في الذكرى الرابعة لرحيل الصحافي عبيد الحاج.. برحيله فقدت الصحافة قلمًا ساطعًا

> علاء عادل حنش

>
علاء حنش
علاء حنش
ترك رحيل الصحافي والكاتب (عبيد مثنى الحاج) فراغًا كبيرًا في الحياة الصحفية والثقافية والأدبية، ولم تعدّ الحياة ذات نكهة تُذكر بعد أن كانت تمتلك نكهة فولكلورية بوجوده، لكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء، وكانت هي الأقوى..
إن رحيل هذه الهامة الصحفية والوطنية لهو جرح نازف في جسد هذا الوطن (الجنوب)، وخسارة فادحة تعرض لها الجنوب بفقدانه كاتبا وصحافيًا مثل (عبيد الحاج)، وغيره الكثيرون من الذين فقدهم الجنوب طيلة الفترة الماضية.
فرحيل (عبيد الحاج) لم يستوعبه العقل، ولا القلب، ما زلنا نعيش ذكرياته العطرة، وسيرته العظيمة، بل إن اسمهُ نلفظه باستمرار، ونردده كلما شعرنا بالوحدة والضيق واليأس، هذا إذ ما قلنا إن الحياة كلها أصبحت مليئة بالضيق واليأس والوحدة!
نعم.. رحلت يا (عبيد) لكن صوتك ما زال يرن في أذنيّ، وضحكتك تملأ عينيّ، وصورة وجهك البشوش ملتصقة بعقلي ومخيلتي التصاقًا غير عادي، وكل كلماتك ما زالت محفورة في أعماق قلبي وعقلي، وعلى نهجها سوف أسير بخطى صلبة، مُستمدًا قوتي من روحك الزكية التي مازلت أراها أمامي تتجول في ربوع السماء، تنشر عبق الماضي وذكرياته الموجعة.
تعجز كلماتي، وتختفي أحرفي كلما هممت برثاء الخال العزيز (عبيد الحاج)، بل إنني فوجئت برجفةً أصابت يديّ، أثرت على حركة قلمي، واكتشفتُ أن يوم وفاته الذي عشتهُ بطوله وعرضه قد تاه كُليًا عن ذاكرتي، فتسمر قلمي عن الحركة، ولم يقوَ على الحراك.. لكن هل كان ذلك عملية رفض آلية لحقيقة إنهُ مات رغم مرور زهاء (1494) يومًا على رحيله؟!!.
*ذكرى أغسطس المؤلمة
تحل علينا الذكرى الرابعة لرحيل الصحافي والكاتب (عبيد مثنى الحاج)، يوم الإثنين 7 اغسطس 2017م، والذي وافاه الأجل فجر يوم الأربعاء الماطر بعيد الفطر السعيد لسنة 1434 هـ الموافق 7 اغسطس 2013م، وهو في دولة الهند يتلقى العلاج فيها.
*(عبيد الحاج) في سطور
ولد الصحافي والكاتب (عبيد مثنى الحاج) في عام 1970م، بقرية الحاضنة بردفان محافظة لحج، وتلقى تعليمه الابتدائي والأساسي بالقرية ذاتها، وبقرية القشعة المجاورة لها.
انتقل بعدها الفقيد إلى منطقة الكود بأبين ليكمل دراسته الثانوية فيها، وبعد إتمامه الثانوية التحق بالسلك العسكري بصحيفة الراية، التي كانت لسان الجيش الجنوبي إبان جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية حينئذ، وعمل صحافيًا في صحيفة (الراية) بعدن، ليحصل على منحة إلى الاتحاد السوفيتي، وليحصل هناك على الوسام الذهبي على دفعته التي كان رائدها، لينتقل بعدها لأوكرانيا، ومن ثم حط رحاله في اليمن، ليتجول بعدها في العديد من الدول العربيَّة والأجنبية.
حصل الفقيد على العديد من الشهادات العلمية أهمها (ماجستير صحافة وإعلام، وماجستير علوم سياسية، ودبلوم في العلاقات الدبلوماسية الدولية) وغيرها من المؤهلات العلمية.
وتقلد الصحافي (عبيد الحاج) عدة مناصب، وكان أهمها (سكرتير إعلامي لوزير الدفاع، وسكرتير تحرير مجلة الجيش، وسكرتير تحرير صحيفة 26 سبتمبر، ومدير دائرة الصحافة والنشر بدائرة التوجيه المعنوي، ونائب رئيس مركز المعلومات، وآخر منصب تقلده، والذي توفي وهو فيه، كان نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر) ويمتلك الفقيد رتبة عقيد ركن.
الفقيد (عبيد الحاج) لم يكن صحافيًا فقط، بل كان أيضا كاتبًا وشاعرًا وروائيًا.. وله عدة مؤلفات، منها: (صفحات منسية من تاريخ الثورة، وعبقرية الإنقاذ والتحديث، ووجدانيات، ورجل التحدي والوفاق، وجمهورية التغيير)، وغيرها من مؤلفات الفقيد المتواجدة في الأسواق.
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب (عبيد الحاج) يمتلك كُتبًا ما زالت تحت الطباعة، أهمها: (السعودية.. ينابيع العطاء ونسائم المعاصرة!)، و(المرتزق بوب دينار)، و(وجهًا لوجه)، و(أفكار وحلول)، وغير من الكتب التي ما زالت حبيسة الطباعة..
وعبر الغراء «الأيام» أُطالب بالإسراع والعجالة في طباعة كُتب الفقيد (عبيد الحاج) وإخراجها للنور.
وكان الكاتب (عبيد الحاج) يمتلك عدة أعمدة، منها عموده المشهور (تحت الرماد) الذي كان يكتبه في صحيفة الجمهورية، وكذلك عموده الآخر (أجراس) الذي كان يكتبه في صحيفة 26 سبتمبر.
والصحافي (عبيد الحاج) عضو في منظمة الصحفيين العالمية، وعضو في اتحاد الصحفيين العرب، وعضو في نقابة الصحافيين اليمنيين.
وكانت كتابات الصحافي (عبيد الحاج) دائمًا تتلمس أحوال ومعاناة المواطنين، إلى جانب همه الكبير وهو انتصار القضية الجنوبية وإعطاء الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم، واستعادة دولتهم.
وكان الفقيد من المؤيدين لثورة الشباب السلمية التي انطلقت في فبراير 2011م، وكتابه الذي ألفه كان بمثابة الحافز والدفعة المعنوية لشباب الثورة آنذاك، والمعنون بـ (جمهورية التغيير)..
فرحم الله الفقيد الصحافي (عبيد مثنى الحاج)، وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصديقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى