يحملون شهادات جامعية ويمتهنون أعمالًا لا تناسب مؤهلاتهم بعد تنصل الحكومة.. شباب في عدن يبحثون عن العمل بشرف

> تقرير / علاء عادل حنش

> قد تبدو الحياة صعبة لمن يمتلكون رواتب، ولكن قد تختلف الحياة وتزداد قسوتها وصعوبتها لمن لا يمتلكون تلك الرواتب، ولا يتوافر لديهم مصدر للرزق غير ما يجنوه من شقاء العمل تحت أشعة الشمس الحارقة بـ (الكريك والمجرفة) بالرغم من امتلاكهم مؤهلات جامعية.
يكتظ في شوارع الشيخ عثمان بعدن المئات من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل، والذين نراهم يمتهنون وظائف دنوية لا تتناسب ومؤهلاتهم التي ظلوا يحضرّون لها لسنوات من العلم والاجتهاد في كليات الجامعة.
لكن ونظرًا للظروف الصعبة والأوضاع المعيشية القاسية خرجوا للأرصفة، بحثًا عن العمل لإعالة أسرهم وعائلاتهم.
(مافيش عمل.. ما فيش رواتب) هكذا هتف الشباب العاطلون يوم أمس في أحد الشوارع الرئيسية بمديرية الشيخ عثمان المكتظة بكثافة السكان، ودافع خروجهم هو ما يعانوه من صنوف العوز والفقر والجوع.
عبدالرب مهيوب إسماعيل، هو شاب جامعي - تخصص جغرافيا، قال لـ«الأيام» والحسرة تملأ عينيه: “كنت أعمل مدرسا في مدرسة 22 مايو، ونتيجة الأحداث الجارية انقطع الراتب عني، ما اضطرني للجوء للأعمال الشاقة لتوفير لقمة العيش لأسرتي، مضيفًا: “حاليًا أمتهن مهنة عامل أسمنت، وأحمل الحكومة المسؤولية الكاملة لما تعرضنا له من ضيم بعد انقطاع رواتبنا”.
يتساءل الشاب وهيب محمد عبدالغني، خريج جامعة ـ تخصص اقتصاد، والذي يمتهن حاليًا مهنة (مبلط سراميك): “متى سيتم توفير فرص العمل لنا؟!”.
ويضيف: “نحن شباب عاطلون عن العمل مافيش وظائف، ومافيش رواتب حكومية، وأتمنى من الحكومة أن توفر لنا وظائف عامة، وأن توجد ورش عمل للخريجين، حتى تعطيهم ولو القليل مما بذلوه أثناء سنوات الدراسة والتعليم”.
شاب آخر يدعى بالصبيحي، يعمل (عامل تبليط) أرجع سبب خروجه للشارع والعمل في المهن الشاقة هو الفقر والجوع لارتفاع معدل البطالة بين صفوف الشباب.
يقول الصبيحي: “لا عمل ولا حاجة راقدين، نخرج الصباح ونروح بالليل، في انتظار أن تتحسن الأحوال وأن تتوافر الوظائف للشباب العاطلين عن العمل”.
الشاب إبراهيم عبده، شاب يعمل منذ سنوات في مهنة بسيطة مثل أقرانه العاطلين عن العمل يقول: “نتمنى أن يوفروا لنا أية فرصة عمل كريمة حتى نعمل بشرف وكرامة”.
أما الشاب أحمد علي عايش، وهو (عامل بناء) فيقول: “سبب خروجنا وافتراشنا في الشارع هي البطالة التي أصبحت تسلط سيفها القاطع على أعناقنا، وتفاقم الفقر والجوع في واقعنا وواقع عائلاتنا، فلا رواتب معنا ولا شيء نملكه حيال مواجهة ارتفاع الأسعار الجنوني الذي نشهده كل اليوم”.
وعبر عايش عن أمله أن تعمل الحكومة والوزارات المعنية على توفير فرص عمل ملائمة للتخصصات والإمكانات للحد من انتشار البطالة وانجرار الشباب إلى هاوية الانحراف والضياع”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى