة عسكرية عدد سيؤخذون إلى العند ليتم تدريبهم ويعودو، إلى الوحدات العسكرية مرة أخرى ويتم تدريبهم، ومن كل فترة سنأخذ كتيبة ، يُدربون ثلاثة أشهر ثم يعودون الى وحداتهم مرة اخرى مدربين جاهزين ، وحداتهم تكون قد خرجت من عدن وبالتالي تستطيع ان تبني جيشا بالشكل المطلوب.
شباب المقاومة الجنوبية
شباب المقاومة الجنوبية

* ما مستقبل الحزام الأمني عسكريا ؟
- هذا الحزام الامني سيكون جزءا من أمن عدن سينضم إلى الأمن العام لوزارة الداخلية أو الأجهزة العسكرية الأخرى وسيكون جزءا من القوام لوزارة الداخلية ، كجهاز امني وجزء على مراكز الشرطة والامن وقوات الامن العام.
* ماذا تحقق للجيش في المناطق المحررة ؟ هل انتهت التبعية للفرد؟
- ما تحقق الان لا ينكره أحد وما حققته القيادة السياسية للجيش كثيرة ، اذا قورنت من بعد الحرب الى اليوم كان الناس لا تستلم مرتبات الان بدأ تنظيم المرتبات، هناك اخفاقات ولكن هناك تصحيح لهذه الإخفاقات، الآن أكثر من (120 ألف) فردا في عدن من الوحدات العسكرية داخل المنطقة العسكرية الرابعة (عدن، أبين، لحج، الضالع)، يعني أكثر من 120 ألف يستلمون رواتب، وهذا دليل أن الأمور بدأت تسير نحو الأفضل.. لدينا معاناة اخرى تتمثل في اعداد العائدين واعداد المنقطعين، هذه المشكلة ستعالج بقرارات رئاسية بعودة أكثر من 9000 فرد وضابط ، سيتم عودة المنقطعين بلجنة مشكلة من رئاسة الجمهورية تعمل منذ أكثر من سنتين، الان اعطي لها إيعاز بالعمل ومستمرة الان في عملها لها أكثر من شهر هذه تعمل على النظر في ملفات كل المنقطعين خلال الاحداث السابقة سواء كان حرب 94 أو المسرحين قصراَ من أعمالهم ومن المنقطعين وهذا كله هناك لجان مشكلة وفي قرار سيصدر قريبا بعودة أكثر من 9000 من المنقطعين عن أعمالهم والمسرحين قصراً، وتسوية اوضاعهم.. من كان شبابا وسنه قابل للعمل سيعود للعمل ما لم سيعطى له راتبه وسيتقاعد بعد تسوية مرتباتهم بالوضع الجديد.
هذه المعاناة من مخلفات الماضي، وكل عسكري كان يعمل إلى يوم اندلعت الحرب في 2015 وراتبه جارٍ سيستلم راتبه لكن الذين ما قبل هذا منقطعين هذا تحله لجنة رئاسية لهذه القضية، يسلمون ملفاتهم لها وتمارس عملها في معسكر طارق يقابلون الناس وتحل قضيتهم، تقريبا هذه من أهم الانجازات للجيش، الان كل الناس تستلم رواتبها، وعندنا صعوبة في الاستيعاب في المعسكرات ، صعب انه في المعسكرات الاربعة او الثلاثة استوعب كل الناس ، الان سيتم البدء باخراج كل المعسكرات وستبدأ عملية ترميم بعض المعسكرات وسيعمل لهم معسكرات في الخارج ويعمل لهم استيعاب، وبعدين كل الناس سيدعون الى اعمالهم كل الناس العسكريين الواقفين في البيوت يستلمون مرتبات ، ليس من المعقول الان ندعو الناس للمعسكرات ولا يوجد المكان لاستيعابهم ، لما يتم عمل المعسكرات سيستدعى كل الناس لتأدية عملهم.
* ألا ترون أن هناك فجوة في المرتبات بين المتقاعدين والمنخرطين في الجيش الآن؟
- حصروا عدد المتقاعدين مؤخراً عند زيادة المرتبات للجيش بعد شهر نوفمبر 2016 حيث ارتفعت مرتبات الجنود والضباط الى مستوى ملائم، والآن الدائرة المالية تعكف على إعداد مقترح لرئيس الوزراء ويبحثون عن مصادر مالية لرفع رواتب المتقاعدين لتصل الى حد الزيادة المعينة بنسبة محددة ، لكن الدولة تبحث عن مصادر مالية لهذا الجانب ، واعتقد انها لن تتأخر كثيرا، لكن اؤكد للجميع وأطمئنهم ان هناك متابعة وجهود كبيرة تبذل في هذا الجانب.
* ما هي المعالجات للمنقطعين؟
- المنقطعون بعضهم من قبل عشرين سنة خرج عن الجيش ويأتي الآن ويقول أنا عسكري وهذا رقمي نحن نعرف أنه عسكري لكن من أين ممكن أن نوفر له راتبا لماذا لم يطالب من قبل؟!، الآن عليه أن يذهب للجنة المشكلة وتقديم ملفه، اذا تنطبق عليه شروط العودة سيعود.
* بعض أصحاب القضايا يزعمون انها تعود لمشكلة سوء الإدارة وعدم اتخاذ الوزارة إجراءات رادعة بحق المخالفين كخصومات الراتب.. ما ردكم؟
- أنا أقول لك النظام الاداري ليس بالمستوى الذي نطمح اليه ، لانه لازال نظام علي صالح في القوات المسلحة الذي أرساه طوال 33 سنة في فترة حكمه فلازال موجودا في القوات المسلحة بالرغم من اننا عممنا بعدم الخصم من الرواتب من قبل، وهناك توجيهات صدرت من الوزارة وفي الأمس القريب كان يتحدث رئيس الوزراء وقال سيحاسب كل من يخصم على أي عسكري، الخصومات مرفوضة وترفضها كل الانظمة ، إذا هناك غياب مفروض قائد الوحدة أو قائد اللواء يرفع به أنه غاب وتتوقف رواتبهم في مالية وزارة الدفاع ، هو يرفع بالأعداد المتواجده معه فقط ، وبالغياب ماله دخل.. وهناك إصرار من قبل القيادات بمحاسبة هؤلاء الناس، لكن على القادة ان لا يرفعوا باسماء وهي غائبة عن عملها.
* بعض الجنود يتحججون بعدم استيعابهم في المعسكرات؟
- هذه مبررات مرفوضة، التغذية متوفرة الان في المنطقة العسكرية الرابعة، فقد تحملت المؤسسة الإقتصادية جانب التغذية، وكانت اول يتحملها المقاولون للتغذية الآن منذ شهر مارس تحملت مسؤولية التغذية المؤسسة الاقتصادية وهي تقوم بشراء التغذية وتموين القوات المسلحة الى دائرة التموين التي تمون كل الوحدات الموجودة ، والموجودين فيها فعليا بالعمل ويتم تغذيتهم، ولا يوجد اي شكوى من الوحدات من ناحية الغذاء ، لا يوجد شكوى ابداً، التغذية موجودة.
* تأخر الحسم في الشمال منذ عامين حيث لا يزالون في التباب، بينما استغرق تحرير عدن ولحج وأبين أياما.. كيف تفسر هذا؟
- برأيي إن هذا الموضوع ليس عسكريا ولكن سياسي وبحاجة إلى إرادة سياسية.. الوضع في المحافظات الجنوبية يختلف عن الشمال، مليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح في المحافظات الجنوبية اصلا لا يوجد حاضنة لهم وبالتالي كانت هناك دوافع للتحرير، والكل هنا قاتلهم، هنا كل الشعب مع التحرير والتخلص من ذلك النظام، ولذلك تم الانتصار على عكس الشمال.
* ماهي النجاحات التي حققها الجيش في الحرب على الإرهاب؟
- استطاع الجيش بمساندة ودعم دول التحالف والدول الصديقة ان يحقق نجاحات في بعض المحافظات في محاربة الارهاب ، ففي حضرموت استطاعت نخبة حضرموت طرد العناصر الارهابية من المحافظة بالتعاون طبعا مع قوات التحالف، وفي ابين ولحج والبيضاء وشبوة استطاع ان يحقق نجاحات وانتصارات جيدة، وفي عدن ايضا، بعد الحرب كانت مديريات كاملة بعدن مغلقة بيد عناصر ارهابية وتفرض سيطرتها عليها، لكن الآن نشعر أن هناك أمن وأمان واستقرار، صحيح انه لا تخلو بعض المحافظات من وجود عناصر محدودة أو نائمة أو متخفية، لكن بتكثيف العمل الاستخباراتي في المستقبل وتعزيز النشاط الأمني ستتقلص حتى نصل الى حصرها والقضاء عليها وبدعم ومساندة الاشقاء.

* هل ترى أن نتائج الحرب قد أسست لقوات متدربة في مكافحة الإرهاب؟
- أستطيع القول إننا في بلادنا كل يوم تترسخ لدينا خبرات في محاربة الارهاب، والتدريب ليس كافيا بقدر وجود الخبرات ، وكل يوم تترسخ خبرة ، عندما يواجه هؤلاء الشباب والجنود الجدد العناصر الارهابية، تتولد لديهم خبرات بسبب المواجهة والاحتكاك الدائم، وخبرات في جانب تقصي العناصر الإرهابية وقتالها، وهذا يكسب جنودنا خبرات نوعية، فالتدريب ليس وحده كافياً، بقدر الخبرات المكتسبة من العمل.. وبالتالي نحن على صراع مستمر مع هذه العناصر وستظل عملية اكتساب الخبرات يوميا مستمرة الى جانب أمور أخرى ترتبط بمكافحة الإرهاب من خلال مواجهة الفكر المتطرف ، فالتربية يجب ان تلعب دورا في تربية الجيل، والمجتمع ينبغي ان يلعب دور في تربية الناس وكذا الجامع، فالتصدي للأعمال الارهابية هي مسؤولية الجميع، دولة ومجتمع، ويجب ان تشارك فيها كل فئات المجتمع.
والعملية ايضا تتطلب مكافحة الفكر بالتعليم، وخلق فرص عمل للشباب، والالتحاق بالعمل، صحيح أن التحاق بعض الشباب في وحدات القوات المسلحة والأمن ساعد على حل جزئي للمشكلة ، لكن لابد من فتح مشاريع عمل أخرى مستقبلية للناس، وهذا لن يتأتى إلا بوجود استقرار، عندما يبدأ الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي بوجوده سيلتحق الشباب بالمدارس والجامعات، وأيضاً المسجد أو الجوامع لها دور في التربية، يعني الاسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع هؤلاء الاربعة العناصر هم الاساس في تربية الانسان.
فإذا كان للمسجد والمدرسة نفس التوجه بالإضافة إلى الأسرة عندها سيخلق هذا عنصرا سليما في المجتمع، لكن عندما تكون المدرسة في اتجاه والبيت في اتجاه والمجتمع في اتجاه والجامع في اتجاه فسيخلق ذلك جيلا من الشباب المهتز والمضطرب، لأن هذه العناصر هي التي توجه الانسان وتهتم بتنشئته.
* هل ترى ان عاصفة الحزم حققت أهدافها؟
- عاصفة الحزم حققت معظم أهدافها، لكن لن تحقق عاصفة الحزم أهدافها كاملا إلا بعودة الشرعية ، واسقاط التمرد والقضاء عليه وعلى الذين اغتصبوا السلطة، والتحالف هدفه الرئيسي هو عودة الشرعية إلى البلد، وبالتالي طالما لم تعد الشرعية والقضاء على التمرد ستظل عاصفة الحزم مستمرة في أهدافها وهدف التحالف واضح وقاله المتحدث الرسمي للتحالف العسيري هو “عودة الشرعية والقضاء على التمرد وتنفيذ القرارات الدولية والقضاء على المد الفارسي في المنطقة”.
* أحدثت الحرب نتائج كارثية في الجانب الإنساني والبنى التحتية.. كيف تنظر لمعالجة آثار الحرب؟
- طبعا ما مرت به البلد هو كارثة بكل ما تحمله من معنى، سبب المتمردون كارثة لليمن بأكملها ، ومساعدة اليمن للخروج من أزمتها هذه هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع الداخل والخارج، وهنا أدعو المجتمع الدولي إلى أن ينظر لليمن بنوع من الجدية ، ومساعدة الحكومة اليمنية الشرعية للقضاء على آثار الحرب واعمار المدن المتضررة من الحرب، وتقديم المساعدة لإعادة بناء الدولة ومعالجة الأثر في الجانب الإنساني ، بعد الحرب أصبحت أعداد كبيرة من الأسر بدون مأوى وبدون مأكل وتضاعفت نسبة الفقر والبطالة، كل هذا بسبب الحرب ، هناك مخلفات كثيرة جدا نتيجة الحرب، ونجدد مطالبتنا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، ودول المنطقة طبعا بأن تساعد البلد للخروج من ما هو فيه.
* يقال الحروب تخلف جيشا من اللصوص وتخلف أيتاما ومعاقين.. ما تعليقكم؟، وكيف تنظرون للفساد ومدى تأثيره على مؤسسة الجيش؟
- طبعاً الحرب بطبيعتها قذرة ونتائجها وخيمة على أي مجتمع وخطيرة لأنه يذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى، وتخلف معاقين، وكذلك تخلف متسلقين ولصوصا، ولا يقدر المجتمع الدولي مساعدة اي مجتمع في هذا الجانب اذا لم نساعد انفسنا نحن أولاً، فكثير من الناس يستفيدون من هذه الحرب، وهم الانتهازيون الذين يعتبرون الحرب غنيمة لهم وهم من يطلق عليهم تسمية “تجار الحروب”، لأنهم يتاجرون بنتائج الحرب.. لكن أعتقد أنه بتلاحم المجتمع ومعرفة والمجتمع الدولي الحقائق على الارض هي في الاساس التي ستفضح هؤلاء، والآن الناس بدأت تفرز من خلال الحرب ما يعانيه الناس، ويميزون من هي العناصر التي هي فعلاً الى جانب المواطن ومن هي العناصر التي عملت على مضاعفة معاناة المواطن، وبذلك لن يجدوا لهم مكانا بيننا في المستقبل أبداً.
* أكد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن أن القضية الجنوبية بحاجة إلى حل جذري.. كيف تعلق على ما قاله؟ وكيف ترى حلها من وجهة نظرك؟
- المتابع لقرارات مجلس الأمن الدولي والمتابع لإحاطات المبعوث الأممي جمال بن عمر وبعده إسماعيل ولد الشيخ سيتبين له من خلال تصريحاتهم أن القضية الجنوبية في السابق لم تحظ بالاهتمام الذي نلمسه في الفترة الأخيرة، وفي رأيي أن هذا تأكيد على أن القضية الجنوبية استطاعت ان تثبت نفسها في المحافل الدولية وأن تبرز بقوة من خلال كفاح الشعب الجنوبي ومقاومتهم وحراكهم، أنا لا أنسب هذا لجهة معينة ولا فصيل سياسي واحد بل أنسب هذا العمل للشعب الجنوبي بكل أطيافه السياسية من حراك ومقاومة ولدورهم الفعال في المجتمع وفي الخارج الذي جعل المجتمع الدولي يعترف بأن هناك قضية جنوبية يجب إيجاد حل لها.. رغم أننا كنا دائما نؤكد ان القضية الجنوبية هي صلب القضية اليمنية ومفتاح الحلول لبقية القضايا، وبمعالجتها يمكن أن تعالج قضايا اليمن وإيجاد الاستقرار للمنطقة ككل، ومع الأسف لم يستجب المجتمع الدولي لدعواتنا المتكررة واليوم نحمد الله على كل ما تحقق من نجاح وفرضها بقوة في المحافل الدولية كثمرة لجهود ونضال الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي وكل القوى السياسية والعسكرية في الداخل من خلال النجاحات المحققة على الارض التي غيرت موازين القوى في الواقع واستطاعت أن تلفت أنظار واهتمام المجتمع الدولي إليها.
* ألا ترى أن هناك تناقض في الطرح لحلول القضية الجنوبية.. الشرعية من جانبها تتحدث عن ثلاث مرجعيات للحل، وولد الشيخ يتحدث عن حل جذري للقضية الجنوبية؟
- باختصار ممكن القول إن كل المرجعيات التي طرحتها الشرعية والمجتمع الدولي - وهذا رأيي الشخصي وأنا لا أتحدث باسم وزارة الدفاع ولا باسم الدولة، أنا أتحدث كمواطن جنوبي - قد أُسقطت.. أسقطها الانقلابيون أنفسهم بالتمرد على السلطة وعلى مخرجات الحوار الوطني واجتياح الجنوب ودخولهم صنعاء وإسقاط صنعاء، هذا كله وهم كانوا شركاء في مخرجات الحوار الوطني، ثم انقلبوا عليها، هل باقي مرجعية، أنا أرى شخصياً ان الحوار الوطني لم يعد مرجعية، هذه المرجعية أُسقطت بالحرب، وبدخولهم صنعاء وأسقطوا مؤتمر الحوار، بإسقاطهم عمران ، ولم يتبق اي شيء يتمسكون به.. ونستغرب الآن من تمسكهم بها، بالإضافة إلى أن الواقع الذي افرزته الحرب في الجنوب والشمال لم يعد صالحا لما كان يطرح سابقا بل يحتاج الى مزيد من التنازلات وحلول جذرية للقضية الجنوبية وبقية القضايا كي يتحقق الاستقرار في المنطقة.
* هل ترى القوى والأطراف المتحاربة بما فيها الأطراف التي لم تشملها المبادرة الخليجية مؤهلة لإحلال السلام؟ وهل أصبح اليمن مهيأ للسلام ويتطلب فقط إرادة دولية ومحلية ؟
- نعم، الناس ملت القتال ولا يوجد إنسان لا يبحث عن السلم ، كما يقول المثل الحضرمي عندنا (الأمن قبل الإيمان)، فلهذا من لا يبحث عن أمان ؟!، كل مواطن يبحث عن أمان وأمن واستقرار، فهم أساس الاستثمار وتطوير التعليم، فالأمن الاساس في ارتفاع مستوى الاقتصاد، لهذا ندعو دائماً إلى حلول سلمية منصفة لكل قضايانا، في بلدنا ونجدها فرصة لنجدد الدعوة للمجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة وكل المنظمات الانسانية إلى السعي لإطلاق سراح المعتقلين والأسرى في سجون الانقلابيين وعلى رأسهم وزير الدفاع اللواء الصبيحي ورفاقه لإثبات حسن النية بقبول الانقلابيين للسلام وترحيبهم بالجهود الاممية الرامية لإحلاله في اليمن.
* كيف يمكن أن يتحقق السلام ؟
- بعد نتائج الحرب وبعد الفشل الذريع في تحقيق انتصارات في الشمال فإن الكرة الآن في ملعب القيادات السياسية للأطراف، كلها يجب إشراكها وتقديمها التنازلات من أجل السلام.
* كيف تنظر إلى عودة صحيفة “الأيام” ؟
- طبعا كل الناس اشتاقت لـ “الأيام”، الكل، ليس في الجنوب وفي اليمن فقط بل وفي المنطقة بشكل عام لما لهذه الصحيفة من قبول وارتياح شعبي ومصداقية، فهي صحيفة صادقة صحيفة تعبر عن رأي الشارع صحيفة تتسم بالمصداقية بطرحها، وتناولها للأحداث، وصحيفة تبنت منذ نشأتها في السابق قضية العمل الوطني في الجنوب، وفيما بعد حرب 94م تبنت قضايا الجنوب العادلة دائماً ، وهي دائما الى جانب الحق والعدل ، واستطاعت ان تخلق مكانتها في نفوس القراء من خلال نهجها الوطني ونهجها الصادق، بمصداقيتها في نشر الخبر، وحياديتها في تناول الموضوعات والأخبار ومصداقيتها في التعامل مع كل الاحداث، ونحن واثقون أنها ستضع حدا للفوضى الإعلامية ، ونأمل أن تكون كما كانت في تبنيها للقضايا الوطنية وأن تملأ الفراغ الإعلامي الحاصل منذ فترة طويلة، كان المواطن في عدن وغيرها يبحث عن الصحيفة لأنها ارتبطت بوجدانه فهو يرى فيها المصداقية في نقل الخبر، وسعداء بعودتها ونتطلع إلى أن تساعد على توعية المجتمع وخلق رأي يسهم في الاستقرار والسلام، ونحن واثقون من أنها ستغير الموازين على الارض لصالح كفة الاستقرار والسلام في المنطقة.
* تصويب: في العمود الرابع من المقابلة ذكر اسم اللواء احمد سيف اليافعي انه غادر الرياض على نفس السفينة.. والصحيح ان الذي غادر حينها اللواء سيف الضالعي قائد المنطقة الرابعة سابقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى