الله يخلِّي السِّلاح !

> د. علي صالح الخلاقي

>
د. علي صالح الخلاقي
د. علي صالح الخلاقي
السلاح المنفلت متعدد الأغراض..
عادة في أوقات الزحام المسائية وانعدام البترول ألجأ أحياناً لاستخدام المواصلات العامة، وهكذا كنت في باص أجرة صغير (دباب) عائداً من الشيخ عثمان إلى المنصورة، وعند مرورنا بجانب الحجارة المتراكمة في المنصورة المخصصة لرصف الطريق في بعض أجزاء شارع السجن تحدث السائق مع صديقه المجاور له بصوت عالٍ عن أنه أخذ كمية من تلك الحجارة لبناء سور أمام منزله ولكنه بحاجة لكمية أخرى منها لاستكماله. وعلى الفور أجابه صديقه بالقول: “الليلة ولا يهمك.. دبِّر سيارة هيلوكس وبا احضُر معك أنا وجماعة مسلحين من أصحابي مع الدّرِيْس (أي البدلة العسكرية) وبا نحمل الكمية التي تريدها وراسك فوق.. الله يخلي السلاح.. من با يتجرأ يكلمنا”...
علماً أن الباص بدون رقم، ومثله كثير ..
لهذا أقول للمعنيين في المؤسسة الأمنية ضعوا حداً للسلاح المنفلت والاتجار به وحمله من قبل كل من هب ودب، وأغلقوا محلات بيعه وبيع الملابس والرتب العسكرية الدّخيلة على ثقافة عدن المدنية، وامنعوا السيارات التي لا أرقام لها.
وقبل كل ذلك سارعوا في إنجاز تبليط الطريق - أيها المعنيون - قبل أن تُسرق حجارته بسلاح البلاطجة.
وابحثوا عن المسروق منها وستجدونه بسهولة.. فستدلكم نوعيته عليه، فالبعرة تدل على البعير.
ولا تنسوا القول الشائع: المال السائب يعلم السرقة.. فما بالك حين يكون المال السائب مرصوفا على قارعة الطريق والسارق بلطجي مُسلَّح وبالبزة العسكرية المزيفة، وما أكثر أمثال هؤلاء هذه الأيام ممن ينتظمون في عصابات مسلحة ويعتدون على المحلات العامة والخاصة، كحادثة اقتحام البنك الأهلي بالمنصورة التي ذهب ضحيتها شهيد الأمانة عبدالله سالم النقيب، أو الاعتداء على محلات الصرافة وبيع المجوهرات التي تكررت وتكاثرت، أو السطو بقوة السلاح على الأراضي الخاصة والعامة.
لهذا نكرر التحذير من خطورة السلاح المنفلت.
وندعو لأن تكون عدن عاصمة بلا سلاح.. إلا سلاح الدولة، فقد بلغت القلوب الحناجر، وضاق الناس ذرعاً من هذه المظاهر، وما ينتج عنها من مخاطر، لا يسلم منها الحاضر والعابر، من ذوي الحظ العاثر.
اللهم إني بلغت....!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى