على ضوء كلمة الأخ المحافظ عبدالعزيز المفلحي:عدن ثروة مهدورة

> د. هشام محسن السقاف

>
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف
أما آن الأوان لكي نلتفت للجهاد الأكبر، للبناء وإعادة نصاب الأمور إلى عقالها في عدن والجنوب بعد عامين ونيف من تحرير هذه الأرض بأزكى الدماء وأطهرها.. وأن ذلك التحرير ما كان ليتم لولا التدافع الأسطوري لشباب في عمر الزهور لبوا النداء وصنعوا المعجرة ببسالتهم وتضحياتهم، واستقاموا كالطود الشامخ في وجه الاحتلال ولقنوه درسا لن ينساه في الإقدام والفداء وبذل الأرواح رخيصة على مذبح الحرية.
نقول إن تلك التضحيات لم تكن في سبيل طرد الغزاة ثم الإبقاء على إرثهم وممارساتهم المستهجنة منذ احتلاهم الأول لأرض الجنوب في العام 1994م ثم اجتياحهم الثاني في العام 2015م. لأن الجزء الأكبر من نضال شعبنا كان ضد ممارساتهم وأعمالهم العدوانية من نهب الأراضي إلى نهب الوظيفة وتجويع الشعب وامتهانه وإحلال ثقافة قروسطية بدائية لسلخ الجنوب عن تراثه وثقافته وإرثه المدني الحضاري، وتفتيت أواصر لحمته لصالح إذلاله بعد أن تمت تصفية جيشه الضارب، لنصبح كالأيتام على مأدبة اللئام، بينما المأدبة أساسا عامرة من خيرات الجنوب وثرواته المتنوعة من النفط والغاز وحتى التراث المدني لعدن المدينة (الكوسموبوليتيكن) من الأحوال الشخصية إلى إرشيف إذاعة وتلفزيون عدن.
لكن أن يذهب الناهب ويبقى النهب أو أن يندحر الاحتلال وتظل ثقافته تمارس بأيدي بعض من أبناء جلدتنا فتلك - لعمري - مصيبة المصائب !!
لقد استمعت مثل غيري لكلمة الأستاذ عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن أمام السلطة المحلية وبحضور الأخ رئيس الوزراء، وكانت كلمة جامعة تلم بأسباب المشكلة وتبحث عن الحلول، ليس لعدن فحسب، وإنما لسائر الجنوب، وتنم عن شخصية وطنية واعية لا تنقصها كاريزما رجل يدرك المسببات، موضوعية كانت أو ذاتية، ويذهب مباشرة إلى الحلول.
ورجل كهذا - لا شك - سيبني على ما تم من عمل في المحافظة أنجزه سلفاه الشهيد البطل جعفر محمد سعد والأخ الأستاذ عيدروس الزبيدي، دون أن نظل أسرى للثقافة المشوهة والمعرقلة الظانة ظن السوء أن نجاحات المفلحي تقليل أو انتقاص من جهد السابقين.. فليست هذه معركة الرجل كما يريدها في البناء الذي بدأت عجلته في الدوران كما قال في كلمته، وإنما معركته أن ترص صفوفنا معه وأيادينا مع يديه وعقولنا للتفكير مع عقله، وأن نلتحم معا لنسطر عهدا جديدا لعدن وللجنوب كله بعقلية تجمع الناس ولا تفرقهم، تبني ولا تهدم، تصلح ولا تخرب، كل من موقعه، حتى نعيد الابتسامة إلى وجوهنا بعد أن حرمنا منها دهرا، وحتى نفي بالتزاماتنا تجاه الأجيال من أبنائنا.. وحتى - وهو الأهم - أن نظل أوفياء لدماء الشهداء ومعاناة الجرحى.
والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى