خبير الألغام الشهيد حلبوب

> جاعم زيد حلبوب/ يافع

> في تخليص وطن من براثن الاستعمار ومخلفاته التاريخ يعج بملاحم وبطولات ومواقف ومآثر لرجال صناديد، جعلوا الوطن في حدقات أعينهم، وقدموا الغالي والنفيس من أجل الانتصار للوطن دون سواه.
خبير الألغام الشهيد عقيد/ منير حلبوب أحد أبرز القيادات الجنوبية الذين كان لهم دور بارز في مقاومة ومقارعة العدوان الشمالي على الجنوب.
كان الشهيد في مقدمة الأبطال المقاتلين المدافعين عن الوطن فتجسد موقفه الرافض لغزو الجنوب في دفاعه المستميت لصد العدوان على الجنوب في العام 94، وبعد أن حطت الحرب أوزارها واجتاحت جحافل الاحتلال القبلي والعسكري كل مدن الجنوب وقراه، وأصبحت أمرا واقعا لم يقبل الشهيد الواقع المفروض عليه بقوة السلاح، وكان يعبر عن رفضه الإقصاء والتهميش ويصف الوضع بعد الحرب والاجتياح بالاحتلال، الذي ينبغي علينا مواجهته بكل الوسائل والطرق.
كان للشهيد نشاط سياسي مع رفاق دربه في الفترة من 2007-2015 تقلد فيها منصب عضو قيادي بارز في الهيئة الوطنية للتحرير والاستقلال، وكان الشهيد أحد أبرز نشطاء الحراك السلمي الجنوبي في محافظة لحج، ولعب دورا في توعية الشباب، لكن الحرب دقت طبولها في 23 مارس 2015، وكان للشهيد شرف السبق في الذود عن تراب الوطن، فمن جبهة المطار إلى كل الجبهات القتال في إطار محافظة عدن بحكم تخصص الشهيد كخبير ألغام كان يستعان به من قبل المقاومين، لتفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات، كان مع رفاق دربه من خبراء الألغام أحد العوامل الرئيسية التي مكنت الجيش والمقاومة من تحقيق نصر مستحق وفي زمن قياسي أذهل العالم.
عين الشهيد رئيس فرقة مكافحة الألغام في محافظة أبين، وفور قرار تعينه توجه الشهيد بصحبة فريقه الهندسي إلى محافظة أبين، وتمكنوا من انتزاع الآلاف من الألغام، وتأمين المدينة، وفي اليوم الخامس من أداء المهمة وبعد أن أصبحت أغلب المديريات خالية من المتفجرات والألغام كان صانعو الموت وأعداء الحياة من الإرهابيين قد أعدوا وجهزوا لتنفيذ فعلتهم الشنيعة بحق الشهيد ورفاقه، ليسقط في ميدان المعركة مقبلا غير مدبر، عفيفًا ومناضلًا صادقًا، ومات شامخًا، اهتز لفقدانه الوطن.
عاش عزيزًا وفيًا كريمًا.. نعم إنه القائد الفذ العقيد منير محمد، تأبط تراب الوطن، الذي دائما ما تكون الجبال الرواسي التي تنبت في وسط الصحراء فنارًا ومنارًا تهتدي به الجموع حتى لا تظل طريقها ومرسى لكل عابر سبيل للتزود والاستشفاء والتريث، وملجأ لاحتماء الضعفاء ومأوى للوحوش الكاسرة.
باستشهاده فقدنا هامة من هامات الوطن.. هامة من هامات الثورة الجنوبية الظافرة، رجل من أوائل المنخرطين في صفوف الحركة التحررية الجنوبية، تلقينا نبأ استشهاده كالصاعقة بحزن عميق وأسى بالغ، أشعر بأن نبأ استشهاده كان كارثة كبيرة وخسارة فادحة أصابتنا وأصابت الوطن الجنوبي كله، وفقد الوطن قائدا شجاعا ومناظلا جسورا له المآثر البطولية والتضحيات الكبيرة، التي سطرها دفاعا عن الحق، دفاعا عن الوطن والعدل والمساومة، كان قائدًا فذا وثائرا كبيرا ومناظلا من الطراز الأول، وستظل السيرة العطرة والتاريخ المشرف لهذا المناضل الكبير وسامًا ومحل إعجاب وتقدير كل الشرفاء الذين عرفوه في ربوع الوطن، سواءً في ميادين النضال السلمي أو ضد الغازي الشمالي.
تعرض الشهيد البطل القائد منير محمد حلبوب لعدة اعتقالات من قبل الأمن المركزي والأمن القومي وظل ملاحقا من قبل الاحتلال بسبب نشاطه وتحركه في كل فعاليات الحراك السلمي، حيث ظل صوتا ثائرا يرفض الضيم والظلم، ويجاهر بالقول الحق حتى في مرفق عمله، وهذا ما عرضه لحملة من التهديدات، وصل الأمر بالقوى الاحتلالية وأدواتها إلى إيقاف راتبه لأكثر من عام ونص تقريبا، كل هذه الأعمال التعسفية بحق الشهيد لم تثنه عن مواصلة المشوار، فعمل الشهيد مع رفاق دربه بكل صدق وتفان وإخلاص.
جاعم زيد حلبوب/ يافع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى