هكذا رأيتُ عدن!

> محمد عبدالله الصلاحي

>
محمد عبدالله الصلاحي
محمد عبدالله الصلاحي
عدتُ مصدوماً، بعد تجوُّلي ليلاً، في اليوم الخامس مِن شهر رمضان، في بعض أحياء عدن (كريتر، المعلا، المنصورة، خورمكسر، الشيخ عثمان).
وجدت عدن أشبه بقرية، وليس مدينة، وعاصمة!
حالتها مأساوية جداً، الكهرباء منطفئة في معظم الشوارع والأحياء، مياه الصرف الصحي تطفح في كل مكان، الطرقات في حالة سيئة، النظافة لا وجود لها، النظام الذي يضبط اإنسيابية الحياة غائب.
عدن التي كانت مُضاءة بالكهرباء طول اليوم، كل الأسبوع، طوال الشهر، أصبحت منطفئة جُل اليوم، كل الأسبوع، طوال الشهر!
عدن التي كانت نظيفة على الدوام، أصبحت مُمتلئة بالقاذورات، وأكوام النفايات!
وأصبح بحر مياه صرفها الصحي، يعلو على مياه بحرها!
من يعرف عدن قبل الحرب، ثم يراها بعد الحرب، سينصدم مِن هول ما يراه!
وحقاً، عشتُ «الصدمة»، فالحال الذي رأيتها عليها «حالياً» لا تشبه بتاتاً ما كانت عليه سابقاً، منذُ آخر مرَّة كنتُ فيها، قبل «خمس سنوات»!
منذُ نهاية الحرب، لا زالت عدن كما هي، ولا أظن شيئاً فارقاً اِستجد فيها، أو في بُنيتها.
قبلها أيضاً، في ثاني أيام رمضان، تجوَّلت نهاراً، في بعض مناطقها، وفي النهار يكون للمأساة وجهاً آخر، تُزيُّنه واجهات المباني المُدمَّرة، التي لا ترى ليلاً بفعل مأساة اِنطفاء الكهرباء.
وسواءً خرجت ليلاً أو نهاراً، فالمأساة هي «العنوان الأمثل الذي يصف حال عدن».
هذه الحال كما رأيتها، وهناك ما هو أفظع لم أراه، ولو نطقت عدن، لكفرت بما وصلت إليه.
يا سادة.. عدن تُرِيد أن تتعافى من آثار الحرب، تُرِيد أن تعود كما كانت قبل الحرب، تُرِيد أن تنهض وتنطلق، وهذا ليس حلماً بعيد المنال، بل وارد الحصول، فشاركوا في العمل مع مَن يُريد العمل، لتنهض عدن من جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى