تعود «الأيام» ومعها عبقها وأريج عطرها

> جلال عبده محسن

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
تعود لنا «الأيام» مجددا وتعود معها روحها وعبقها وأريج عطرها، التي تعود عليه الناس منها، بعد أن تترك فراغا كبيرا في نفوس الكثيرين وفي الساحة الإعلامية بشكل عام.. كيف لا وأكثر من خمسين عاما من التألق والتميز مضت على تأسيسها وهي تطالعنا مع إشراقة كل صباح وهي تتفجر جمالا ورونقا وتضفي علينا بهجة وسرورا.
تعود لنا «الأيام» وهي تحمل البصمة الرائعة لعدن، والجزء الأصيل من تكوينها، ومعها شهادة حب وتقدير وتميز من قرائها ومن كل بسطاء الناس ممن يحرصون على مطالعتها وتصفحها منذ الصباح الباكر بكل شغف ولهفة، بعد أن أعطت روحا جديدا وطعما خاصا ومتميزا للصحافة اليمنية والعربية أيضا، مما جعلها مثار إعجاب الكثيرين، ليعيشوا معها حالة من العشق الخاص وهم يجدون فيها صحيفتهم الأولى والمفضلة بامتياز.. يرون فيها منبرا حرا وصادقا في نقل الأخبار والأحداث والوقائع، لا مرتجع فيها ولا فائض في المخزون.
تعود لنا صحيفة «الأيام» وبعودتها هذه المرة اختلف الزمان كما اختلف المكان بعد أن شهدت عدن وكل مناطق الجنوب حربا ضروسا ظالمة، شنتها قوى التخلف والظلام، والتي حاولت من خلالها نقل معركتها من الشمال باتجاه الجنوب وجعلها ساحة حرب يعمها الخراب والذمار فوق ما كانت عليه من فوضى وعبث منذ العام94م، وكتعبير ينم عن حقد دفين في نفوسهم المريضة للانتقام من الجنوب وأهله، والذي ما كان من أبطال المقاومة الجنوبية من خيار آخر أمامهم إلا تقبل الأمر الواقع ومواجهة تلك الجحافل الغازية وتلبية نداء الواجب الذي نادت به الأرض.
إن الوصول إلى الحقيقة ـ دوما ـ هو طريق صعب وشائك بحاجة إلى التنقيب عنها، وفي كثير من الأحيان يتطلب الأمر الغوص تحت السطح وفي الدهاليز والممرات السرية للوصول إليها أو حتى الاقتراب منها، ونحن اليوم بحاجة إلى ذلك الغوص من صحيفة «الأيام» أكثر من أي وقت مضى، وبحكم كفائتها ومهارتها الإعلامية فهي قادرة على أن تلعب هذا الدور، كما عودتنا من سابق، لمعالجة الكثير من القضايا التي نعاني منها، وفي مقدمتها قضية الجنوب الأولى “القضية الجنوبية”، والتي لا يفاجئها حملة الارباكات التي تتعرض لها بين الحين والآخر لعرقلة ذلك الغوص، وكضريبة تدفعها لتسديد فاتورة الثمن وستظل تدفعه طالما بقي الحساب مفتوحا من حساب الكلمة إلى حساب فاتورة الثمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى