التغيير للأفضل.. كيف يتحقق؟

> علي هيثم الغريب

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
عندما كانت عدن تسمى عدن الجميلة والغنية، إذا أراد أحدنا حينذاك أن يفتخر بعلمه ومدنيته يقول لك: أنا درست في عدن، هذا الطبيب يحمل شهادة من عدن، هذا يحمل دكتوراه في إدارة الموانئ من عدن، كان مدير ميناء عدن هو السلطة الفعلية لمدينة عدن، كان الخليجيون يفتخرون إذا زاروا عدن أو درسوا في عدن، عدن كانت منبع حضارة للجزيرة العربية وللعالم. نعمة هذه الأرض الطيبة الخجولة لماذا تغيرت؟! أليس هناك كفاءات؟! أليس هناك مواطنين صالحين؟!، طبعاً شاعت البلطجة، وشاعت العصابات المسلحة، وشاع نهب أملاك المواطنين والأملاك العامة، وشاع الانحراف، فكيف يغير الله ما بنا ونحن لم نتغير؟!، حينما تسابق الجنوبيون على الحكم جاء زمن القتال والصراع البيني وحكمنا “عكفة صنعاء” وذقنا ألوان العذاب؟.
التاريخ موعظة كبيرة، ولكن من يتعظ؟!، والله - أيها الأخوة - من أعماق أعماقي أنا أخاطب كل واحد منكم، أخاطب مجموعة، أخاطب واحداً ، في هذه الأيام يوجد ضياع للأرض والثروة والمال العام، وطرق مسدودة، أبواب مغلقة، إحباطات، فلماذا لا نراجع أنفسنا؟! لماذا لا نغير ما بأنفسنا؟!.
فكل ما يعانيه الشعب الجنوبي بعد ربع قرن من الاحتلال اليمني وبعد التحرير، هناك محاولات للبناء، هناك محاولات للإصلاح السياسي، ومحاولات لقبول بعضنا البعض، كل هذه المحاولات تنتظر التغيير من الخارج، تنتظر أن تفتح علينا نافذة من الخارج، ولأن كل هذه المحاولات تنتظر التغيير من الخارج لن تنجح، التغيير من أين يبدأ؟، يبدأ من الداخل، يبدأ بتغيير ما بأنفسنا.
كل الجنوبيين يتمنون أن يتغير واقعنا المؤلم، ولكن ما لم نغير ما بأنفسنا لا يغير الله ما بنا.
يقول الله عز وجل في سورة الأنفال: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى