الرئيس هادي والوحدة المقتولة والجمهورية المنقسمة

> د.فؤاد سعيد الماطري

>
د.فؤادالماطري
د.فؤادالماطري
عندما اشتدت الأزمة السياسية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والفرقاء السياسيين، وكادت الأوضاع السياسية أن تتفجر في صنعاء وتحدق بالبلاد والعباد، تدخلت الدبلوماسية الخليجية ممثلة بالشخصية السياسية والدبلوماسية الكبيرة الأستاذ عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي.
التقى أمين عام مجلس التعاون الخليجي الرئيس علي صالح آنذاك وخصومه السياسيين وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية، ومن خلال حوار سياسي جاد وجولات مكوكية عدة من الخليج العربي إلى اليمن، فراوغ وماطل عفاش في توقيع المبادرة الخليجية، وبدأت الضغوط السياسية عليه من أمين عام مجلس التعاون الخليجي وزعماء دول الخليج والساسة المؤثرين في الشؤون اليمنية والعربية، بعد كل هذه الضغوط السياسية استجاب علي صالح وفي المملكة العربية السعودية وقع على المبادرة الخليجية وتم تسليم رئاسة الجمهورية لرئيس توافقي ارتضت به الأحزاب السياسية والشعب اليمني.
ظن علي صالح أنه بسلطة الحرس الجمهوري والأمن المركزي الخاضع لسيطرته وسيطرة ابنه أحمد وكذا ابن أخيه يحيى صالح أنه يستطيع أن يؤثر في القرار السياسي والاقتصادي للرئيس عبدربه منصور هادي، حاول عفاش مرارا وتكرارا ولكنه وجد نفسه في وجه رئيس صلب ومحنك هو رئيس الوفاق الوطني عبدربه منصور هادي، أصبح عبدربه منصور هادي هو الشخص الأول وهو صاحب القرار السياسي والاقتصادي يمارسه من خلال سلطات دستورية.
عفاش خسر بأساليبه الماكرة احترام الرئيس هادي وجميع الساسة والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في الجمهورية اليمنية، ما كان من ابنه أحمد عفاش إلا أن ينسق مع الحليف عبد الملك بدر الدين الحوثي وجهابذة النظام الإمامي الكهنوتي الاثني عشري الإيراني، بدأ التآمر بسقوط عمران عسكريا وقتل القشيبي والسيطرة على المعسكر وأسلحته، ليتمدد الحوثيون إلى صنعاء ويسقطونها عسكريا، فلم يستجب عبد الملك الحوثي للوساطة السياسية التي تقدم بها رئيس مجلس الوزراء الحالي أحمد عبيد بن دغر.. كيف يستجيب عبدالملك الحوثي للمبعوث السياسي للرئيس هادي وهم من نسل الأئمة أصحاب الحق الإلهي والحكم المطلق!!.
تستمر فصول مؤامرة الحوثيين وبدعم من عفاش ويتم وضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية، وحين كان تحت الإقامة الجبرية لم يستطع الانقلابيون التأثير على القرار السياسي لهادي، فأثبت الرئيس هادي أنه صاحب دهاء وقرار سياسي، وحين تمكن من الهرب من معتقله إلى عدن احتضنته عدن ورحبت به وساندته وآزرته، وما كان من حلف عفاش الحوثي إلا غزو المحافظات الجنوبية والشرقية بألوية الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومليشيا عبد الملك بدر الدين الحوثي.
ارتكبت جحافل عفاش العسكرية ومليشيا الحوثي جرائم إنسانية وخربت ودمرت المباني ومرافق ومؤسسات الدولة في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، ولازال استهدافهم لمحافظات لحج وأبين وشبوة إلى الآن.. أنا وأنتم والساسة والمثقفون ورجالات الفكر نفكر في تصريح معالي رئيس مجلس الوزراء الذي نشرته صحيفة «الأيام» الغراء في الصفحة الأولى يوم 6 أغسطس 2017م في عددها 5998 “لا وجود للوحدة بعد العدوان المليشاوي الانقلابي”.
لقد خدع شعب الجنوب وساسة الجنوب بالوحدة وسياسة عفاش الاحتلالية التي ظلمت شعب الجنوب ونهبت ثروات الجنوب وهمشت وأقصت ساستهم وكوادرهم من المشاركة في إدارة أجهزة ومؤسسات الدولة.. لقد ضج شعب الجنوب من جراء الظلم والسياسات الاحتلالية التي مارسها حلف الحوثي عفاش، فتشكلت المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي ومن النخب السياسية والفكرية والاجتماعية لكل أنواع الطيف السياسي في الجنوب..
كل ما نريده من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي والامم المتحدة والعالم العربي وبإشارة سياسية من الرئيس عبدربه منصور هادي ومعالي رئيس مجلس الوزراء السياسي والشاعر والمؤرخ أحمد عبيد بن دغر، كل هؤلاء نريد منهم مساندة قضية شعب الجنوب في المحافل العربية والدولية، ومساندة المجلس الانتقالي الممثل الشرعي للجنوب الذي ينشد حق تقرير المصير والاستغلال الوطني لشعب الجنوب العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى