قـصـة شـهـيـد

> خديجة بن بريك

> يحكى أن شهيداً كان اسمه أحمد رشاد مندوق ناصر من مواليد 27-9-1997 محافظة عدن، درس في ثانوية عثمان عبده بالشيخ عثمان استشهد في تاريخ 2/7/2015.
تقول شقيقة أحمد: "أخي كان بشوش الوجه ومرحا واكتشفت شجاعته برغم أن عمره سبعة عشر عاما، ولم يكمل الثانوية العامة بعد، إلا أني رأيت في عينيه شجاعة تفوق كل توقعاتي.. الحرب جعلتني أرى شجاعة أخي وحبه للوطن وخاصة عدن.
تواصل شقيقة أحمد قائلة: "في بداية الحرب اتصل لصهره الذي كان مسافرا في الهند يريد منه السلاح الخاص به من أجل أن يقاتل به ونال ما طلب.. وكانت بدايته في إحدى النقاط التي أقامها أولاد الحي كونه صغير السن ولا يجيد استخدام السلاح إلا أن بعد توغل العدوان الحوثي لم نستطع أن نسيطر على غضبه فكانت كلماته ترن بأذني وهي: والله ما دخل الغزاة إلى عدن ونحن أحياء، إما أن ننتصر أو أن يدخلوا من فوق جثثنا، فنحن أبناء عدن لن نستسلم أبداً".
بعد صمت قالت: "كانت أمي تخاف عليه كثيرا كونه أصغر أولادها إلا أن رغبته في الالتحاق بالجبهات كانت أقوى من خوف أمي عليه حتى استسلمت أمي وأصبحت تشجعه.
استمر أخي في مناوبة الحماية في إحدى النقاط التي تشكلت من أبناء الحي حتى بدأت الكتائب تتشكل والتحق بعدها مع كتائب المحضار، وتم تدريبيه على استخدام السلاح حتى يتم إلحاقه بالجبهات.
وفي شهر يوليو جاء ابن خالتي من السعودية حتى يلتحق بالجبهات ويقف مع أهله في هذه المحنة”.
تواصل بألم وتقول: "جاء ابن خالتي ومعه كفنه واشترى سلاحا والتحق بالجبهة هو وأخي أحمد، حيث كانا يذهبان ليلاً إلى الجبهات وفي النهار يذهبان إلى المعسكر من أجل التدريب.. وفي يوم 16-6-2015 استشهد ابن خالتي ناجي جميل في جبهة دار سعد، وكانت صدمة لأخي أحمد إلا أن عزيمته زادت في المقاومة وبدأ يتحدث عن الشهادة والنصر".
وتحكي أم الشهيد قائلة: "في 10 رمضان 1436هـ أعطيته مبلغا ماليا ليشتري ملابس العيد ويترك الجبهة إلا أنه رفض وقال لي يا أمه أنا عيدي بالجنة بإذن الله. وفي فجر 15 رمضان اتصل قائد الجبهة وطلب تعزيزا ولبى ابني النداء وقبل خروجه من المنزل نظر إلينا نظرة لم نعلم سرها.. وبعدها قيل لنا بأنه توجه إلى جبهة الدار، وبعد طلب تعزيزات لجبهة البساتين أيضاً التحق بشباب المقاومة إلا أنهم طلبوا منه البقاء في الدار كون جبهة البساتين مشتعلة وتعتبر خطرا عليه إلا أنه رفض والتحق بهم”.
وتقول شقيقة أحمد إن صديقه قال لهم إن أحمد استشهد وهو يدافع عن عدن بعزيمة، وكان شجاعا جداً ولم نرَ شابا بشجاعته، فبرغم أن الجبهة كانت مشتعلة إلا أنه لم يهتز له جفن، استشهد أحمد وهو يحمل سلاح الـ (آر بي جي)، الذي حاول إيصاله إلى أحد أبطال المقاومة الذي كان في إحدى العمارات في البساتين، فأصيب بقذيفة (آربي جي) من قبل العدو الحوثي.
حاول أصدقاؤه سحبه من أعلى العمارة فتفاجؤوا بأن أحمد في وضع السجود وعلى القبلة، وتمكنوا من الوصول إليه وحاولوا إسعافه إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة.
واصلت شقيقته بنبرة آلم قائلة: "نزل الخبر كالصاعقة علينا وخاصة على أمي وأبي".
واختتمت شقيقة أحمد قائلة: "أحمد كان محبوبا عند الجميع، وكان حلمه أن يصبح طيارا، والحمد لله على كل حال".
خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى