الكهرباء والوقود وعدم توفر مدافن ومحارق لإتلاف المخلفات من أبرز الصعوبات(3)مجمعات عدن الصحية ظروف صعبة وإمكانات مفقودة

> استطلاع / رعد الريمي

> أمام ما تعانيه مجمعات عدن الصحية من أوضاع صعبة، وإمكانات مفقودة في ظل تفاقم الكثير من القضايا والأزمات المتمثلة بانقطاع الكهرباء وانعدام توفر المشتقات النفطية، وغياب الدواء والمحاليل اللازمة وعدم توفر المعدات والأجهزة الطبية المتطورة في الكثير من المجمعات والمرافق الصحية في عدن، والتي لا زالت تبذل أقصى الجهود والطاقات للحفاظ على نشاطها في خدمة المجتمع.. الكثير من الأسئلة والاستفسارات حملناها إلى الجهات المعنية في مكتب الصحة في العاصمة عدن حول واقع وقضايا المجمعات الصحية.
وقد عبر مكتب الصحة بوضوح عن عدم استطاعته في حل الكثير من القضايا والإشكاليات نظراً لضعف الميزانية التشغيلية وتزايد مشكلة انقطاع الكهرباء وانعدام المياه في كثير من المراكز الصحية والذي يتطلب تظافر مختلف الجهود من قبل جهات ومؤسسات الدولة.
هناك الكثير من القضايا عما تعانيه المجمعات الصحية في محافظة عدن، والتي تم عرضها على الدكتور شكري علي عباد نائب مدير مكتب الصحة والسكان لشؤون المديريات الصحية في محافظة عدن، والذي أكد من جانبه أن مجمل المشكلات التي تم طرحتها هي بالفعل مشكلات ومعضلات يعاني منها القطاع الصحي في المراكز والمجمعات الصحية، لاسيما فيما يتعلق بمسألة الوقود والكهرباء، “على الرغم من اجتهادنا قدر المستطاع على حلها في الفترة الماضية، غير أننا لم نستطع ذلك”.
د. شكري عباد
د. شكري عباد
يضيف عباد: “قدمنا اجتهادات كمدراء مكاتب الصحة بحل المشكلات، وعرضناها على رئيس الوزراء بشأن ما تعانيه المجمعات الصحية، والتي تأتي في مقدمتها مشكلات الوقود والكهرباء، وشحة المعدات الطبية”، ويستطرد قائلًا: “وقد أمرت الحكومة من جانبها بصرف منحة 40 مليون ريال لمجمعات عدن الصحية، والمقدر عددها (16) مجمعا صحيا، على أن يتم من أولوياتها حل مشكلة الكهرباء بشكل جذري من خلال الاستعانة بإدخال منظومة الطاقة الشمسية، التي من شأنها أن تسهم بحل مشكلة انقطاع الكهرباء بطريقة قطعية حتى يتسنى تشغيل ما أمكن تشغيله من الأجهزة والمعدات الخاصة بمعاينة وتشخيص الأمراض، وعلاج المرضى”.
ويواصل: “فبند الوقود في بعض المديريات ضعيف جدا، ولهذا يلاحظ أن أزمة انقطاع الكهرباء في المجمعات تعد معضلة لم نستطع حلها، فالمولدات تحتاج إلى وقود علاوة على ما تحتاجه من صيانة وقطع غيار في ظل شحة الموازنات والإمكانيات”.
*مجمعات تفتقر للموازنات*
وحيال المشكلات الإضافية التي تعانيها المجمعات، وأبرزها مشكلة انعدام المياه في الكثير من المجمعات، قال عباد: “نحن ندرك أن مشكلة المياه مشكلة كبيرة في عدن بشكل عام، وقد ساهمنا بحل هذه المشكلة من خلال دعم وجود خزانات وتغذيتها بمياه (الوايتات) لتوفير ولو بالأحد الأدنى من احتياج المجمعات الصحية للمياه”.
ويلفت عباد إلى مشكلة تعد قاسما مشتركا تعاني منها جميع المجمعات وهي انعدام الموازنة، وقال: “للأسف الشديد الموازنة شحيحة جدا، ولا تغطي نفقات واحتياجات المجمعات التشغيلية، حيث لم تتغير الموازنة الخاصة بالمجمعات منذ عام 2012م، وهذا يشكل عبئا علينا، وحاولنا رفد ضعف موازنات التشغيل للمجمعات الصحية عبر المجالس المحلية، والتي أصبحت تأتينا عبر مدراء عموم المجالس المحلية لتغطية ما يمكن تغطيته من احتياجات ومتطلبات مجمعات عدن الصحية”.
*دعم الدولة لا يكفي*
تحدث عباد أن المجمعات “تعاني من ضغط بعض ذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة والأسر النازحة، ويعد انعدام الدواء مشكلة كبيرة كون الجهة الوحيدة التي تقدمه لهذه للمجمعات الصحية هو البرنامج الوطني للإمداد الطبي والدوائي، وهو برنامج يتكفل بدعم شريحة عريضة من الجهات والمحافظات كعدن ولحج وأبين والضالع وتعز، وما توفره الدولة لا يكفي على رغم من وجود دعم وإسهام من بعض المنظمات المحلية والدولية، في جانب تقديم الدواء، غير أن الدعم غير مدروس، لأن بعض الأحيان تأتينا أدوية لا يحتاجها المواطن”.
مجمع القطيع الصحي
مجمع القطيع الصحي

وتابع أن “الواقع الصحي بحاجة إلى دراسة صحيحة، خصوصا في أوقات الطوارئ والزحام وهو الذي تشهده مجمعات عدن، إذ بات هناك زحاما وإقبالا كبيرا على المجمعات الصحية من الجميع بمن فيهم الأسر الفقيرة التي تعاني من وضع صعب للغاية”.
*مخلفات المجمعات معضلة*
يصف عباد معضلة المخلفات الطبية في المجمعات بالمشكلة الأزلية، وقال: “مضت عدة سنوات ونحن نحاول إيجاد حلول ناجحة وناجعة للمخلفات الطبية سواء بإيجاد محارق أو مدافن، مع العلم أنه يفضل أن تكون هناك محارق خاصة كون مخلفات المجمعات بسيطة بخلاف المخلفات الطبية للمستشفى الكبيرة”.
وكشف حول معضلة التخلص من المخلفات الطبية بأن هناك عدة دراسات لم تجد طريقها للنور، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يستطع مكتب الصحة إيجاد طريقة صحيحة للتخلص منها، بالرغم من التنسيق مع صحة البيئة والتي هي أيضا تواجه قضايا ومشكلات مثل انقطاع المياه وطفح مياه الصرف الصحي، والتي بدورها تؤثر على البيئة العامة وتضاعف من جهود مكتب ومرافق الصحة بتضاعف الأمراض والأوبئة.
*الدور الإيجابي للصليب الأحمر*
يقول الدكتور عباد “إن المجمعات أصبحت تنافس نشاط المستشفيات في معظم التخصصات الموجودة، مثل الطبيب العام، وهذا موجود في مجمعات كريتر والمعلا والشيخ عثمان ودار سعد، التي تتوفر لديها عيادات تخصصية كالأمراض الباطنية والأسنان والنساء والولادة واختصاصي أطفال، فكل مجمع أصبح يؤدي دورا مهما من حيث توفير أطباء عموم بالإضافة إلى توفير تخصصات أخرى.. وما يهمنا هو جانب التأهيل والتدريب للكادر الطبي والتمريضي العامل في إطار المجمعات والمراكز الصحية بعدن”.
وعن سبب إغلاق المجمع الصحي بمديرية المنصورة قال: “تضم مديرية المنصورة مجمعين غير مجمع المنصورة، ويجري حاليا بناء مجمع جديد في منطقة كابوتا”.

يواصل: “وهناك مجمع الصليب الأحمر الإسعافي، والذي يقدم دورا مهما حتى الآن، خاصة في المرحلة الصعبة التي نعيشها في ظل تزايد الكثير من القضايا الجنائية كظاهرة انتشار إطلاق الرصاص العشوائي، وما ينتج عن هذه الظاهرة من سقوط ضحايا كثيرين”.
وقال: “إن هذا المجمع يقدم خدمات مختلفة غير التي ينفذها المجمع الجراحي، إذ ينفذ المجمع الصحي بالمنصورة برامج الرعاية الصحية الأولية كرعاية الأم والطفل والأم الحامل والتحصين واللقاحات، وكذا الاهتمام بأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكر”.
ونوه عباد إلى أن “بعض المجمعات أسهمت في جائحة الكوليرا، حيث تم إنشاء زوايا وغرف لعدد من المجمعات الصحية، تساعد في علاج مرض الكوليرا إلى جانب المراكز المتوفرة كمستشفى الصداقة والجمهورية وصلاح الدين، حيث سيتم توسيع هذا النشاط لتشمل بقية المجمعات، بهدف تقديم مساعدة عاجلة وناجحة للمواطنين الذين يسكنون في المناطق البعيدة مثل مناطق، (فقم وعمران) بمديرية البريقة، والذين يعاني ساكنوها من عناء وصعوبة الوصول السهل إلى مراكز بعينها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى