مغتربون بيافع ينجزون ما عجزت عنه الحكومة.. الحلم سيتحقق بتكاتفنا..بدء سفلتة طريق دغار مشألة بطول 15 كيلومتر بأكثر من 2 مليار ريال

> تقرير/ سعدان اليافعي

> لسنوات طويلة انتظرها الأهالي وساكنو المنطقة بشغف كحلم على أمل أن يأتي يوم لتحقيقه.. تعاقبت الحكومات ويأتي محافظ ويذهب آخر ومازال ملف طريق العسكرية (دغار اشدد مشألة) جبل الأعلى المفلحي في طي النسيان.
ومع تردي الأوضاع بدأ حلم أبناء مشألة يتلاشى وينتظر تحقيقه الأمل أمامهم فإرادتهم وصبرهم وتجلدهم ومقاومتهم قادهم إلى التكاتف والتعاضد لأن ينبري كل مخلص وشريف فيها لإقامة مبادرات أهلية وشعبية تنطلق لتحقق الهدف المنتظر من سنوات، وشكلت اللجان الميدانية العاملة لتقوم بدور الدولة بعد التواصل مع الداعمين من أبناء المنطقة الذين كانت لهم الاستجابة السريعة والتنافس المجتمعي الرائع في عمل وطني وإنساني لخدمة تلك المنطقة الشامخة.
وقد ناشدت اللجنة وفتحت حملات دعم لأكثر من 15 كيلومتر كمشروع أولي ذي أهمية وشريان للحياة ، وكجزء من المشروع العام.
ودقت ساعة العمل وانطلق الجميع صوب مشروع الحلم لتحقيقه وها قد بدأ منذ أشهر العمل فيه ولكن هناك مصاعب كثيرة تواجهه حسب القائمين على المشروع الأهلي.
صحيفة «الأيام» كانت في زيارة استطلاعية إلى الموقع كي تقرب من الحدث وتنقل واقع هذا المشروع الرئيسي والذي سيربط عددا من المناطق والمديريات في كل يافع إذا أنجز إلى واقع ملموس والتقت القائمين على المشروع وعددا من الاهالي ونقلوا معاناتهم في تلك الطريق.
عادل سعيد الماتري رئيس اللجنة لمشروع الطريق تحدث قائلا “تلك الطريق حلم كان ينتظره الأهالي بشغف بعد أن قرعوا كل الأبواب من أجل تحقيقه لأنها تتعرض لجرف السيول نتيجة وجودها في سيلة وبحاجة إلى ترميم دائم، ولكن هناك مخطط منذ سنوات من أجل عمل طريق رئيس وإبعادها عن مجرى السيول، وتكون في بطون الأودية ومنعطفات الجبال، وبدأنا فكرة المشروع منذ عام وبمبادرة الأهالي من المغتربين في الخارج والمواطنين والموظفين في الداخل، ووجدنا تفاعلا كبيرا، وانطلقنا في شق الطريق كما تشاهدها بحيث نعمل على عمل دفاعات في بعض الأماكن من جرف السيول وشق بعض التباب والمرتفعات، وهنا نحن نعمل على شق الدفاعات المساندة وتوسيعها بداية من شراء بوكلين للشق لأن الطريق ضيقة ولا تحتاج للبناء بل بين الجبال عمل صعب، ولكن بإرادة الشباب والرجال سنواصل مسيرة النجاح معا مع دعوتنا لفاعلي الخير للتفاعل معنا والالتفات إلى إخوانهم لدعم هذه الطريق لتحقيق الحلم لأبنائها في هذا العمل الإنساني الخيري النبيل، الذي سيخفف من معاناة المواطنين وضيق معيشتهم”.
العاملون في الطريق باحد المعابر
العاملون في الطريق باحد المعابر

وأضاف الماتري أن “المشروع عمل تعاقد مع مكتب هندسي لعمل تصاميم ودراسات للمشروع بمسافة 15 كيلومتر إلى منتصف مشألة، ونحن على أمل أن يتواصل المشروع إلى منطقة الجبل حتى تربط مشألة ثم الخط الرئيسي للعسكرية”.
وعن نفقة المشروع والميزانية التشغيلية أشار إلى أنها موسمية وخاصة على نفقة المواطنين والموظفين والمغتربين الذين كان لهم الدور الأكبر في هذا المشروع، مقدما جزيل شكره وتقديره لهم باسم لجنة المشروع وأهالي مشألة وإلى كل من تفاعل مع المشروع من رجال المال والقيادات والشخصيات الاجتماعية كلا باسمه وصفته..
وأردف الماتري بأن طريق الحلم مشألة كانت الأمل منذ الصغر ليكون لدينا طريق وهاقد بدأنا العمل ونتمنى أن تستمر ولا تتعثر في حالة انقطاع الدعم والموازنة.
*دعوة للمنظمات
منسق عام مديرية يهر بمحافظة لحج لدى المنظمات الدولية والمحلية الإغاثية ربيع علي نصر عبدول كان متواجدا وقال: “في طريق مشألة دغار نتواجد هذا اليوم والذي نرى العمل يجري على قدم وساق وبوتيرة عالية رغم أن المشروع على نفقة الأهالي والمغتربين، وبهذا ندعو الجميع للتفاعل مع لجنة المشروع فبتحقيق المشروع تتحقق بقية المشاريع كالمدرسة والوحدة الصحية وغيرها من المشاريع، ونحن بدورنا سنوصل رسالتنا الى كل المنظمات والداعمين في دعم منطقة مشألة الصامدة جراء ما قدمته من تضحيات وما زالت تعاني من الإهمال والإقصاء والتهميش، وندعو المنظمات إلى أن يكون لها وجود أكبر في هذا المنطقة”.
احد وسائل النقل الحمير
احد وسائل النقل الحمير

*لن نتوقف إلا بتحقيقه
الشيخ ناصر الهلالي أدلى بدلوه قائلا: “هذه الطريق الوعرة نعمل هنا لشقها ورصها وهي من الأعمال التي تضمن سلامة الطريق من السيول والدمار وهذه الطريق من إنجازات الأهالي والمغتربين الذين نسأل الله لهم التوفيق والنجاح، كما نتوجه لفاعلي الخير ببذل مزيد من الدعم حتى نستكمل المشروع الذي انطلقنا فيه ولن نتوقف إلا بتحقيقه بتكاتف جميع الخيرين”.
*المواطنون : سنحقق الحلم
المواطن الصهيبي “نتفاءل ببدء العمل في هذا المشروع الذي كنا نعاني من صعوبة الطريق وبجهود من الجميع سيتحقق الأمل لأبناء المنطقة التي عانى منها المواطن كثيرا”.
ويضيف آخر بأن مشألة قدمت التضحيات في سبيل الوطن لتعيش بكرامة، وهاهم أبناؤها يسبقون الدولة في مشروع استراتيجي قد يكون الأكبر في يافع وندعو للتفاعل معنا.
*بواقع هذا نرى معنويات الشباب
مستشار محافظ لحج العميد أحمد قاسم طماح تحدث عن تلك الطريق بقوله: “نشكر كل من ساهم وأشرف وقدم لهذه الطريق التي يعاني أهالها من صعوبة للوصول إليها، منطقة مشألة منطقة واسعة ومتفرعة وتمتاز بوعورة طرقها وارتفاع جبالها وتواجد وديانها مما تتعرض للسيول دائما قد يؤثر على تلك الطرقات باستمرار، ونتيجة هذه المعاناة والصعوبات التي يتحملها الأهالي ارتأت إدارة المشروع الطريق الذين قاموا بإعداد لهذا المشروع وبدأوا بالعمل وتداعى أهالي تلك المنطقة والمغتربون ووفقوا بالدعوة والإجابة، وبدأ الأخوة المغتربون بتقديم الدعم السخي لهذ المشروع، وقد لاحظنا عندما نزلنا برفقتكم أن هذا المشروع يمر بوتيرة عالية، ونأمل أن هذا المشروع سيتواصل وسيستمر ونأمل أن أهالي الخير يدعمون هذا المشروع حتى يتم إنجازه، فهناك عدة دراسات وتكلفة لهذا المشروع لتقوم به الدولة، لكن ما يقوم به الأهالي والمغترون هو على الأقل تجنيب الطريق من الجرف المستمر من سيول الأمطار إلى جوانب بطون الأودية والجبال لكي تحمى وتستمر معهم فترات أطول في نقل اشيائهم.
البوكلين يشق باحد المنعطفات
البوكلين يشق باحد المنعطفات

ونتقدم في النهاية بالشكر الجزيل لكل من قدم وساهم وعمل من أجل إنجاح هذا المشروع وفي مقدمتهم أبطال المهجر المغتربون الذين لبوا النداء وكانوا الأبرز في عملية الدعم، كما نأمل من السلطات المحلية في المحافظة والمديرية ان تتفاعل مع مثل تلك المشاريع وتقديم الممكن لتحفيز الأهلي بأن يستمروا في تحقيق مثل هذه المشاريع، فهامات الرجال ستحقق الصعاب وستحول الحلم إلى حقيقة وواقع وسنعيش معه قريبا”.
*إنجاز الطريق سيحد من النزوح
أحد القائمين على هذا المشروع سعيد سعد سالم مسؤول لجنة المتابعات للطريق تحدث بأن “منطقة مشألة تعاني الكثير، وقد أهملت من قبل الدولة والحكومات رغم التضحيات التي قدمت والشهداء الذين سقطوا، وقدمت للدولة رجالا ومسئولين لكن ظلت مشألة في ملف النسيان، ولا زلنا نكابد من عشرات السنين من أجل الاستفادة وقطع العناء والتعب لنستقر نفسيا وسكنيا، رغم كبر منطقة مشألة باعتبارها ثلث مديرية المفلحي.. وبعد الجهد والمعاناة وصل المواطن إلى أن يعتمد على نفسه وفقد الأمل بالدولة، انطلقنا وعقدنا العزم بعد تشكيل لجنة وعمل على جمع التبرعات من المواطنين والمغتربين للبداية في شق الطريق والتي تبدأ من منطقة العسكرية ثم حبول الجبوب وسيل يمن ثم بين الواديين والأوشال وأخيرا المنطقة التي تتواجد فيها صحيفتكم وادي “ اشدد” وتقرى ودغار والتي عملناها في المخطط الجديد لتنفيذ المشروع وسالمي والمسن الحواشب رهوة ضول الجبل الاعلي المفلحي.
البنايات للطريق دفاعات ساندة
البنايات للطريق دفاعات ساندة

هذا هو مسار الطريق العام الذي يبلغ طوله 23 كم حسب دراسة أولية وضعت قبل عشرات السنين.. ورغم العدد السكاني الكبير لمنطقة مشألة الذي يتجاوز 30 الف نسمة فلو كانت تتوفر الطرقات لتضاعف العدد لكن سبب وعورة الطرقات وشحة المياه، لأنه لو وجدت الطريق توجد المياه والمركز الصحي والمدرسة فهنا تحد من الهجرة ونزوح الاسر.. ومن خلال صحيفتكم نريد أن نوجه رسالة لدعم مشروعنا هذا الذي عملنا دراسة خاصة لـ 15 كم وقد عقدنا العزم على إنجاز وشق 3 كم والمتبقي 12 كم وقد رصدت الدراسة تكلفة المشروع مبلغ 2 مليار و185 مليون، وهذا المشروع ضمن إطار الدراسة الخاصة وليس العام الذي ستحققه الدولة إن كانت هناك دولة .
وختاما أدعو رجال الخير ورأس المال اليافعي خاصة ومشألة جزء لا يتجزأ من يافع ندعوكم للتفاعل معنا لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام.
الشيول يعمل في الطريق
الشيول يعمل في الطريق

كما أوجه الشكر والتقدير لكل الداعمين مغتربينا في كل بلدان العالم من أبناء مشألة وغير أبناء مشألة في الداخل والخارج.. ونشد على أياديكم بالاستمرار والمواظبة على تقديم الدعم.. وكما نوجه دعوتنا إلى المنظمات الدولية التفاعل معنا والنزول الى تلك المنطقة لمشاهدة ما تعانيه وكسر حاجز المانع والإهمال الذي يعصف بتلك المنطقة الصامدة.. مع الشكر لصحيفة “الأيام” الحبيبة.
*الختام
ختاما نزلت صحيفة «الأيام» إلى طريق مشألة كأول وسيلة إعلامية تصل إلى هناك، لكن عن قرب من هذا المشروع الهام والذي بحاجة إلى التفافة من الجميع من أجل إنجازه، حيث رأينا التفاعل المجتمعي والمبادرات الأهلية في اندفاع نحو تحقيقه مناشدين المنظمات والسلطات المحلية لأن يكون لها دور في مثل هكذا مشاريع تنموية تسعد المواطن الذي عانى الكثير لكنه لم يفقد الأمل في تحقيق ولو الجزء البسيط من مشاريع نهضوية تساعد في استقراره.
تقرير/ سعدان اليافعي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى