محمد علي باشراحيل في 20 يناير 1962 ونجله هشام في 5 يناير 2010م

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
سُنّة التوارث في التاريخ عند الشعوب الحية أنها تحدث تراكمات كمية ونوعية تؤدي في المحصلة الأخيرة لقيام دولة المؤسسات والنظام والقانون ولا تأتي بثوار وشرعية ثورية ولا بيمين رجعي أو يسار انتهازي، وكل هذه وتلك مضيعة توهت الشعوب وأدخلتهم منعطفات دموية ليخرجوا منها إلى منعطفات، وتاريخنا يأتي في هذا السياق ولسان حالنا "ضيعونا وضاعوا معنا".
قف أمام هذين المشهدين ليجعلاك تصب جام غضبك على الثورات واللي خلف الثورات، فأنت أمام مشهدين:
1- محمد علي باشراحيل في 20 يناير 1962:
كتب العميد محمد علي باشراحيل افتتاحية صحيفته «الأيام» (كلمة اليوم) في العدد 1064 بتاريخ 20 يناير 1962 وجاء ذلك رداً على جون بروفيمو، وزير الحرب البريطاني، وقال العميد باشراحيل: العصر الذي نعيش فيه هو عصر الشعوب.. لا عصر الحكام، وكان وزير الحرب البريطاني قد عقد مؤتمراً صحفيا أكد فيه عزم بريطانيا على البقاء في عدن، ودلل على وجود هذا العزم بملايين الجنيهات التي تصرفها لتثبيت القاعدة العسكرية التي قال عنها الوزير إنها ذات أهمية قصوى لبريطانيا.
كتب العميد باشراحيل: المهم هو أننا أمام هذه التصريحات وأمام هذا العزم الذي أعلنته وتعلنه بريطانيا نتساءل هل تقف مصلحة بريطانيا هذه حائلا دون تحقيق الشعب لحريته واستقلاله؟ ودون تحقيق أغلى أمنية له، لا يمكن إطلاقا أن يفرط بها في عالم تحركت فيه مواكب الحرية والاستقلال في كل مكان.
لقد أوضحت بريطانيا هدفها وبالمثل أوضحنا نحن هدفنا.. وفي سياق تعرضه للاختلاف في وجهة النظر بين الحكام والشعب، ويكتب: "وأمام هذا الاختلاف ليس ثمة سبيل لمعرفة الحقيقة سوى استفتاء الشعب في عدن ومحمياتها الشرقية والغربية حول مستقبله..".
أكتفي بهذا القدر الموجز لأنتقل إلى موضوع آخر:
2- ونجله هشام في 5 يناير 2010:
ملف «الأيام» والتعسف الذي واجهته وعانته من جلاديها من القوى المتنفذة في صنعاء، وهو ملف يؤهل الناشرين هشام وتمام باشراحيل للأخذ بيد الديكتاتور علي عبدالله صالح بين يدي العلي القدير في ذلك اليوم.
فجر الثلاثاء 5 يناير 2010 وقف سكان عدن على أطراف أصابعهم عند الساعة الثانية والدقيقة الخمسين (بالتعبير العدني ثلاث إلا عشرة) عندما شنت قوات النظام القبلي الديكتاتوري المتخلف هجومها بمختلف العيارات النارية تخللته زخات من القنابل اليدوية والقنابل المسيلة للدموع وقذائف الـ (RBG) بلغت (19) قذيفة (وهو عدد النساء والأطفال المتواجدين في البيت، أي بمعدل قذيفة لكل واحد منهم) بعد انتشار سدت فيه المنافذ إلى «الأيام» من الزعفران حتى عدن مول، حيث أغلق الطريق البحري ورابطت العربات المسلحة في طريق العقبة.
نهار الثلاثاء 5 يناير 2010 الأسرة تسلم خمسة رهائن هم: محمد هشام باشراحيل، أرحب ياسين، نبيل عبدالعزيز، مازن جرجرة، حامد جرجرة.
نهار الأربعاء 6 يناير 2010 يضاف رهينتان هما: هشام باشراحيل ونجله هاني للجنة الوساطة برئاسة الرجل الطيب حسن سعيد قاسم.
يقيني عزيزي القارئ أنك بعد قراءة هذا العرض ستلعن أبوها سبتمبر وأكتوبر وستلعن أبوه النفق المظلم الذي دخلناه يوم 22 مايو 1990 وستلعن أبوها كل المنعطفات التي دخلناها بفعل مخططات استخبارية خارجية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى