نازحو البرح في الفيوش .. معاناة ومأساة تفوق الوصف

> استطلاع/ رعد الريمي

> غادروا مدينتهم وقراهم إلى المجهول، بعد أن حاصرهم الموت من كل جانب، هذا هو حال نازحي منطقة البرح بمحافظة تعز في الفيوش بمحافظة لحج، بعد أن شهدت منطقتهم حرباً ضروسا جراء اقتحامها من قبل مليشيات الحوثي وصالح، وتمترسوا بآلياتهم بالأهالي ومساكنهم.
وبحسب تقارير حديثة بلغ عدد النازحين من مناطق الحرب في اليمن مليوني شخص يعانون بصمت في ظل تجاهل الحكومة والمعنيين والمنظمات الدولية.
مخيم النازحين في الفيوش
مخيم النازحين في الفيوش

ففي ظل استمرار الحرب العبثية التي يقودها الحوثي وحليفه صالح نزحت الكثير من الأسر من جحيم الحرب تاركة ممتلكاتها للنجاة من الموت، لتواجه مصيرا أسوأ من الحرب نفسها، انه شبح النزوح والمجاعة التي تهدد حياتهم مخلفين بذلك أوضاع إنسانية صعبة.
إن معاناة النازحين القاطنين بمدينة الفيوش، محافظة لحج كبيرة وكثيرة وقصصهم طويلة ومؤلمة جدًا، تبدأ من لحظة خروجهم من بيوتهم، في رحلة ترافقها مشاهد الموت والمخاطر والصعاب، وصولًا إلى معاناة أكبر اختصرت بآلام ومهانة وحرمان.
مخيم النازحين
مخيم النازحين

إذ يعيش نازحو الفيوش اليوم ظروفًا غاية في التعقيد تمثلت في فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية إلى ما يعانونه من انعدام للطعام وفرص العمل وما شابهها من ظروف صعبة.. وفي ظل ما يقاسيه النازحون بعد خروجهم من مناطق الصراع إلى مدينة عدن هناك معاناة إضافية إلى معاناتهم تتمثل في فصل الصيف الحالي بكل قسوته مضيفًا إلى محنتهم و معاناتهم معاناة.
إذ يقول عبده أحمد (أحد نازحي البرح في الفيوش) “النازحون هنا يشكون كل شيء كفقدان المأوى والماء والطعام والرعاية الصحية إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الصيف، ففي عدن تزداد دراجات الحرارة يومًا بعد يوم مع ما يصحبها من موجة عواصف ترابية تجتاح المدينة خلال هذه الأيام”.
ويضيف: “إن هؤلاء النازحين نزحوا من محافظة تعز منطقة البرح، فارين من الموت إلى محافظة لحج وعددهم 18 أسرة، كل أسرة يتراوح عدد أفرادها من خمسة إلى سبعة أفراد، ذكورا وإناثا”.
*النزوح ملاذ اضطراري
تشهد محافظة عدن والمحافظات المجاورة بين الفينة والأخرى تدفق عدد من النازحين إليها من المناطق غير المحررة لأناس أرادوا النجاة بأرواحهم وأهاليهم وذويهم، تاركين خلفهم جل ما ظفروا به خلال مسيرة حياتهم من مال ومسكن ومركب ووجاهة وقليل من الأمن وإنسانية مسلوبة إزاء تعنت مليشيات الحوثي وصالح.
الزميل رعد الريمي اثناء لقائه مع مجموعه من النازحين
الزميل رعد الريمي اثناء لقائه مع مجموعه من النازحين

رئيسة مؤسسة “يدا بيد” وردة السيد تصف حال النازحين بعدن رغم مجمل المساعدات التي تسعى مؤسستها لتقديمها لهم، بأن أوضاعهم الصعبة التي يعانونها تفوق حد الوصف، ومن أهم الأوضاع والأمور الصعبة الاحتياج الشديد إلى الغذاء.
وتنوه السيد إلى الحاجة الملحة لهؤلاء النازحين للعلاج والدواء، حيث إن هناك نازحون يعانون من إصابات الحرب نتيجة استهداف المواطنين إلى الأمراض المزمنة التي يعانيها كبار السن والمعاقين.
وتفيد أن الغذاء والماء والتعليم والصحة من أهم الاحتياجات والمعانات التي تم رصدها في الميدان، وتقول: “معاناة السكن جدا صعبة، حيث إنهم لا يستطيعون إيجاد سكن، وإن وجد فإنهم يعانون من ويلات الإيجارات، وفي بعض الأحيان يتعرضون للطرد منها”.
احدى النازحات وهي تجلب الماء
احدى النازحات وهي تجلب الماء

وبحسب رئيسة مؤسسة “يدًا بيد” فإن الإحصائية الأخيرة تشير إلى حوالي 6000 أسرة نازحة يتواجدون في كل مديريات عدن، ويتكاثرون في المدينة الخضراء الفيوش والبريقة وجبل الفرس بكريتر وفي القاعدة الروسية وفي باقي المديريات بشكل متفرق.
*ألم بلغ مداه
تذكر السيد بعضًا من القصص المأساوية التي عايشتها بين النازحين، إذ تقول إن هناك قصة لا زال شريط ذكرياتها بما تحمله من وجع يكرر مرورها أمام عينها، إذ تقول نازحة من إحدى المحافظات تعرضت لشظايا هون، سكنت الشظايا في الشق الأيمن من جسدها والتي أصيبت بشلل وكانت بحاجة إلى عملية ولا تستطيع تحريكه.. ما يؤلم في قصتها أن زوجها تخلى عنها وطردها من المنزل وأخذ ابنها فأخذتها عائلة في عدن.
امراة من النازحات اثناء اعدادها للطعام
امراة من النازحات اثناء اعدادها للطعام

تقول السيد: “مكثت عندهم فترة ثم طردوها لأنهم هم أنفسهم بحاجة إلى من يساعدهم، وهي أصبحت غير قادرة على مساعدة حتى نفسها، من أيام بلغني خبر بأنها تشحت في المساجد حتى تحصل على مبلغ لتعمل جهاز لتحديد مكان الشظايا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى