قسم الأشعة في مستشفى الجمهورية بالعاصمة عدن..بين تزايد الحالات الوافدة وعوز الإمكانات المقدمة

> استطلاع/ رعد الريمي

> تعرضت العاصمة عدن خلال العشرين السنة الماضية للإهمال والتهميش والتجريف الصحي، فلم يبنَ فيها مستشفى جديد ولا مركز تشخيصي مستقل ولم يصل إلى عدن أي جهاز تشخيصي متطور، ناهيك عن أكبر مشكلة عانتها عدن متمثلة في التدريب، حيث لم يتم تدريب طبيب واحد في اختصاصات نوعية حتى نستطيع حل هذه المشاكل.
وانطلاقا من هذا الوضع الصحي المقلق، زارت «الأيام» قسم الأشعة التشخيصية في هيئة مستشفى الجمهورية التعليمي في العاصمة عدن، واطلعت على الوضع الصعب هناك، وسط تذمر الحضور وقلة حيلة مسؤولي المستشفى.

وقد شكا عدد من مرتادي قسم الأشعة في مستشفى الجمهورية من انعدام جهاز الأشعة المقطعية علاوة إلى ما يعانونه من زحام نظراً لكثرة مرتادي القسم في ظل توفر أجهزة قديمة وأخرى جديدة أصبحت لا تعمل نظراً لتلف أجزاء منها، وإلى غير ذلك من المعاناة التي يشهدها قسم الأشعة المقطعية في مستشفى الجمهورية.
يعد قسم الأشعة من أهم الأقسام الحيوية في مستشفى الجمهورية التعليمي، وتمثل دائرة الأشعة بالمستشفى إحدى ركائز التشخيص الأساسية، لما له من أهمية كبيرة لتدفق معدلات النزوح السكاني، وانتشار الأمراض والأوبئة في ظل تعطل وشلل تام عانته مختلف المرافق والمجمعات الصحية، ما أدى معه إلى تعطل عدد من أجهزة الأشعة في أكثر من مستشفى حكومي، لتبقى دائرة الأشعة بالجمهورية الدائرة الوحيدة الكشفية التي قصدها الناس في عدن إلى درجة التزاحم.
قسم الأشعة بمستشفى الجمهورية
قسم الأشعة بمستشفى الجمهورية

إلى جانب ما يعانيه قسم الأشعة في مستشفى الجمهورية من زحام المواطنين الذين يعانون من الإصابات والكسور، فإنه يعاني أيضاً من تدهور في عدد من أجهزته وقدمها، وغياب الأجهزة الحديثة، الأمر الذي يضع القائمين على القسم أمام جملة من المعوقات في ظل انعدام التحديث وإتمام النقص.
إذ يرتاد قسم الأشعة بمستشفى الجمهورية بقسميه: وحدة الاكستري (الأشعة السينية)، وغرفة الجهاز أو فحص موجات فوق الصوتية، عدد كبير من المرضى خصوصاً وأن الرسوم التي يدفعها المريض ثلث مما يدفعها في المراكز والمستشفيات الخاصة.
*قدم الأجهزة وقلة الكادر
د.العاص عبدالمجيد
د.العاص عبدالمجيد
يوضح لـ«الأيام» رئيس دائرة الأشعة التشخيصية، الدكتور العاص عبدالمجيد، بالقول: “إننا نعاني من صعوبات جمة أبرزها غياب جهاز الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى نقص الفنيين في قسم الأشعة، ناهيك عن حدة الزحام الخانق على القسم، إذ لم يعد القسم خاص بمرضى محافظة عدن، بل يشمل أيضاً جرحى الجبهات، ومرضى وجرحى منتسبي الحزام الأمني، وكذا مصابي الرصاص الراجع، وحوادث السيارات، والمرضى الوافدين من محافظات لحج وأبين والضالع، وغيرها”.
يضيف العاص: “إن سبب الضغط الهائل الذي يواجهه القسم بمستشفى الجمهورية ناتج أيضا عن غياب قسم الأشعة في مستشفى الصداقة بمديرية الشيخ عثمان.. وليت الأمر يقف عند ذلك، بل هناك تراجع واضح في مستحقات القسم كانعدام التغذية من حليب مجفف وبيض، والتي انقطعت منذ عام 2008م، وعدم توفر جهاز قياس الأشعة للفنيين، وغياب علاوة الخطورة التي كانت تمنح لفنيي الأشعة من سابق”.
قسم الأشعة
قسم الأشعة

ويستطرد: “إلى جانب ما ذكرته بشأن ما يعانيه القسم، فهناك إشكالية أخرى، إذ تقاعد عدد من طاقم الفنيين والدكاترة العاملين في القسم، وبعضهم أخذ إجازة بغير راتب، والآخر تفرغ للدراسة العليا وبعضهم توفي، الأمر الذي ضاعف من معاناتنا، وقمنا بالتعاقد مع فنيين ودكاترة من خارج المستشفى نظراً للاحتياج، لكي يستمر القسم في تقديم خدماته لشريحة المجتمع، ويغطي الفراغ الذي تركته أقسام الأشعة في كل من مستشفى الصداقة، ومستشفى عدن (المغلق منذ أعوام)، وقد زادت ظروف الحرب الأخيرة من تفاقم صعوبة الوضع”.
*أجهزة غير مطابقة للمواصفات
ثمة معضلة كبيرة تعترض قسم الأشعة بمستشفى الجمهورية، وهي قدم الأجهزة والمعدات التي كنا نعتمد عليها بشكل مكثف ومضاعف نظرا لعدم توفر أجهزة حديثة بدلا عنها.

في الفترة الأخيرة تسلم القسم جهازا حديثا من مركز الملك سلمان للإغاثة، لكنه لم يكن - بحسب رئيس دائرة الأشعة - مطابقا للمواصفات المطلوبة، بالإضافة إلى تسلمه جهازا آخر ديجتل، لكن أيضا كانت طابعة الجهاز لا تعمل، لذا لم يستفد القسم مما سلم له من أجهزة مدعومة في ظل عجز الإدارة المحلية بالمستشفى عن إصلاحها.
يلفت رئيس قسم الأشعة في مستشفى الجمهورية إلى ضرورة أن “يتحرك الجميع لمطالبة مكتب الصحة، وإدارة مستشفى الجمهورية بدعم وتوفير أجهزة التشخيص الحديثة والمتطورة، لاسيما وأن هذه الأجهزة يصل سعر الواحد منها من مليون إلى مليون نصف ريال يمني، وهذا يتطلب دعما من الدولة”.
ويواصل: “كما يجب أن لا نغفل أن قسم الأشعة يدر إيرادات، وهذا لابد أن يوضع بعين الاعتبار، والارتقاء بالقسم أمر هام للغاية في سبيل الوصول إلى خدمة مضمونة تنال رضا وقبول المواطن”.
*إحصائيات وأرقام
تحصلت «الأيام» على إحصائية لمرتادي قسم الأشعة السينية والذي استقبل خلال فترة شهر أبريل (1772) حالة فحص من المرضى الذكور والإناث، إلى جانب (194) عملية فحص بجهاز الأشعة فوق الصوتية، وهو ما يشير إلى أن هذا القسم استقبل خلال شهر واحد قرابة 2000 مريض، ما يجعل هذا القسم يمثل أهمية بالغة تستحق من الجهات المعنية تقديم الدعم ورفده بما هو متطور وحديث من أجهزة ومعدات.
كما يأمل القائمون على قسم الأشعة أن تعود كثافة الإقبال من المرضى المواطنين، بالنفع والربح الذي من شأنه أن يسهم في تطوير القسم وأجهزته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى